بريشة عدنان معيتيق.. دعوات الحب والسلام تواجه الحرب في ليبيا

كتب: سمر صالح

بريشة عدنان معيتيق.. دعوات الحب والسلام تواجه الحرب في ليبيا

بريشة عدنان معيتيق.. دعوات الحب والسلام تواجه الحرب في ليبيا

لوحاته تحمل لمحة من الإسقاط على شئ، تأتي مفعمة بلمحة إنسانية يهدف خلالها الدعوة إلى التسامح والتصالح ونبذ الحروب والصراعات، مختزلًا بفرشاته ما يدور من حوله، ليعكس بها واقعًا بات حقيقة في بلاده، متخذًا من فنه صوتًا حانقًا يدوي به في المحافل الدولية عسى أن يلتفت أحد إلى مايجري على أرض ليبيا وما يعانيه شعبها، دون تبني وجهة نظر أو انحياز لحزب سياسي دون الآخر.

اللوحة وفقًا للفنان الليبي عدنان معيتيق، هي"وطن" نتعلم منها الصمت وحُسن الاستماع، ولذا تتميز لوحاته بقدر كبير من الإنسانية يدعو خلالها إلى التصالح والتسامح بين كافة الأطراف المتصارعة، إيمانًا منه بأن الفنان يجب ألا يكون سياسيا بالمطلق، ولا ينجر إلى أن يكون تابعًا إلى الأحزاب والجهات المتصارعة، حسبما أكد لـ"الوطن".

تسربت روح الحرب بشكل غير مباشر في العديد من أعمال معيتيق، وكانت الأحداث الدائرة في ليبيا عقب ثورة 2011 نقطة تحول كبيرة في فنه، فانعكس ذلك على لوحاته معبرا عن بشاعة الحرب وقبحها، "كل فنان له وجهة نظر خاصة في طرح أفكاره حسب ثقافته والبيئة التي يعيش فيها وقرب المسافة الجغرافية والنفسية من موطن الأحداث ساهم في التعريف أكثر عن بشاعة الحرب في أعمالي الأخيرة"، هكذا أوضح معيتيق لـ"الوطن" تأثير الحرب في ليبيا على فنه دون الانحياز لجهة سياسية.

المزج بين أجواء الحرب والعمل الفني مع إعطائه نكهة إنسانية، كان بمثابة رسالة تحذير من بشاعة الحرب والدعوة إلى السلام والكف عن القتل وسفك الدماء، ومن هذا المنطلق لم يترك ابن مصراتة الليبية فرصة لإيصال صوت بلاده، إلا وشارك فيها بلوحاته الفنية عالميًا، منها معرض مخيم كابادوكيا للفنون التشكيلية بتركيا 2010، ومعرض بينالي أزمير الدولي عام 2013، إضافة إلى استعداده للمشاركة في أحد المعارض الفنية الكبرى بمدينة روما الإيطالية المقرر عقده في أبريل القادم تحت عنوان "الحرب والهجرة الغير شرعية".

اختيار الألوان في لوحات معيتيق، يعبر تعبيرًا صادقًا على الحالة الراهنة، وهو ما اتبعه في أحدث لوحاته الفنية "لقاء في الحرب"، حيث اكتست ملامحها باللونين الأحمر والأزرق، ورغم دمويتها إلا أنها تدعو إلى لقاء بين شخصين حتى في أقصى الشروق، مجسدًا بها قول الشاعر الليبي أنيس فوزي: "وأهدتنَا الحرب مشاعر كثيرة‎‎ وذكرياتٍ تكفي لأكثرَ من عمرٍ واحد".

"أنا حريص جدا على ألا أبدي أي رأي شخصي في السياسة ولكن أعمالي تدعو إلى حل النزاع الدائر في ليبيا بطريقة إنسانية"، هكذا اختتم معيتيق حديثه لـ"الوطن" عن فنه الذي يتخذ منه وسيلة لتمثيل بلاده وإعلاء صوت شعبها الواقع بين فكي رحى الحرب.


مواضيع متعلقة