بعد "خليها تعفن".. هل تنجح حملات مقاطعة السلع فيما فشلت فيه الحكومة؟

كتب: ميسر ياسين

بعد "خليها تعفن".. هل تنجح حملات مقاطعة السلع فيما فشلت فيه الحكومة؟

بعد "خليها تعفن".. هل تنجح حملات مقاطعة السلع فيما فشلت فيه الحكومة؟

"زادت الطين بلة" عندما ارتفعت أسعار الأسماك في المحافظات الساحلية على وجه الخصوص، وبالرغم من تأكيد التجار أن الارتفاع لا دخل لهم فيه، إلا أن مواطنين قرروا في ذروة غضبهم من ارتفاع أسعار جميع السلع تقريبًا، مقاطعة السمك وتدشين حملة "خليها تعفن"، وهي الحملة التي انتشرت كالنار في الهشيم.

وأعلن محمد عثمان منسق الحملة، أنه لوحظ تراجع كبير في القوة الشرائية للأسماك في محافظة الإسماعيلية، فيما أكد مراقبون أن الحملة نجحت في غالبية المحافظات التي دُشنت فيها، وفي الوقت نفسه قلل خبراء من إمكانية نجاح مثل هذه الحملات فيما فشلت فيه الحكومة، وهي خفض الأسعار.

{long_qoute_1}

ويقول الدكتور فخري الفقي، الخبير الاقتصادي ومساعد مدير صندوق النقد الدولي السابق، إن مثل هذه الحملات لن تؤثر بشكل كبير على الأسعار، ولا يجب أن يعوَّل عليها في خفض الأسعار أو إعادة الأمور إلى نصابها، موضحًا أن علاج مثل هذه الأزمات يكون بعلاج مسبباتها والتي هي معروفة للجميع، من ارتفاع أسعار الدولار وتراجع السياحة.

وأضاف الفقي، في تصريحات لـ"الوطن"، أن هناك انخفاضا ملحوظا في الإنتاج وقلة المعروض على حساب زيادة الطلب على السلع والقدرة الشرائية، وهو الأمر الذي تسبب في اندلاع أغلب أزمات ارتفاع أسعار السلع، مؤكدًا أن للمواطن دورا في مواجهة غلاء الأسعار، وعليه أن يشتري ما يريده ويستخدمه فقط.

{long_qoute_2}

واتفق محمود العسقلاني، مؤسس جمعية "مواطنون ضد الغلاء"، مع رأي الدكتور فخري الفقي، وأكد أن التاجر المصري لا يشعر بأزمة السوق إلا إذا ارتفع مدخل من مدخلات الإنتاج مثل الدولار، مؤكدًا أن التاجر المصري أيضًا لديه قدرة "غريبة" على التعايش مع شيئين متضادين وهما "الركود" و"التضخم"، بمعنى أنه في كل الأسواق العالمية عندما يحدث ركود يقل معدل التضخم وتنخفض الأسعار، وهو الأمر الذي يتعايش معه التاجر المصري.

وأضاف العسقلاني لـ"الوطن" أن بعض الحملات قد تحقق مردودًا جيدًا، لكنها لن تستطيع إجبار السوق على خفض الأسعار، موضحًا أن من أنجح الحملات تلك الحملة التي دشَّنتها سيدات المنازل تحت عنوان "الستات تقدر"، مشيرًا إلى أن حملة "خليها تعفن" لم تحقق المردود الطيب الذي يُرجى منها حتى الآن.


مواضيع متعلقة