تراث مصر فى تماثيل «محمد»: نقشت التاريخ على «الفخار»

تراث مصر فى تماثيل «محمد»: نقشت التاريخ على «الفخار»
- الأوانى الفخارية
- التراث المصرى
- السوق السياحى
- ام المصريين
- تقليد الغرب
- ثلاثة أضعاف
- حمد السيد
- زيادة أعداد
- فن النحت
- لون البشرة
- الأوانى الفخارية
- التراث المصرى
- السوق السياحى
- ام المصريين
- تقليد الغرب
- ثلاثة أضعاف
- حمد السيد
- زيادة أعداد
- فن النحت
- لون البشرة
وجه بشوش تعلوه ابتسامة لا تفارقه، أسلوب مميز يغلب عليه خفة ظله التى تُميزه عن غيره من الباعة، محمد السيد، 45 عاماً، يجلس فى قلب السوق السياحى بمدينة الأقصر أمام منضدة لا تتجاوز المترين، مرصوص عليها تماثيل صغيرة صنعها من الفخار، تعكس معالم التراث المصرى، وتُلفت نظر كل مار عليها.
عرف الرجل الأربعينى فن النحت منذ 10 أعوام، وأتقنه بعد عمله فى صناعة الأوانى الفخارية بأحد المصانع بأسوان، ليقرر بعدها أن يُجسد معالم الحياة المصرية فى تماثيل ينحتها بنفسه، تتعدد أشكالها لتعكس الثقافات المصرية ما بين فتى أسمر نوبى يغازل مستمعيه بالأكورديون، وفلاحة ترتدى الجلابية التقليدية تجلس أمام «الخبيز»، وصعيدى يقرع الطبول مع عمامته، ولم تفت «محمد» أدق التفاصيل فى نحت التماثيل أو نقش ألوانها بعناية، بداية من الملابس حتى لون البشرة. شهور عدة قضاها «محمد» فى التدريب، من أجل إتقان نحت هذه الأجسام وصناعة العديد منها، ومع مرور الوقت أصبح التمثال الواحد لا يستغرق منه سوى ساعات قليلة.
مكسبه من صناعة وبيع هذه الأشكال الفخارية الصغيرة، كان يتخطى أكثر من ثلاثة أضعاف تكلفة صناعتها فى الأعوام التى سبقت ثورة 25 يناير بسبب زيادة أعداد السياح: «السوق كله كان مليان سياح من كل البلاد»، ولكن مع تدهور أحوال السياحة بعد الثورة قَل العائد، لكن لم تتأثر مهنته كثيراً بسبب وجود سوق محلية لها، وقيام المصريين بشرائها بسبب تجسيدها للحياة المصرية الأصيلة التى اختفت فى المدن، وخاصة القاهرة، وفق قوله.
وفى ظل الاتجاه السائد بتقليد الغرب فى كافة جوانب الحياة، يرى «محمد» فى مهنته وتماثيله التى ينحتها رسالة يمكن أن تحافظ على تراث أوشك على الاندثار مع مرور الوقت.