من "خطف الطائرة" إلى "قطع اليد".. جرائم "جنائية" بصبغة "داعشية"

كتب: ميسر ياسين

من "خطف الطائرة" إلى "قطع اليد".. جرائم "جنائية" بصبغة "داعشية"

من "خطف الطائرة" إلى "قطع اليد".. جرائم "جنائية" بصبغة "داعشية"

ملثم يرتدي ملابس سوداء، يمسك بسيفه، وتحت قدميه ترقد ضحيته التي ارتدت اللون الأحمر، يتمتم بكلمات ثم يكبر ويرفع سيفه ليجذ رقبة ضحيته، معلنًا تطبيقه لما يدعوه بـ"حد الله"، وآخر يرتدي حزامًا ناسفًا، وقبل أن ينزع فتيله يكبر، ثم تتطاير عشرات الجثث، تلك المشاهد لم تعد مرتبطة بتنظيم داعش في سوريا والعراق، بعد أن نجح آخرون باختلاف دوافعهم في تقليدها.

منطقة الشرابية في قلب القاهرة، كانت شاهدة على إحدى المحاولات الناجحة لتقليد طريقة داعش في القتل، عندما نجح 4 أشقاء في قطع يد شاب يدعى أحمد طارق السيد، 20 عاما، أمام المواطنين بزعم "إقامة الحد عليه" والانتقام من شقيقه الأكبر، بدعوى سرقة الأخير لهاتف محمول من أحدهم.

تفاصيل الواقعة تعود عندما نشبت مشاجرة بين عائلتين في منطقة الشرابية بسبب سرقة هاتف محمول، وأسفرت عن إصابة 4 أشخاص من بينهم الضحية أحمد طارق ووالده، فيما ألقت قوات الأمن القبض على 5 من طرفي المشاجرة وجارٍ البحث عن اثنين آخرين، فيما تبين أن مرتكبي الحادث بعضهم مسجل خطر، وغير معروف عنهم تشددهم الديني.

وقبل تلك الحادثة بحوالي عام، وتحديدًا في 29 مارس من العام الماضي، كانت إحدى الطائرات المصرية التي تعمل على الخطوط الجوية الداخلية، على موعد مع عملية تشبه تلك التي يقوم بها تنظيم داعش، حيث فوجئ الركاب بتحويل مسار طائرتهم القادمة من برج العرب بدلًا من القاهرة، إلى قبرص، بعد ظهور شخصًا ادعى أنه يرتدي حزامًا ناسفًا، وهدد طاقم الطائرة، الذين انصاعوا لأوامره خوفًا من ملاقاة نفس مصير ضحايا داعش.

وبفور وصول الطائرة إلى قبرص، اكتشفت السلطات القبرصية، أن الحزام الناسف مجرد خدعة، وأن الخاطف ارتدى حزام "محشو بالقطن"، لإيهام طاقم الطائرة أنه يرتدي حزامًا ناسفًا، وأعلن المسؤولون في قبرص أن المتهم مضطرب عقليًا، ولا يحمل أي دوافع سياسية.

وفي نهاية الأمر تبين أن سبب ارتكاب الخاطف لجريمته هي علاقة عاطفية بامرأة، وقال مسئول قبرصي، إن خاطف الطائرة طلب خلال التفاوض معه رؤية زوجته السابقة وهى قبرصية.

{long_qoute_1}

حوادث على الطريقة الداعشية لكنها ليست إرهابية، ليس بالأمر الجديد أو المستحدث بحسب ما يرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، والذي يؤكد أن طريقة العنف لم تتغير ولم تتأثر بشكل ملحوظ بطريقة داعش في العنف.

وقال صادق لـ"الوطن"، إن جرائم البلطجة لا تختلف كثيرًا عما يقوم به تنظيم داعش فهم في النهاية مدرسة واحدة، وهي التلذذ بإراقة الدماء، مشيرًا إلى أن الإعلام هو من يحاول ربط أي جريمة بلطجة بما يقوم به تنظيم داعش، لكن الواقع يشير إلى أن ذلك الأسلوب في الجرائم موجود قبل ظهور داعش.


مواضيع متعلقة