المفاوضات الأخيرة قبل التصويت الكبير الأول في ولاية ترامب لإلغاء "أوباماكير"

المفاوضات الأخيرة قبل التصويت الكبير الأول في ولاية ترامب لإلغاء "أوباماكير"
تسود الكونجرس الأمريكي، اليوم، أجواء ترقب بشأن نتيجة التصويت المقرر على إلغاء قانون "أوباماكير" للرعاية الصحية الذي كان أحد أبرز الوعود الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في اقتراع يشكل أهم امتحان سياسي كبير للرئيس الأمريكي.
ومن المقرر أن يصوت مجلس النواب الأمريكي اليوم على مسودة قانون يلغي "أوباماكير" ويحل محله، في أول تعديل كبير في ولاية الرئيس الأمريكي الـ45، الذي يؤكد دوما أنه مفاوض لا مثيل له.
ويؤكد المعارضون المحافظون حيازة عدد كافٍ من الأصوات لصد مشروع القانون، لكن القياديين الجمهوريين يواصلون المساومة لإقناعهم بالبقاء في صف الأكثرية.
"لا أحد يعرف الجواب" على ذلك، هكذا أقر رئيس مجلس النواب ومهندس التعديل، الجمهوري بول راين، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" بشأن توقعاته لليوم. وأضاف "نحن نكسب أصواتا وأصبحنا قريبين جدا" من الهدف.
يعتبر الجناح الأكثر محافظة في الأكثرية الجمهورية أن مشروع التعديل سيحمل الدولة الفدرالية كلفة باهظة، فيما يعرب عدد من المعتدلين عن القلق من الارتفاع المتوقع لكلفة التأمين الصحي لعدد من شرائح السكان وخسارة 14 مليون أمريكي تغطيتهم الصحية اعتبارا من العام 2018 الذي تتخلله انتخابات تشريعية.
قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر: "ليس من خطة بديلة"، مضيفا: "هناك خطة أساسية فقط لا غير وسننجح في تطبيقها". لكن نبرة التحدي هذه تخفي توتر السلطة التنفيذية الأمريكية.
منذ أيام يتوافد برلمانيون جمهوريون باستمرار إلى البيت الأبيض، والتقى حوالي 20 منهم بالرئيس ترامب صباح أمس ينتمي بعضهم إلى "تجمع الحرية" (فريدوم كوكوس) المؤلف من محافظين صارمين منبثقين من تيار حزب "الشاي" الذي برز في 2010.
أما الأقلية الديموقراطية (193 نائبا) فتعارض تماما تفكيك التشريع الأساسي في رئاسة باراك أوباما، ما يلزم قادة الجمهوريين بالسعي إلى تجنب انشقاق أكثر من 20 عضوا في معسكرهم الذي يشمل 237 نائبا.
وأطلق المعارضون في "تجمع الحرية" خطة التعديل الجمهورية بعبارة "أوباماكير لايت"، نظرا لإبقائه على اقتطاعات ضريبية لمساعدة الأمريكيين في تسديد نفقات تأمينهم الصحي، فيما يسعون إلى تخفيف إضافي للعبء على الدولة الفدرالية.
لكسب أصواتهم، عدل قياديو الجمهوريين هذا الأسبوع نص المشروع الذي طرحوه، فاضافوا على سبيل المثال بندا يلزم المستفيدين من برنامج التغطية الصحية العام "ميديك إيد" المخصص للأكثر فقرا بإبراز إفادة عمل.
لكن عددا من أعضاء "تجمع الحرية" أكدوا أمس، أنهم يملكون عددا كافيا من الأصوات لنسف التعديل مطالبين بإرجاء التصويت.
في الكواليس، تحصي فرق بول راين عديد معسكرها مرارا وتكرارا، فيما أكد رئيس مجلس النواب أن ترامب نجح في جذب 10 نواب على الأقل إلى فلك الأكثرية.
لكن الرهان قائم على بضعة أصوات لا غير.
واعتبر المتفاؤلون أن عددا من الرافضين قد يقبلون في النهاية ويصوتون "نعم" في اللحظة الأخيرة لتفادي هزيمة مخزية للحزب.
وتتضاعف أهمية تصويت اليوم، نظرا لضعف حصيلة أداء ترامب منذ تنصيبه رسميا في 20 يناير.
فقد علق القضاء نسختين متتاليتين لمرسومه القاضي بإغلاق الحدود أمام رعايا عدد من الدول الإسلامية واللاجئين، كما أنه لم يصدر حتى الآن إلا بعض الإلغاءات لتنظيمات تعود إلى رئاسة اوباما وقانونا يلقى الإجماع حول الناسا.
إلى جانب الاجتماعات المتوالية في البيت الأبيض، زار الملياردير بنفسه الكونجرس، أمس الأول، لحشد التأييد لإلغاء "أوباماكير"، محذرا أعضاء الكونجرس الجمهوريين من أنهم قد يخسرون الأغلبية في الكونجرس العام المقبل في حال لم يصادقوا على مشروع القانون.
كما ألمح ترامب إلى أنه قد يلاحق شخصيا النواب الذين قد يعارضونه، متوعدا رئيس "تجمع الحرية" مارك ميدوز بالقول "ثق يا مارك إنني لن أدعك ترتاح".
وفي حال إقرار التعديل اليوم، تبدأ في الأسبوع المقبل مرحلة أكثر حساسية في مجلس الشيوخ حيث من المؤكد صد النص بصيغته الحالية ويتوقع تعديله. وهذه المرحلة ستشكل امتحانا آخر لترامب كي يثبت قدرته على "إبرام الصفقة"، بحسب عبارته المفضلة.