إغلاق المستشفى يشكل «صدمة» لسكان المحافظة: «القشاية اللى كنا بنتعلق بيها»

كتب: أحمد عصر وإسلام فهمى

إغلاق المستشفى يشكل «صدمة» لسكان المحافظة: «القشاية اللى كنا بنتعلق بيها»

إغلاق المستشفى يشكل «صدمة» لسكان المحافظة: «القشاية اللى كنا بنتعلق بيها»

صدمة سكان قرى ومراكز محافظة المنيا كانت كبيرة، بعد أن تم تنفيذ قرار إخلاء «مستشفى المنيا الجامعى» أول مارس الحالى، فبعد أن كان المستشفى الجامعى هو ملجأهم الوحيد فى العمليات الجراحية الكبيرة والحالات الصحية الحرجة نظراً لمجانية العلاج به من ناحية، وقلة الإمكانات الموجودة فى مستشفى المنيا العام، البديل الوحيد له، من ناحية أخرى، لم يعد أمامهم حالياً سوى اللجوء إلى المستشفيات الموجودة خارج حدود المحافظة والتى تبعد عنهم مئات الكيلومترات، وأقربها مستشفى أسيوط الجامعى.

«القرى هنا معدومة ومفيش فيها أى رعاية صحية والتمرجى فيها أهم من الدكتور»، كلمات يقولها على عبدالمجيد، الرجل الخمسينى، أحد سكان مركز بنى مزار، مؤكداً أهمية مستشفى المنيا الجامعى بالنسبة له ولغيره من سكان المحافظة: «آخر حاجة قريبة لينا كانت مستشفى الجامعة وآديه اتقفل، ومش عارف دلوقتى لو -لا قدر الله- الواحد حصل له حاجة هيعمل إيه»، ورغم وجود مستشفى عام داخل المركز الذى يعيش فيه «على» فإن الخدمات التى يقدمها ليست كافية ولا يوجد به ما يمكن تقديمه للحالات الخطرة، وهو ما يعبر عنه قائلاً: «المستشفى العام عندنا اللى مفروض بيخدم أكتر من 20 قرية، مفيهش حاجة خالص، ولو واحد قرصه تعبان حتى وراح لهم يقولوا له اجرى على مستشفى الجامعة، ونفس الكلام لو حادثة حصلت»، مضيفاً: «كلنا كنا بنعتبر مستشفى الجامعة ده القشاية اللى بنتعلق بيها».

ولم تكن صدمة إغلاق «مستشفى المنيا الجامعى» بالهينة على «على محمد»، ابن المحافظة الذى عاش بها عقود عمره الثلاثة، ليعلق قائلاً: «دلوقتى مبقاش قدامنا غير جامعة أسيوط، أو مستشفيات القاهرة، بس طبعاً الوضع ده هيكون صعب علينا جداً، لأنك بدل ما كنت بتاخد عربية بجنيه أو توك توك بخمسة جنيه يوصلك للمستشفى، دلوقتى محتاج عربية بأكتر من 700 جنيه عشان توديك أسيوط أو القاهرة، ولو المريض واحد غلبان مش هيكون معاه فلوس يعمل كده، وفى الآخر هيقعد فى البيت، وهو ونصيبه بقا، يا يموت يا يعيش».

ويشير «على» إلى أن وجود كل التخصصات فى المستشفى الجامعى، كان من أهم مميزاته عن غيره: «كل حالات نزيف الولادة اللى كانت بتحصل عندنا فى القرية كنا لازم نروح بيها على مستشفى الجامعة فى المنيا وبسرعة لأننا لو ملحقنهاش تموت، وغيره بقا كتير فيه حاجات تانية»، ليختم حديثه متسائلاً: «طيب دلوقتى لما المستشفى الوحيد اللى بيهتم بالمريض فى المنيا يقفل اللى زينا إحنا هيعملوا إيه؟!».

داخل أحد الأكشاك أمام «مستشفى المنيا العام»، وقف العشرينى «كرلس ماهر» يشير إلى أن الأزمة بالنسبة له ليست فقط فى إغلاق المستشفى الجامعى، إنما فى الفترة التى ستقضيها المحافظة من دون مستشفى كبير يضم كل التخصصات: «ممكن بعد ده كله ميتعملش والروتين يوقفه زى أى حاجة تانية»، مشيراً إلى أن الإهمال لم يكن بمنأى عن المستشفى الجامعى كما هو موجود فى المستشفى العام، حسب قوله، إلا أن هذا لا يعنى أن إغلاقه لن يؤثر بالسلب على سكان المحافظة: «فى النهاية كان فيه مستشفيين بيقدموا خدماتهم للناس، دلوقتى بقى مستشفى واحد، وطبعاً مستشفى المنيا العام ده مش هيستحمل كل الضغط ده، لأنه صغير جداً، ولما بتدخل جوه تلاقى مكان ميشيلش غير واحد قاعد فيه 4، وناس مرمية على الأرض وناس تانية ملهاش مكان خالص، وده كان فى الوضع العادى بتاعه، ما بالك بقى دلوقتى لما مستشفى الجامعة اتقفل، وده لأن مستشفى الجامعة كان بيقدم خدماته لكل مراكز وقرى المنيا».

ويقول محمد عمر (23 سنة): «إيجاد البديل لمستشفى المنيا الجامعى أمر ضرورى ويجب أن يكون فى أسرع وقت»، مضيفاً: «مستشفى الجامعة كان هو المغيث الوحيد لينا فى المنيا بالنسبة للحالات الحرجة، خاصة إنه كان مجانى وشامل كل الأقسام فهيكون من المستحيل إن إحنا نستغنى عنه»، مشيراً إلى أن الحل الوحيد لهذه الأزمة من وجهة نظره هو إنشاء مستشفى آخر كبير بعيداً عن المستشفى الجامعى والمستشفى العام يقدم خدماته المتطورة للمواطنين فى محافظة المنيا.


مواضيع متعلقة