شاعر الأطلال.. إبراهيم ناجي طبيب بدرجة مبدع

كتب: صفية النجار

شاعر الأطلال.. إبراهيم ناجي طبيب بدرجة مبدع

شاعر الأطلال.. إبراهيم ناجي طبيب بدرجة مبدع

كلماته ترجمة لـنبضات قلبه وبراعة شعرية استطاع أن يطوع بها ألفاظه، ويجعلها راوية تقص على قارئها مناسبة حدثت في يومياته، فنشأة شاعر الأطلال إبراهيم ناجي في أسرته المثقفة أعانته على القراءة والإطلاع فأحب الشعر، وسلك طريقه فيه بخطى واسعة بعد حصوله على بكالوريوس الطب من جامعة القاهرة.

بدأ ناجي، حياته الأدبية بترجمة أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور ونشرها في جريدة السياسة الأسبوعية، وكان شاعرا يميل للرومانسية، والحب والوحدانية، كما اشتهر بشعره الوجداني مستلهما ذلك من جمال طبيعة المنصورة ونهر النيل، فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وغيره الشعراء العرب، كما اطلع على الشعر الغربي فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرون، ويعدا ديواني من وراء الغمام والطائر الجريح من أشهر دواوينه.

لم يكن إبراهيم ناجي، متفردا في الشعر فحسب بل كانت له كتابات قصصية مثل مدينة الأحلام، وأدركني يا دكتور، وله كتب في علم النفس والاجتماع، وصدرت عن مؤلفاته أبحاث علمية منها رسالة دكتوراه بجامعة الأزهر بعنوان ظاهرة الاغتراب في شعر إبراهيم ناجي وعبدالله الفيصل.

عرض وتفسير وموازنة، ورسالة أخرى بعنوان صورة المرأة بين علي محمود طه وإبراهيم ناجي. ومن أشهر أشعاره قصيدة الأطلال، التي تغنت ببعض أبياتها أم كلثوم بعد وفاته بـ13 عاما، ولحنها الملحن الراحل رياض السنباطي.

ذكرت الفنانة الراحلة زوزو الحكيم، أنها سمعت أغنية "الأطلال"، لأم كلثوم فإذا بها تكتشف أنها قرأت هذه الأبيات من قبل، لكن أم كلثوم تغنيها بطريقة مختلفة، فعادت "الرّوشِتّات" التي كان يكتبها ناجي لوالدتها، ويناديها فيها بـ "زوزو" أو "حياتي" أو "صديقتي الحبيبة" فبادلته بعض أبيات الشّعر. وقالت: "كان زوجي يقرأ قصائد ناجي التي أرسلها إليّ، وخطابات الحبّ التي يلاحقني بها، وما كان ليغار منه لأن ناجي ماضٍ وانتهى، ولأنه كان هزيلاً ضئيلاً لا يملأ عينَ امرأة ولا يثير غيرة رجل، فقط كان شاعراً غير عادي وروحاً شفّافّة". وذكر بعض الكتاب أن زوزو الحكيم "ألهمت شاعراً من أكبر شعراء مصر، هو الدكتور إبراهيم ناجي، وقد لا يعرف كثيرون أنّ أغلب قصائد الغزل التي نظمها كانت من وحي حبه لزوزو الحكيم؛ وقصيدة (الأطلال)، وصف ناجي لقصة غرامه مع زوزو".

وبدل الشاعر أحمد رامى بعضا من كلمات القصيدة مثل (يا فؤادي لا تسل أين الهوى) وفي الأصل (يا فؤادي رحم الله الهوى)، وأيضا وضع سبعة أبيات من قصيدة الوداع أيضا لإبراهيم ناجي بداية من بيت (هل رأى الحب سكارى مثلنا).

عاش ناجي، مع أسرته، بحي شبرا بعد قدومه من المنصورة التي ولد بها في 31 ديسمبر 1898م، وكان له عيادة شهيره بميدان العتبة، وتوفى في 24 مارس 1953 بعد النقد العنيف الذي وجهه له العقاد وطه حسين، عقب صدور ديوانه الأول، حيث وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه، فأزعجه هذا النقد وسافر إلى لندن وهناك دهسته سيارة عابرة فنُقل إلى مستشفى سان جورج.


مواضيع متعلقة