صاحب كتاب حكاية المسرح القومى: المسرح واجه «مُعلبات السبعينات»

كتب: نورهان نصر الله

صاحب كتاب حكاية المسرح القومى: المسرح واجه «مُعلبات السبعينات»

صاحب كتاب حكاية المسرح القومى: المسرح واجه «مُعلبات السبعينات»

قال الناقد والباحث المسرحى الدكتور عمرو دوارة إن العلاقة بين المسرح القومى والفرقة بمثابة العلاقة بين الروح والجسد، برغم الفارق الزمنى بين إنشائهما، ولكن منذ بداية عمل الفرقة عام 1935 لم ينفصلا أبداً، متابعاً: «قدمت تاريخ المسرح القومى بشكل موسع فى كتاب بعنوان (حكاية المسرح القومى.. منارة الفكر والإبداع) وحصد جائزة اتحاد الكتاب للنقد الأدبى عام 2016، ويتضمن فى 10 فصول كل التفاصيل الخاصة بالمسرح القومى سواء بتاريخه كمبنى أو للفرقة التى استمد منها أهميته».

وتابع «دوارة» لـ«الوطن»: «فشل اتحاد الممثلين عام 1934 فى الاستمرار أكثر من 6 أشهر ما دفع الدولة لإنشاء أول فرقة حكومية وتم تخصيص المبنى للفرقة منذ عام 1941، بعد أن كانت الفرقة قبل ذلك تقدم عروضها فى أكثر من مسرح ومنها دار الأوبرا المصرية، حيث مرت الفرقة بعدد كبير من التطورات فيما يتعلق بمسمياتها فكان اسمها الأول (الفرقة القومية)، ثم (الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى)، فى محاولة لتقديم أعمال أوبريتات استعراضية وغنائية لجذب الجمهور فى عام 1942، كما تم تأسيس فرقة (المسرح المصرى الحديث) تحت إشراف زكى طليمات لاستيعاب خريجى قسم التمثيل من المعهد العالى للفنون المسرحية، وفى عام 1953 تم ضم الفرقتين معاً تحت اسم (الفرقة المصرية الحديثة)، ولكن تم إطلاق اسم المسرح القومى عام 1958، وفيما يتعلق بالمبنى فقد حرص الراحل طلعت حرب أن يكون لديه مكتب فى المسرح بالإضافة إلى الاهتمام الشديد بالبناء سواء فيما يتعلق بالمتطلبات الفنية أو فيما يتعلق براحة الجمهور من خلال العناية بالمظهر الخارجى والحدائق المحيطة به».

{long_qoute_1}

أضاف: «كان الشاعر خليل مطران أول مدير للمسرح وتلاه عدد كبير من الأساتذة على رأسهم جورج أبيض ويوسف وهبى، وفى فترة الثورة تولى رئاسة المسرح أحمد حمروش وآمال المرصفى وكانا من أهم المديرين رغم كونهما من الضباط الأحرار ولكن قدما خدمات مهمة للمسرح، ثم جاء بعد ذلك مخرجو الستينات الكبار منهم نبيل الألفى، وسيدة المسرح العربى الفنانة سميحة أيوب، وحمدى غيث، وسعد أردش، وكرم مطاوع، بالإضافة إلى الفنان محمود ياسين الذى قدم مجهوداً مميزاً، وكان من أبرز المديرين فى تاريخ المسرح».

وعلى مدار عمر المسرح تم تقديم مجموعة من أعمال المؤلفين العالميين والعرب، وحتى المؤلفين المحليين، فتم تقديم أفضل عروض لـموليير وشكسبير، بجانب وجود عدد من الممثلين المهمين فى تاريخ المسرح قد لا يكونون معروفين بهذا القدر فى السينما مثل عفاف شاكر شقيقة الفنانة شادية، ومن نجوم المسرح أيضاً نادية السبع، وملك الجمل ونعيمة وصفى».

وفيما يتعلق بالقيمة الفنية للمسرح، يقول «دوارة»: «رصدت من خلال الكتاب أهم 60 عرضاً تم تقديمها على خشبة المسرح القومى منذ بدايته وسبب تميز كل عرض برؤية نقدية، وكل عرض منهم يحقق جماهيرية ووضعاً أدبياً مهماً، وهناك خمسة مخرجين أجانب قدموا عروضاً على خشبة المسرح منها (أنطونيو وكليوباترا) لمخرج إنجليزى، كما رصدنا كل الأعمال التى تم تقديمها بداية من (أهل الكهف)لنص توفيق الحكيم مع إخراج زكى طليمات، بالإضافة إلى أوبريتات مهمة حققت نجاحاً مثل (يوم القيامة، وشهرزاد)، فضلاً عن عروض ثورية قدمت لتعبر عن روح ثورة يوليو، ونجح المسرح فى السبعينات من صد هجمة المسرح التجارى والمسرح المعلب الذى كان يصور تليفزيونياً فقط، وقُدمت نصوصاً فى غاية الأهمية شكلت إضافة حقيقية لتاريخ المسرح المصرى».

وأشار الباحث المسرحى إلى التغيرات التى دخلت على البناء الخاص للمسرح بعد عملية التجديد الأخيرة التى خضع لها بعد الحريق الذى دمره بشكل كبير عام 2008، وقال: «مر المسرح بمجموعة من التطورات وتم تجديده أكثر من مرة، ففى افتتاحه فى يناير 1986 فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وجدنا أن المقاولين المسئولين عن تجديد المسرح ألغوا القرص الدوار واستبدلوه بقاعدة أسمنتية، ولكن التجديدات الأخيرة حاولت الحفاظ على شكل وطراز المبنى لكنها كانت مبالغة فيما يتعلق بالألوان والنقوش ما جعله يشبه الطابع الصينى، فضلاً عن المبنى الإدارى الذى اتخذ شكلاً زجاجياً غريباً ابتعد عن الانسجام والتناسق مع مبنى المسرح العريق».


مواضيع متعلقة