تطهير العريش.. وتجربة إخلاء الشيخ زويد
- أعضاء التنظيم
- أعضاء بشرية
- أفراد الأمن
- أنشطة خدمية
- إثارة الذعر
- إعادة توطين
- إعادة فرز
- الأسلاك الشائكة
- الأمن العام
- أحداث رفح
- أعضاء التنظيم
- أعضاء بشرية
- أفراد الأمن
- أنشطة خدمية
- إثارة الذعر
- إعادة توطين
- إعادة فرز
- الأسلاك الشائكة
- الأمن العام
- أحداث رفح
مصر أخلت الشريط الحدودى فى رفح لتطهيره من الإرهاب أكتوبر 2014، اعتمدت نصف المليار جنيه لتعويض الأهالى عما لحق بهم من أضرار، رغم أن الأنفاق تعبر بجوار بيوتهم، وعمليات التهريب تتم تحت سمعهم وبصرهم، بل إن العديد منهم متورط، حتى إن 78 منزلاً تنتهى داخلها فتحات الأنفاق!!.. اتهموا الدولة بالتنسيق مع إسرائيل لتفريغ المنطقة من سكانها وإعادة توطين الفلسطينيين، وتعاونوا مع منظمة العفو الدولية والإخوان ودكاكين حقوق الإنسان التابعة لهم للإساءة لها، لكنها صمدت وتمسكت بالقرار.. المرحلة الثانية من الإخلاء بعمق 1000 متر بدأت يناير 2015، والثالثة بعمق 1500 متر أغسطس 2015، امتدت لتشمل أحياء بالشيخ زويد.. الإخلاء سمح للجيش بتطهير المنطقة، وتدمير الأنفاق الموصلة لقطاع غزة، وتلك التى تستخدم كممرات مخفية للتنقل والاختباء، والمخازن ومعامل التجهيز وغرف العمليات، والسيطرة على معاقل «سرايا بيت المقدس» فى المقاطعة، اللفيتات، الزوارعة، الجورة، العكور، الترابين، الخرافين، بلعة، والحسينات، ونشر الكمائن بها، وإنشاء معسكر ضخم بالتومة، المعقل الرئيسى للتنظيم.. بمجرد نجاح المهمة بدأت إعادة أهالى الشيخ زويد لديارهم ومزارعهم نوفمبر 2016، وفق مراحل زمنية وجغرافية، تتم خلالها مراجعة أسماء وبيانات السكان، ومطابقتها بسجلات الدولة لتحديد المتطرفين وعزلهم.
«بيت المقدس» أعلنت «ولاية العريش» يوليو ٢٠١١، وبايعت «داعش» نوفمبر 2014، مما انعكس على نشاطها الميدانى؛ استناداً لتقرير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية المتعلق بـ«رصد العمليات الإرهابية فى مصر خلال 2016» ارتفعت العمليات من «349»/2014، إلى «617»/ 2015، مما يرجع إلى تدفق الدعم الخارجى، والتنسيق بين التنظيم والخلايا المسلحة التابعة للإخوان.. ومع جهود قوات الجيش والشرطة وتقديم قرابة 1100 شهيد، منهم ٣٤ من شيوخ القبائل وشباب البدو، و16 من المسيحيين، تراجعت العمليات إلى «199»/2016.
ثلاث محطات تعكس اعتماد التنظيم لاستراتيجية هجومية تعتمد على المواجهات المباشرة؛ مذبحة رفح الأولى يوليو 2012، أحداث رفح الثانية أغسطس 2013، والثالثة يونيو 2014، تصاعدت فى كرم القواديس أكتوبر 2014، بهجوم متزامن على كمينين بالشيخ زويد والعريش، ثم مهاجمة مقر الكتيبة 101 ومواقع أمنية وعسكرية بضاحية السلام يناير 2015، ووصلت ذروتها بهجوم متزامن أول يوليو 2015 على 15 كميناً بعد قطع خطوط الإمداد والإسعاف.. كان المخطط أن يتم بعدها إعلان ميلاد «ولاية سيناء»، لكن امتصاص القوات زخم الهجوم، والهجوم المضاد الكاسح أحدثا تحولاً جذرياً فى استراتيجية التنظيم؛ تراجع عن حلم السيطرة على مدن شمال سيناء، التى كان يأمل أن يعوض بها انحسار «دولته» بالعراق وسوريا، وبات مقتنعاً باستحالة استمرار المواجهات المباشرة دون التضحية بالبقية الباقية من عناصره، التى تقدرها بعض المصادر بـ«1000» مقاتل، بعد أن خسر ما يتجاوز الـ«2000».
الاستراتيجية الجديدة للتنظيم تستند على عدة محاور؛ اعتماد عملياته بصفة رئيسية على «القنص»، حتى إنه مثل 45% من العمليات المنفذة فى الربع الأخير من 2016.. التركيز على أهداف مدنية ينفذها أفراد أو مجموعات صغيرة «الكنائس، المسيحيين..»، بهدف تشتيت الجهود الأمنية، وإظهار الدولة بالعجز عن حماية الطوائف والأقليات.. الانتقاء الجيد للأهداف الشُرطيّة لإحداث تأثير أمنى ومعنوى كبير كـ«استهداف العميد ياسر الحديدى، مفتش الأمن العام بسيناء»، تكرار مثل هذه العمليات يعكس عمق اختراق التنظيم لجهاز الشرطة، وهو ما عجز عن تحقيقه مع القيادات العسكرية بنفس المنطقة.. تجنب المواجهات المباشرة أو شن هجمات متزامنة على محاور متعددة إلا لأهداف استراتيجية مهمة، على نحو ما حدث باستهداف عدة ارتكازات للجيش الثالث الميدانى بوسط سيناء 6 يناير لاختراق الحصار العسكرى، ونقل بعض الأفراد من شمال سيناء لوسطها، لمواجهة هجوم الجيش على جبل الحلال، وتشتيت جهود تشكيلات المنطقة بتفجير برجى كهرباء رئيسيين لتغذية الأردن، واستهداف خمسة جنود بوسط سيناء، وبرجين آخرين بعيون موسى جنوب سيناء.. الاعتماد على ما زرعه التنظيم من رصيد خوف لدى الأهالى فى الإيحاء بأنه يمتلك زمام الأمور بالمنطقة «اقتحام بعض المتاجر وسط العريش، وتحطيم كاميرات المراقبة بها، وتهديد متاجر أخرى بالعقاب ما لم تغير الواجهات للون الأسود، وتلتزم بالإغلاق قبل 11 مساء».. توزيع منشورات تتوعد الأقباط بالرحيل أو الموت، وأخرى لطمأنة الأهالى والتأكيد بأن أعضاء التنظيم «منهم»!!.. ترويج صور «مفبركة» لكمين إرهابى بالعريش، يفحص هويات المواطنين، وذلك لتثبيت عناصرهم واستنهاضها بعد الهزائم التى تلقوها، وأخرى لاختطاف العناصر المتعاونة مع الدولة وإعدامها، لإثارة الذعر فى نفوس السكان، وحرمان الدولة المصرية من مصادر معلوماتها عن الأنشطة الإرهابية، بإظهارها بمظهر العاجز عن حمايتهم.. شن حملة «رصد مرتدّى مصر» لتوسيع نطاق المتعاونين وجمع معلومات عن العناصر العسكرية والشرطية وأفراد الأمن والمسيحيين، ثم نشرها على الإنترنت، كـ«أهداف مطلوبة للدولة الإسلامية»، داعية الأتباع والذئاب المنفردة لملاحقتهم وتصفيتهم.. تشجيع التنظيمات والجماعات المسلحة الأخرى وعناصر الجريمة المنظمة من تجار سلاح ومخدرات وأعضاء بشرية، على الوجود بسيناء، والتنسيق معهم، للاستفادة من أنشطتهم، واستقطاب عناصر منهم.
مواجهة الإرهاب أضحت أكثر صعوبة فى ظل استراتيجيته الجديدة، مما يفرض مجموعة من الإجراءات؛ سد الثغرات التى تتسرب من خلالها المعلومات المتعلقة بالقيادات الأمنية.. تجديد شبكة المصادر المتعاونة مع الأمن، وتجنب العناصر «المحروقة»، ووضع خطة اتصالات مهنية لكل منها تعطى أولوية قصوى لأمنه الشخصى.. تحقيق اختراق مخابراتى للتنظيم، أزمة ارتفاع معدلات الخسائر والرغبة فى تعويضها تعتبر فرصة مواتية، لكن نجاحها رهن بحسن الاختيار، والإدارة المهنية المحترفة.. إعادة توزيع الكمائن الثابتة والمتحركة بحيث يتولى كل منها حماية وتأمين الدعم للآخر.. تستر العناصر الإرهابية وسط المدنيين يفرض تحديد هذه العناصر واستهدافها باقتحام أوكارها، وتجنب عمليات القصف قدر الإمكان.. تهجير مؤقت لسكان العريش فى معسكرات إيواء متطورة، داخل سيناء وليس خارجها، حتى لا ينتقل الإرهابيون لمدن القناة والوادى، السكان قرابة 165.000 نسمة، من هجّرتهم الدولة من أهل بورسعيد إبان حرب 1967، قرابة ربع المليون، التهجير يسمح بتمشيط المدينة، وكشف أوكار الإرهاب، وإعادة فرز الأهالى لتحديد العناصر المندسة، الإخلاء حتمية مؤجلة، تأخيرها يكلف دماء، ونجاحها بالشيخ زويد يشجع على تكرارها.. المناطق التى يتم تطهيرها ينبغى إحكام السيطرة على مداخلها ومخارجها، ببناء أسوار، أو باستخدام الأسلاك الشائكة والألغام، لمنع عودة العناصر الإرهابية.. الدولة تنفذ مشروعاً لتوطين «البدو الرحّل» بجنوب سيناء ضمن تجمعات نموذجية، بها أنشطة خدمية وإنتاجية راقية، فهل يمكن الادعاء باتخاذها موقفاً مسبقاً ضد بدو شمال سيناء، أم أنهم الملومون؟!