في 61 عامًا.. المطبات الصعبة في العلاقات المصرية السودانية

في 61 عامًا.. المطبات الصعبة في العلاقات المصرية السودانية
- أزمة اقتصادية
- أزمة طاحنة
- أعمال البناء
- إجراء الانتخابات البرلمانية
- إخوان مصر
- إديس أبابا
- الاتحاد الأفريقي
- الاحتلال الإنجليز
- أزمة اقتصادية
- أزمة طاحنة
- أعمال البناء
- إجراء الانتخابات البرلمانية
- إخوان مصر
- إديس أبابا
- الاتحاد الأفريقي
- الاحتلال الإنجليز
يجمع "مصر" بـ"السودان" رباط مقدس، وشريان حياة، نيل أزرق، كان ولا زال يغذي حضارة شعبين على ضفتيه، ليكتب علاقة تاريخية أزلية، مرت عبر آلاف السنين بمنعطفات كثيرة، ورغم قدرية العلاقة بين مصر والسودان، إلا أنها شهدت كثير من موجات المد والجذر عبر تاريخ البلدين، فتارة تكون أواصر الود ممدودة بين البلدين، وأخرى تطفو الشوائب على السطح.
ورغم أن العلاقة بين البلدين، ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، منذ عصر الفراعنة، عندما حررت السودان على يد "أحمس" في عصر الدولة الحديثة من براثن الهكسوس، وتحدثت باللغة المصرية القديمة، وضمها محمد علي في فتوحاته الإفريقية عام 1820، وحتى جاء الاحتلال الإنجليزي في عام 1882، ليتبع سياسة فرق تسد، فتارة ينفرد بالحكم في البلدين، وتارة يجعل السودان تحت الحكم الثنائي، ويضع اتفاقية للتقسيم، طلت منها بوادر خلافات، لا زالت آثارها باقية حتى الآن.
- الاستقلال
أعطت مصر السودان حقها في الاستقلال عام 1956، إلا أن تلك المرحلة سبقها 18 عامًا، من المطالبات، أولًا بجلاء الاحتلال البريطاني، ثم "إعطاء السودان حق تقرير مصريها"، مرورًا بتوقيع اتفاقية جلاء الاحتلال الإنجليزي عن مصر في عام 1954، وحتى اجتمع البرلمان السوداني في 19 ديسمبر 1955، ليعلن استقلال السودان، مطالبًا دولتي الحكم الثنائي "مصر" و"بريطانيا" بالاعتراف باستقلال السودان، وهو ما وافقا عليه، حيث كان الرئيس عبدالناصر، وقتها مؤمن بضرورة استقلال الشعب، وحق تقرير المصير.
- بوادر الخلاف حول حلايب وشلاتين
تلك الأزمة، التي بدأت جذورها وقت الاحتلال البريطاني، حيث رسمت اتفاقية الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا عام 1899، الحدود بين مصر والسودان، وضمت المناطق من دائرة عرض 22 شمالًا لمصر، وعليها يقع مثلث حلايب داخل الحدود السياسية المصرية، ليتراجع الاحتلال بعد ثلاثة أعوام في 1902، ويجعل مثلث حلايب تابع للإدارة السودانية لأن المثلث أقرب للخرطوم منه للقاهرة، بحسب إدعاءاته وقتها.
وبعد استقلال السودان عن مصر، عادت بوادر الأزمة، والنزاع على المثلث الحدودي، حينما تقرر إجراء الانتخابات البرلمانية بالسودان في27 فبراير1958، وتم إدخال "حلايب" ضمن الدوائر الانتخابية للسودان، وقد أرسلت مصر مذكرة الى السودان تعترض على إدخال حلايب ضمن الدوائر الانتخابية السودانية، واعتبرت هذه الخطوة خرقًا للسيادة المصرية كما أرسلت مذكرتين في فبراير 1958، تؤكد على إجراء مصر الاستفتاء على الوحدة في حلايب، وأرسلت مصر إلى حلايب لجنة لأخذ رأي المواطنين في حراسة قوة عسكرية، لتنشب أزمة، على أثرها قامت حكومة حزب الأمة السوداني، والتي كان يرأسها عبد الله خليل إلى رفع شكوى إلى مجلس الأمن مدفوعا بموقف حزب الأمة المعادي لمصر، لينعقد مجلس الأمن في 21 فبراير، وتطلب مصر تأجيل تسوية الأمر عقب الانتخابات السودانية.
- أزمة "الإخوان" في منتصف الستينات
مع نهاية 1965، شهدت العلاقات توترًا حادًا إثر الأزمة التي حدثت بين النظام المصري والإخوان، فقاد إخوان السودان متمثلين بجبهة الميثاق الإسلامية حربًا إعلامية وكلامية ضد النظام المصري تمثلت بإلقاء خطب ضد مصر وعبد الناصر في مساجد الخرطوم، بينما اتهم عبد الناصر الجبهة بأنها تمد إخوان مصر بالسلاح والمال.
- اتفاقية التكامل مع بداية عصر مبارك
ساءت العلاقات من جديد، بعد مطالبة حكومة "الصادق المهدي"، بإلغاء ميثاق التكامل المصري السوداني، وأحلت محله ما أطلق عليه "ميثاق الإخاء"، وهو تعاون أقل كثيراً من التعاون الذي كان مخططاً له، طبقاً لميثاق التكامل.
- "حلايب" من جديد
طفا النزاع على السطح من جديد في عام 1992، عندما اعترضت مصر على إعطاء حكومة السودان حقوق التنقيب عن البترول في المياه المقابلة لمثلث حلايب لشركة كندية، لتنسحب الشركة لحين الفصل في مسألة السيادة على المنطقة، وترسل بعدها السودان في يوليو 1994، مذكرة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، متهمة الحكومة المصرية بشن 39 غارة جوية على الحدود السودانية، منذ تقديم الحكومة السودانية بمذكرة سابقة في مايو 1993، ورفض الرئيس الأسبق حسنى مبارك في 1995 مشاركة الحكومة المصرية في مفاوضات وزراء خارجية منظمة الاتحاد الأفريقي في إديس أبابا لحل النزاع الحدودي.
- حادث أديس بابا
أزمة طاحنة في العلاقات بين البلدين، في يونيو عام 1995، بينما كان الرئيس الأسبق حسني مبارك، يستعد للمشاركة في القمة الإفريقية بأديس بابا، وأثناء سير موكبه إلى مقر انعقاد القمة، استهدفه 10 مسلحين، إلا أن حراسة الرئيس الأسبق أحبطت محاولة اغتياله بتصفية 5 من القتلة، ليقرر "مبارك" وقتها العودة إلى المطار، وعدم حضور اجتماعات القمة الإفريقية، وأشارت أصابع الاتهام وقتها إلى جماعة الجهاد الإسلامي، ولكن تصاعدت حدة الخلافات بين البلدي، خاصة بعد اتهام النظام المصري للسودان، بالتخطيط لمحاولة اغتياله.
- سد النهضة
منذ أن طلت الأزمة برأسها، وقررت إثيوبيا إنشاء سد النهضة في أواخر عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ووقعت اتفاقية "عنتيبي" مع دول حوض النيل، وقفت السودان على الحياد، بالرغم من تضررها مع مصر من الاتفاقية، فأعلنت مع مصر تمسكهاباتفاقية 1959، التي تنظم أعمال الهيئة الفنية الدائمة المشتركة بين دول النهر، إلا أنها لم تمانع في الوقت نفسه، إنشاء السد، بل أكد الرئيس السوداين مع تصاعد الأزمة في عام 2012، وبدء أعمال البناء لسد النهصة، على حق إثيوبيا في بناء سد النهضة.
- "الإخوان" بعد 30 يونيو
حدثت توترات في العلاقات بين البلدين، فرغم إعلان "النظام السوداني، أن ما حدث في ثورة 30 يونيو والإطاحة بنظام الإخوان، شأن داخلي مصري، إلا أن السودان صارت إحدى ملاجئ قيادات الإخوان في تركيا بعد قطر وتركيا، قبل أن تستضيف العام الماضي، وتحديدًا في نوفمبر 2016، مؤتمر "كوالالمبور للفكر والحضارة"، والذي شارك فيه وفدًا من إخوان مصر، والذين هاجموا النظام السياسي المصري.
- أزمة اقتصادية
في يونيو2015، خالفت الحكومة السودانية، اتفاقية "الكوميسا"، واتخذت قرار مفاجئ بفرض رسوم جمركية على واردات السيراميك المصري، وأعقبتها بعد ثلاثة أشهر، قرار آخر بوقف استيراد الخضر والفاكهة والأسماك من مصر، وتجدد الحظر هذا العام من جديد.