بالصور| "المطلوبون الـ18".. نضال أهل فلسطين بـ"الأنيميشن"

بالصور| "المطلوبون الـ18".. نضال أهل فلسطين بـ"الأنيميشن"
كمرآة فنية عكست تفاصيل فترة زمنية هامة في تاريخ القضية الفلسطينية، مزجت بين السياسة والكوميديا الساخرة، كسر الوثائقي الفلسطيني"المطلوبون الـ18" حاجز الطقوس الدرامية التي اعتدنا عليها منذ "النكبة"، إذ يعود إلى الماضي وتحديدًا إلى الفترة مابين 1987 حتى 1993 حيث الانتفاضة الأولى، لينقل واقع مؤلم بطريقة ساخرة، دون إطلاق خطابات وشعارات حماسية مناهضة للعدو.
من هذه الزاوية تحديدًا برع المخرج الفلسطيني عامر الشوملي، في توظيف تقنية الرسوم المتحركة "الأنيميشن"، مضيفًا إليها مقابلات مع بعض أبطال القصة الأصليين، لتوثيق هذه المحطة الفاصلة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فجعل منه صوتًا مسموعًا على المستوى العالمي حتى تم ترشيحه لجائزة الأوسكار عام 2014، "طبيعة الفيلم مش منتشرة من حيث الدمج بين الأنيميشن وقضية سياسية، وما تخيلت أبدا إن العمل هيحقق هذا النجاح خاصة أنه أول تجربة إخراج"، هكذا يقول.
ويروي الشوملي لـ"الوطن" تفاصيل تجربته التي انطلق منها إلى العالمية: "في عام 2009 قررت أقدم فيلم يجسد الانتفاضة الأولى بطريقة الأنيميشن، لنقل القصة الحقيقية من جيل لآخر أمام الكاميرا من خلال حكايات واقعية".
{long_qoute_1}
انتقل الشوملي بعمله إلى العالمية، بعد أن حقق صدى واسع منذ عرضه لأول مرة بمهرجان تورنتو الدولي السينمائي عام 2014، حيث "انهالت عليه الجوائز، ونجح في نقل قضية فلسطين أمام العالم أجمع، بعد ترشيح الفيلم لأوسكار أفضل فيلم وثائقي زاد الطلب عليه بالمهرجانات وتم عرضه بتليفزيون أمريكا وفرنسا واخترق الأوساط الدولية بشكل كبير ونقلنا القضية بشكل إنساني كوميدي".
خمس سنوات من العمل الدؤوب واجه فيها ابن فلسطين، صعوبات بالغة حتى خرج العمل في ثوبه الأخير، تمثلت في الحصول على تمويل مادي لعمل فني يناقش قضية سياسية معقدة، إضافة إلى صعوبة توفير أرشيف عن الانتفاضة، فلم يكن متاحًا لديه سوى أرشيف الصحافة الأجنبية التي صورت الفلسطيني إما بالشهيد الضعيف، وإما الملثم الذي يلقي الحجارة والمولوتوف، حسب قوله.
{long_qoute_2}
قرر الشوملي أن ينقل قصص النضال الحقيقية من داخل المنازل والمزارع مستعينًا بتقنية الأنيميشن لخلق أرشيف بديل وصورة بديلة عن الصورة التي صورتها الصحافة العالمية عن الفلسطيني، ساعده في ذلك تفاعل المواطنين المارة في الشوارع وتحديدًا سكان بيت ساحور وأريحا، حيث دارت أحداث الفيلم، أثناء التصوير وتطوعوا بالحديث عماعاصروه، "أعطينا مساحة للناس تحكي قصتها بنفسها".
{long_qoute_3}
ثلاث سنوات مرت على العرض الأول لـ"المطلوبون الـ18" ولايزال يمثل صوت الانتفاضة الفلسطينية في منصات عرض مختلفة حول العالم، فتحول من عمل فني مميز إلى أداة توعية بالقضية الفلسطينية تستخدمها الكنائس الأمريكية وحركات المناضلة للاستعمار، وجمعيات حقوق الإنسان حول العالم، حسبما أكد مخرج العمل.
تدور أحداث الوثائقي الفلسطيني"المطلوبون الـ 18" حول شراء أهالي بلدة فلسطينية لـ 18 بقرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي ومقاطعة الشركة الإسرائيلية المصنعة للحليب في ذلك الوقت، كإجراء لمقاطعة الاحتلال ومواجهة إجراءاته القمعية المتمثلة بسياسة منع التجول الذي كان يستمر لأشهر في بعض الأحيان بهدف تجويع الشعب الفلسطيني، وسرعان ما تحولت البقرات، بطريقة كوميدية ساخرة، لمصدر خطر على دولة الاحتلال.