الرئاسة: «السيسى» يعرض على دوائر صنع القرار فى واشنطن رؤية مصر للتعامل مع الأزمات الإقليمية

كتب: رسالة واشنطن: سماح حسن

الرئاسة: «السيسى» يعرض على دوائر صنع القرار فى واشنطن رؤية مصر للتعامل مع الأزمات الإقليمية

الرئاسة: «السيسى» يعرض على دوائر صنع القرار فى واشنطن رؤية مصر للتعامل مع الأزمات الإقليمية

توجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، إلى الولايات المتحدة الأمريكية تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وذلك فى إطار حرص الجانبين على تنمية العلاقات الاستراتيجية التى تجمع بين البلدين، وبحث سبل تعزيزها خلال الفترة المقبلة، وزيادة التنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة الزخم إلى تلك العلاقات وتطويرها فى مختلف المجالات.

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الزيارة، التى تعتبر الأولى منذ تولى «ترامب» مهام منصبه فى البيت الأبيض، ستشمل عقد مباحثات بين الرئيسين تتناول عدداً من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية فضلاً عن الموضوعات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية.

{long_qoute_1}

وأضاف المتحدث الرسمى أنه من المقرر أن تشمل الزيارة لقاءات للرئيس مع عدد من الوزراء الأمريكيين وممثلين لدوائر صنع القرار فى الولايات المتحدة، فضلاً عن لقاءات متعددة مع أعضاء الكونجرس الأمريكى من الحزبين الجمهورى والديمقراطى ورؤساء عدد من اللجان بمجلسى النواب والشيوخ، لعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية وكيفية التعامل معها، ولبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يسهم إيجاباً فى زيادة التعاون المشترك بين البلدين فى مختلف المجالات. كما سيعقد الرئيس اجتماعاً مع قيادات غرفة التجارة الأمريكية ورؤساء كبرى الشركات الأمريكية لبحث فرص الاستثمار فى مصر، على ضوء التقدم المحرز على صعيد الإصلاح الاقتصادى فى مصر، والإجراءات التى تتبناها لتشجيع الاستثمارات الأجنبية وتنفيذها لعدد من المشروعات القومية.

ومن المقرر أن يتضمن برنامج الرئيس لقاء كل من رئيس البنك الدولى ومديرة صندوق النقد الدولى، لبحث فرص تعزيز التعاون القائم بين مصر والمؤسستين الدوليتين فى مختلف المجالات الاقتصادية.

وقال السفير ياسر رضا، سفير مصر لدى الولايات المتحدة الأمريكية، إن زيارة الرئيس «السيسى» إلى الولايات المتحدة تمثل مرحلة جديدة فى العلاقات المصرية الأمريكية سيسجلها التاريخ نظراً لأهميتها البالغة فى مسيرة العلاقات بين البلدين.

{long_qoute_2}

وأضاف أن أهمية هذه الزيارة تتجسد فى كونها زيارة رسمية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، من حيث مراسم الاستقبال الرسمى فى البيت الأبيض ومأدبة الغداء التى سيقيمها الرئيس دونالد ترامب على شرف الرئيس «السيسى»، فضلاً عن المباحثات المطولة التى سيجريها الزعيمان والتى ستتناول العلاقات المصرية الأمريكية على جميع المستويات، إضافة إلى الأوضاع فى الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأضاف أن هذه الزيارة هى الأولى لرئيس مصرى منذ عام ٢٠٠٩ وستركز على خمسة محاور تمثل عناصر اتخاذ القرار فى الولايات المتحدة، وهى أولاً الرئيس الأمريكى وأركان الإدارة الأمريكية الجديدة، حيث يتناول الرئيس السيسى مع ترامب وإدارته التقدم الذى حققته مصر الحديثة بما فى ذلك المشروعات القومية الكبرى والتحديات التى تواجه مصر وعلى رأسها الإرهاب والظروف التى أدت إلى توقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولى.

وأشار إلى أن المحور الثانى الذى يركز عليه الرئيس السيسى خلال زيارته هو الكونجرس، نظراً لأهمية الكونجرس فى التأثير سلباً أو إيجاباً على اتخاذ القرارات فى الولايات المتحدة.

وقال إن الرئيس السيسى سيلتقى بعد ذلك برجال الأعمال من أجل توصيل رسالة مفادها أن مصر سوق مفتوحة لكل الشركات الأمريكية وغير الأمريكية وأن مصر اتخذت إجراءات إصلاحية تجعل منها سوقاً جاذبة للاستثمار وهى ترحب بكل مستثمر وتقوم بتذليل أى عقبات أمام المستثمرين الأجانب والمصريين. وقال إن الرئيس السيسى لن ينسى الإعلام الأمريكى الذى يعد من القوى المؤثرة على القرار الأمريكى، مشيراً إلى أن الرئيس السيسى سيتواصل مع الإعلام الأمريكى لإرسال رسالة مفادها أن مصر الحديثة هى مصر النمو والتنمية والانفتاح.

وأشار إلى أن قناة «فوكس» قد تمت الموافقة لها لإجراء حديث مع الرئيس السيسى إلى جانب مجموعة أخرى من وسائل الإعلام الأمريكية سيعلن عن اسمها لاحقاً.

وأضاف أن الرئيس السيسى سيلتقى أيضاً بعدد من الشخصيات المؤثرة فى صناعة القرار الأمريكى والمراكز البحثية الكبرى فضلاً عن مجموعة أخرى من المنظمات الأمريكية بما فيها اللوبى اليهودى لأن مصر حريصة على التحدث وفتح حوار مع جميع أطياف المجتمع الأمريكى.

وقال إن الرئيس السيسى سيقوم خلال لقاءاته بكل هذه المؤسسات التى تصنع القرارات الأمريكية بوضع رؤية مشتركة بين مصر وأمريكا فى جميع المجالات، فضلاً عن إقامة علاقات استراتيجية بين البلدين بمفهوم جديد يستهدف إعادة الزخم للعلاقات المصرية الأمريكية. وحول المعلومات التى تتحدث عن تحرك بعض أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابى فى أمريكا، قال السفير ياسر رضا إن مصر لا تشعر بأى قلق، فالرئيس السيسى يستند على شعبية كبيرة لدى المصريين، ومصر بلد كبير ومهم وكل من يحاول أن يثير أى مشاكل لن يستطيع أن يؤثر علينا.

وحول تصريحات «ترامب» قبل الانتخابات عن عزمه تصنيف جماعة الإخوان جماعة إرهابية، قال السفير ياسر رضا إن هذا الأمر شأن أمريكى وتدخلنا فيه قد يأتى بنتائج سلبية لكن الرئيس سيشرح للأمريكيين ما تقوم به مصر لمواجهة الفكر المتطرف والتصدى للإرهاب. وقال السفير ياسر رضا إن «ترامب» أعلن أنه بصدد تحقيق هدفين رئيسيين وهما مكافحة الإرهاب وخلق وظائف، مشيراً إلى أن الموقف الأمريكى إزاء هاتين القضيتين يتطابق مع موقف الرئيس السيسى.

وفيما يتعلق بمخاوف البعض من اتخاذ «ترامب» مواقف سلبية من القضية الفلسطينية خاصة تعهداته قبل الانتخابات بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، قال السفير ياسر رضا إن هناك قراراً أمريكياً فى هذا الصدد من الكونجرس الأمريكى منذ عام ١٩٩٥ وأن كل الرؤساء الأمريكيين وعدوا قبل الانتخابات بتنفيذه ولكن عندما يصلون للحكم يتجاهلون هذا القرار.

وقال إنه فى جميع الأحوال رغبة الرئيس «ترامب» فى الاطلاع على وجهة نظر الرئيس السيسى بعد مشاركته فى القمة العربية، ثم استقباله للملك عبدالله بعد زيارة الرئيس السيسى، فضلاً عن زيارة الرئيس الفلسطينى منتصف أبريل، كلها مؤشرات تعكس انفتاح الإدارة الأمريكية على معرفة رؤية قادة المنطقة فيما يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى.

وفيما يتعلق بالمساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية لمصر، قال إن المساعدات العسكرية عادت كما كانت، مشيراً إلى أن المساعدات الاقتصادية تناقصت منذ سنوات طويلة، مؤكداً أن مصر تأتى إلى أمريكا هذه المرة وهى تفتح مشروعاتها الطموحة أمام المستثمرين ورجال الأعمال الأمريكيين.

وكان «السيسى» استقبل، قبل مغادرته إلى واشنطن، بيتر طومسون، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بحضور سامح شكرى، وزير الخارجية.

وقال السفير علاء يوسف إن الرئيس أكد خلال اللقاء الاهتمام الذى توليه مصر لمنظمة الأمم المتحدة وللعمل الدولى متعدد الأطراف، وحرصها على الاضطلاع بمسئولياتها تجاه تطوير دور المنظمة بما يسهم فى مواجهة التحديات الدولية الراهنة، وأشار الرئيس إلى حرص مصر على إرساء دعائم السلم والأمن والاستقرار العالمى، فضلاً عن الاستمرار فى المشاركة بفاعلية فى مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إسهاماً منها فى مساندة جهود المنظمة فى مجال حفظ السلم والأمن الدوليين.


مواضيع متعلقة