ازدهار مصانع «بير السلم» و«السوق السوداء»

كتب: أحمد ماجد

ازدهار مصانع «بير السلم» و«السوق السوداء»

ازدهار مصانع «بير السلم» و«السوق السوداء»

تسبب احتكار عدد من الصيدليات الكبرى ومافيا توزيع الأدوية للعديد من أصناف الدواء بالإسكندرية، فى انتعاش ظاهرتى «بير السلم»، و«السوق السوداء»، إذ تغولت تلك الصيدليات على غيرها من الصيدليات الصغرى، واحتكرت كميات كبيرة من الأصناف الناقصة بالأسواق، ساعدها فى ذلك الأزمة الطاحنة بسبب نقص الدواء، نتيجة توقف عدد من الشركات عن الإنتاج بشكل كامل، بالإضافة إلى شراء الصيدليات والسلاسل الكبرى لكميات كبيرة من الدواء، الأمر الذى أدى إلى استغلال البعض لتلك الأزمة، والقيام بتصنيع أدوية بدون ترخيص، وغير صالحة للاستهلاك الآدمى، بينما كان النصيب الأكبر لـ«السوق السوداء»، التى تلاعب فيها البعض مع المرضى وذويهم، لبيعهم بعض الأصناف غير الموجودة فى الأسواق. ونتيجة وجود تعليمات واضحة للعاملين فى قطاع الصيدلة، تم التنبيه على الجميع بعدم بيع بعض الأصناف للمرضى، انتظاراً لانتهاء المتاح منها من الأسواق، ثم بيعه فى «السوق السوداء» بأسعار فلكية، حيث ارتفع سعر بعض الأدوية إلى أكثر من 1500 جنيه للعلبة الواحدة، رغم أن سعرها الأصلى لا يتجاوز 300 جنيه، أى بما يزيد على 1200 جنيه عن سعرها الحقيقى، لتحقيق مكاسب طائلة على حساب المرضى، ومن هذه الأصناف حقنة «RH»، الخاصة بالحوامل، التى انتعشت تجارتها فى «السوق السوداء»، وكان معظمها غير أصلى «مضروب»، يتم تصنيعه فى مصانع «بير السلم» غير المرخصة، وتباع بأعلى من سعرها الأصلى بأكثر من 1000 جنيه.

وقال «أحمد محروس»، صاحب إحدى الصيدليات بمنطقة «المنشية»، إن «احتكار الصيدليات والسلاسل الكبرى للدواء، نتج عنه انتشار كبير لدواء بير السلم، والدواء غير الصالح للاستهلاك الآدمى»، وأضاف أن «الكارثة الكبرى كانت فى فتح الباب أمام السوق السوداء، التى ضاعفت أسعار الدواء لأكثر من عشر مرات، فى الوقت الذى كانت تمتلك فيه الصيدليات كميات كبيرة من الدواء الناقص». أما «مصطفى ربيع»، أحد المسئولين بإحدى الصيدليات، فقال: «هناك بعض الصيادلة من لديهم المعلومات عن نقص نوع دواء معين، بسبب طبيعة علاقاتهم ببعض المسئولين فى الشركات المنتجة، ومسئولى وزارة الصحة، فيقومون بشراء ذلك الصنف وتخزينه فى منازلهم، أو مخازن غير مرخصة تابعة لهم، ثم بيعه فى السوق السوداء»، وأكد أن «عدم وجود رقابة أدى إلى فتح الباب أمام السوق السوداء، والأدوية المضروبة، التى أغرقت سوق الدواء، خاصةً فى المناطق النائية».

وشهدت محافظة الإسكندرية، خلال الفترة الماضية، ضبط مديرية الصحة لمصنع أدوية بدون ترخيص بمنطقة «سيدى بشر قبلى»، بدائرة قسم «أول المنتزه»، يزاول نشاطاً غير مشروع فى إنتاج وتعبئة الأدوية غير المطابقة للمواصفات، وغير المسجلة بوزارة الصحة، باسم تجارى وهمى «CEVA FRESH»، لعلاج التهاب الحلق والزور، وأمراض الفم والأسنان، كما تمكنت المديرية من ضبط مصنع أدوية ومستحضرات تجميل مقلدة بدون ترخيص، يستخدم أسماء شركات مشهورة على منتجاته.

ومن جانبه، قال «محمد أنسى الشافعى»، نقيب الصيادلة بالإسكندرية، إن الفترة الماضية شهدت وجود كميات كبيرة من المصانع غير المرخصة، التى تقوم بتصنيع أدوية غير صالحة للاستخدام، بأسماء مشهورة، وأضاف أن الأزمة الأخيرة التى شهدتها سوق الدواء، وسيطرة بعض السلاسل على كميات من الدواء، هى التى ساعدت على ظهور تلك المصانع غير المرخصة، التى بلغ عددها العشرات، كما أشار إلى أن احتكار الصيدليات لمجموعة من الدواء، أدى أيضاً إلى فتح «سوق سوداء» للدواء، وهو الأمر الذى كان منتشراً بقوة، خاصةً لمجموعة من الأدوية الناقصة، مثل المحاليل الطبية، ودواء «كيتوستريل»، وحقن «RH»، وغيرها من الأدوية.


مواضيع متعلقة