ارتفاع الأسعار يؤثر على موسم «تخزين الثوم»

08:03 م | الخميس 06 أبريل 2017

عربات مليئة بكميات كبيرة من الثوم المقطع، ماكينات فرم حادة، عمال يعملون منذ الصباح وحتى المساء فى تجهيز الثوم وفرمه وتعبئته، هكذا بدأ موسم تخزين الثوم السنوى، ورغم الإقبال الكبير على محال بيع وفرم الثوم من قبَل ربات البيوت اللاتى يرغبن فى تخزينه بهذه الطريقة، فإن الباعة يشكون من ضعف الكميات المبيعة هذا العام نتيجة لارتفاع الأسعار.

فى سوق الجيزة تنتشر عربات فرم وتجهيز الثوم بشكل لافت، ففى الشارع المجاور لعمارة الغليون بالميدان وبداخل السوق تتراص الكثير من العربات إلى جوار بعضها لتشتعل المنافسة بين الباعة حول الأسعار، عمّ شعبان الشهير بـ«أبويوسف»، تاجر فى العقد الخامس من عمره، يعمل منذ سنوات طويلة فى بيع الثوم، لاحظ خلال سنوات عمله اختلاف عادات شراء الزبون الحالى عن زبون زمان: «الناس زمان كانت بتنزل تشترى وتفرم بالخمسين كيلو، ده موسم، وممكن أم تشترى وتوزع على بناتها المتجوزين أو أقاربها، لكن دلوقتى الوضع اختلف ست البيت بتزل تشترى على القد لو فرمت 10 كيلو يبقى كده كتير جداً عليها».

{long_qoute_1}

يصف «شعبان» حالة الموسم هذا العام وعلى وجهه علامات الغضب بسبب ركود حركة البيع هذا الموسم: «السوق نايم شوية، سمعنا إنهم فتحوا التصدير، وده اللى وصّل سعر الكيلو لـ14 جنيه وممكن يغلى عن كده خلال الأيام الجاية».

وسعياً للمنافسة فى كسب الزبون يقف محمد فوزى إلى جوار عربته والمفرمة خلفه منادياً: «الكيلو بـ12 جنيه أقل من سعر السوق»، قرر «فوزى» أن يخفّض الأسعار فى محاولة منه لاقتناص الزبائن: «الثوم بييجى من الصعيد كل سنة تحديداً من المنيا وبنى سويف والفيوم، السوق كله بيبيع بـ14 جنيه للكيلو المفروم، أنا قررت أبيع بـ12 جنيه عشان الحال نايم شوية وسحب الزبون للبضاعة قلّ عن الأول كتير».

فى إحدى حارات السوق الضيقة، يوجد محل يفتح أبوابه منذ سنوات طويلة آخذاً زاوية بعيدة عن كل العربات بالسوق، محمد الأسمر وأحمد الأسمر أخوان يديران تجارة والدهما التى توارثها أباً عن جد، فهم من أقدم تجار فرم الثوم بالجيزة: «أهم حاجة فى المهنة دى النضافة عشان تقدر تكسب الزبون ويجيلك كل موسم لأن هما هيعملوا عندك كميات كبيرة وخزين سنة كاملة، فلازم تقدم لهم حاجة نضيفة ومضمونة».

ليست الجيزة فقط ففى كل الأسواق هناك حضور قوى للثوم بأسعار متفاوتة حسب المنطقة التى يباع فيها.