"القاسية قلوبهم".. سيدة تقتل أطفالها ومزارع يصفي أسرته ويضحك بهستيريا

كتب: صفية النجار

"القاسية قلوبهم".. سيدة تقتل أطفالها ومزارع يصفي أسرته ويضحك بهستيريا

"القاسية قلوبهم".. سيدة تقتل أطفالها ومزارع يصفي أسرته ويضحك بهستيريا

بات قتل الآباء والأمهات لأولادهم جريمة سهلة ومتكررة بشكل شبه يومي، دون أن يعبأوا بالمصير الذي يواجهونه، سواء كان الباعث على القتل الظروف الاقتصادية الصعبة أوالدفاع عن الشرف والخوف من الفضيحة والعار أو العشق، فعلى مدار الفترة الأخيرة اكتظت المحاكم وأقسام الشرطة بهذه الجرائم، والتي كان آخرها الأم الشابة التي قتلت طفلتيها بمحافظة المنيا بسبب اختفاء مبلغ 100 جنيه من المنزل، وفى يوم اليتيم ترصد "الوطن" هذا الحالات.

على الرغم من أنها متزوجة ولديها أبناء إلا أن حبها لشخص آخر تعرفت عليه من خلال تطبيق "فايبر" جعلها تقتل أطفالها بكل قسوة خنقا بـ"تي شيرت" من أجل الانفصال عن زوجها لترتبط بعشيقها، وفوجئ والدهم تامر الطحان بوفاة أبنائه، مهند 5 أعوام، ونور 3 أعوام، ونادين 3 أعوام، عند إيقاظهم من النوم معتقدا أنه بسبب تسمم غذائي حتى اكتشف الأمر.

بينما قررت سيدة أخرى من دمياط خنق ابنتها دفاعًا عن الشرف، بعدما شكت في سلوكها، وعرضتها على الطبيب لتفاجأ بأنها فقدت عذريتها، قائلة في التحقيق: "غسلت عاري بيدي، ولم أتمالك نفسي إلا ويدي في رقبتها".

وفي محافظة قنا، قتل مزارع في العقد الرابع من عمره أولاده الخمسة الذين كانت أعمارهم تتراوح بين عام و10 سنوات وزوجته وشقيقته بـ90 طلقة من بندقيته الآلية، وعند التحقيق معه ظل يضحك بهستيريا ثم بكى وعاد مرة أخرى للضحك الهستيري.

أما نجاة رجب البالغة من العمر 31 عامًا، من محافظة بني سويف، قررت ذبح ابنتها التي تبلغ من العمر 8 أعوام وابنها 5 أعوام تحريضا من عشيقها، وخوفا من الفضيحة بعد أن رآها طفلاها بأوضاع مخلة وهي في أحضان عشيقها.

وأثارت قصة قتل ام لابنتها يوم زفافها ضجة كبيرة، حيث إنها صعدت مع ابنتها بعد انتهاء الحفل ووضعت لها السم في العصير ولم تغادر المنزل إلا بعد تناول الفتاة رشفات منه، وكان سبب خروجها عن طوعها وإصرارها على الزواج من الشاب الذي أحبته، وتوفيت على الفور في حين ظل العريس يصارع الموت حتى أنقذه الجيران.

وفي واقعة أخرى قتلت أم تزوجت عرفيا من محبوبها، طفلهما بعد عدم قدرتها على تحمل نفقاته كون الأب سُجن نظرا لمشكلاته الكثيرة ولم تتمكن من النوم بسبب بكاء رضيعها الذي لم يتجاوز عمره شهر ونصف ما جعلها تمسك به وضربت رأسه في الجدران، فسقط على الأرض وفارق الحياة.

وكانت القصة الأخيرة لمشرفة تعمل في إحدى المدارس بالمنيا، التي انهالت على طفلتيها "منة"، في الصف الخامس الابتدائي، و"ملك" 8 أعوام، بالضرب بعد اختفاء 100 جنيه من المنزل، كما منعت عنهما الطعام والشراب، وبعد انهيار الطفلتين نقلتهما إلى المستشفى العام، مدعية أنهما أصيبتا بحادث سيارة بينما لفظت الطفلة الكبرى أنفاسها وانكشفت جريمتها.

وقال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، لـ"الوطن"، إن ظاهرة قتل الآباء للأبناء قائمة في المجتمع وليست جديدة ولكنها كانت تحدث بقلة، أما الآن فقد كثرت هذه الجرائم بسبب المعالجة الإعلامية السلبية لهذه القضايا في ظل انهيار الأخلاق وانعدام الثقافة.

وأضاف أن الأشخاص الذين يرتكبون هذه الجرائم يندرجون ضمن الشخصية السيكوباتية المضادة للمجتمع التي تتسم باللامبالاة وانعدام المشاعر والأحاسيس وغالبيتهم يكونوا مدانين في قضايا مخدرات وما شابه ذلك.

وأوضح أن ثقافة التعامل مع الأبناء غائبة وليست موجودة، والانهيار الأخلاقي هو المسيطر وليست الضغوط الاقتصادية، كما أن الإعلام لا يحض على الأخلاقيات وإنما يحض على الرذيلة من خلال التركيز على سلبيات المجتمع وإبرازها. 

وتابع قائلا إن الأب الذي قتل أولاده وزوجته، شخص مريض بالانفصام التشككي الذى يهيئ له بأنهم ليسوا أولاده وزوجته أو أنهم أولاد زنا وزوجته تخونه، كما أن الأم التى قتلت طفلتها بسبب 100 جنيه ليس هو الدافع الحقيقي وراء القتل. 

وأكد أن الجيل الصاعد نضجه وثقافته لم تكتمل بعد، بالإضافة إلى انعدام دور الأسرة والمدرسة في التربية "أيام عبدالناصر ما كانش دا بيحصل كتير لأن الثقافة كانت موجودة ووسائل الاعلام كانت محدودة ومسيطر عليها" فالثقافة ليست دراسة وقرأة كتاب وإنما هي سلوك وأخلاقيات.


مواضيع متعلقة