المحلل السياسى الأمريكى: الولايات المتحدة لن تنسحب من الشرق الأوسط.. وإسرائيل فى مرمى «صواريخ طهران»

كتب: محمد البلاسى

المحلل السياسى الأمريكى: الولايات المتحدة لن تنسحب من الشرق الأوسط.. وإسرائيل فى مرمى «صواريخ طهران»

المحلل السياسى الأمريكى: الولايات المتحدة لن تنسحب من الشرق الأوسط.. وإسرائيل فى مرمى «صواريخ طهران»

يعتبر البروفيسور جيمس بيتراس أحد أهم المحللين السياسيين فى الولايات المتحدة، الذين تناولوا قضايا الشرق الأوسط باستفاضة على مدى عقود، فأستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعتى «برمنجهام» فى الولايات المتحدة و«سانت مارى» فى كندا، والمتخصص فى دراسات الشرق الأوسط والدراسات اللاتينية، له العديد من الكتب والمؤلفات حول الشرق الأوسط والسياسة الخارجية الأمريكية، حيث نُشر له 64 كتاباً بـ29 لغة، ونشر أكثر من 560 مقالاً فى مجلات متخصصة، و2000 أخرى، وتناول من خلال كتبه دور اللوبى الإسرائيلى فى الولايات المتحدة، وخصص أحد كتبه لجرائم الحرب الإسرائيلية فى غزة، وآخر عن جريمة الغزو الأمريكى للعراق، إضافة للعديد من الدراسات التى هاجم خلالها سياسات الهيمنة الأمريكية على المنطقة ومحاولة فرض النموذج الأمريكى فى الديمقراطية والحكم. «الوطن» حاورت البروفيسور «بيتراس» لإلقاء الضوء على القرارات والسياسات الخارجية الخاصة بالإدارة الأمريكية الجديدة وسط عالم متقلب تتغير فيه التحالفات سريعاً. {left_qoute_1}

■ بداية، هل ترى أن هناك اختلافاً فى السياسة الخارجية المصرية الحالية عن السنوات السابقة؟

- الحكومة الحالية تحاول بناء جسور الثقة والاستقلال، ومصر تسعى للقيام بقفزات كبيرة فى العلاقات مع روسيا، وهو شىء جيد للغاية، وتطور علاقاتها مع سوريا لكن بحذر، وكذلك فهى تقف ضد محاولات تأييد الجماعات الإرهابية فى ليبيا وتهريب السلاح، وتنتهج سياسة خارجية مستقلة غير خاضعة لدول معينة وبعيدة عن التوجه السعودى، فالسعودية يمكن أن تقدم المساعدات المالية المشروطة، لكنها لا تستطيع أن تقدم أى قدرات أو إمكانات حقيقية للتنمية الاقتصادية، وهذا لا يناسب مصر، التى يجب عليها توثيق علاقاتها بشكل أقوى مع الاتحاد الأوروبى وروسيا والصين أكثر من الولايات المتحدة.

■ هل هناك أى تغيير فى السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة فى ظل تولى إدارة «ترامب»، الذى يعتقد بعض المحللين أنه ربما يقود حملة تغيير فى المواقف الأمريكية التقليدية تجاه قضايا وبلدان معينة؟

- الولايات المتحدة لا تزال متورطة فى عدد من الصراعات المسلحة حول العالم، منها فى العراق وسوريا وليبيا، وكل ذلك يشير إلى استمرار التدخل الأمريكى فى شئون تلك الدول، كما أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة فى الولايات المتحدة لا تحمل أى احتمالات للتغيير فى هذا الصدد، لأن دونالد ترامب يؤيد مصادرة أراضى الفلسطينيين لصالح إسرائيل، وكذلك الحرب فى اليمن، كما أنه لم يقم بأى اتفاق فعلى أو عملى بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن القضاء على تنظيم «داعش» وطرده من الأراضى الذى يستولى عليها فى العراق وسوريا، ولهذا أظن أنه لن يحدث أى تغيير كبير فى السياسات الأمريكية، ورغم التوقعات بأنه سوف يقوم بسحب بعض القوات الأمريكية من بعض المناطق، إلا أنه من الواضح أن المحافظين داخل إدارته قد قرروا الاستمرار فى الحروب التى بدأها الرئيس السابق باراك أوباما، وهذا يعتبر مشكلة كبيرة لمؤيدى «ترامب»، لأن الكثير ممن انتخبوه سوف يصابون بالإحباط، عدا الصهاينة، ومن هنا أتوقع استمرار الفوضى فى عدد من البلاد، كما أن رغبة «ترامب» فى منع مواطنى بعض الدول من الهجرة والعمل داخل الولايات المتحدة سوف ينتج عنها ردود فعل، كما حدث عندما وجهت الحكومة العراقية انتقادات لإدارته، وإيران التى أعلنت أنها ستطبق مبدأ المعاملة بالمثل، رداً على قراره السابق بمنع دخول الرعايا الإيرانيين للولايات المتحدة، وسوف تستمر السياسات الإسرائيلية المعتادة ضد الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم، ولذا يجب أن نضع فى اعتبارنا أن «ترامب» لا يمثل أى تغيير كبير فى السياسات الأمريكية كما وعد خلال حملته الانتخابية، كما أن دول الشرق الأوسط لم تقم فعلياً بتشكيل ما يمكن أن يطلق عليه بأنه برنامج عمل موحد أو «تحالف عربى» ضد الإرهاب، ولذا سوف تستمر الخلافات والانقسامات الداخلية، وتعتبر إسرائيل والسعودية من أكثر البلاد نشاطاً فى المنطقة واستجابة للمتغيرات، ولكن دون أى تغيير حقيقى فى السياسات المعتادة، ولكن دعنى آمل أن تظهر قوى سياسية جديدة من قلب صراعات الشرق الوسط تنجح فى تحقيق نوع من التقارب السلمى والديمقراطى.

{long_qoute_1}

■ وما تلك القوى الجديدة التى تتوقع ظهورها فى المنطقة؟

- لا أعتقد أن تلك القوى التى يمكنها تغيير شكل المنطقة بوضوح ستكون متماثلة أو متجانسة، فعلى سبيل المثال، فى العراق، نجد أن هناك قوى علمانية كثيرة، ولكن إلى جانب الشيعة والسنة والكرد والأتراك، وهم يتصارعون بغض النظر عن وحدة العراق، فالشيعة قد يبدون قوى موحدة، لكنهم لم يستطيعوا خلق نوع من الوحدة والأرضية المشتركة مع السنة، ولذا أعتقد أن الكرد سيحاولون جعل العراق ثلاثة أجزاء، جزء شمالى لهم، وجزء سنى فى المنتصف وجزء للشيعة فى الجنوب، ورغم أن البعض يستبعد تقسيم العراق، إلا أننى أعتقد أن تقسيم العراق سيكون ممكناً فى ظل استمرار الصراعات فى المنطقة. وبالنسبة لإيران، أتوقع أن تصبح أقوى خلال الفترة المقبلة، وبالنسبة لليمن، أتوقع استمرار معاناة هذا البلد، فالسعودية غير قادرة على تحقيق السلام هناك، كما أن السعودية سوف تستمر فى التعرض لمشكلات اقتصادية، فالمواقف السعودية تسببت فى نوع من النزاعات والخصومات. وفى ليبيا نجد أن البلاد تم تدميرها بسبب التدخل الأمريكى والغربى، ولا أظن أنه يمكن أن تنجح حكومة فى السيطرة على البلاد، بنفس الطريقة التى سيطر بها معمر القذافى على البلاد، ولكن ربما يمكن لحكومة ليبية قومية أن تحد من التأثير والضغوط الغربية، وبخاصة من الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية، وبالنسبة لمشكلة الهجرة التى يعود سببها الأساسى إلى التدخل الغربى فى المنطقة، فإنها تعتبر خطيرة جداً، فهناك مئات الآلاف يحاولون عبور البحر المتوسط إلى أوروبا، ولهذا فإنه عاجلاً أم آجلاً سيدرك الاتحاد الأوروبى أنه ما لم تكن هناك حكومة موحدة وقوية فى ليبيا، فإن عليهم مواجهة طوفان اللاجئين الذين يمثلون قنابل موقوتة، فأعداد ومشكلات اللاجئين تتزايد فى كل من فرنسا وبريطانيا، كما أن الولايات المتحدة تواجه مشكلات مماثلة، ولهذا سوف تدرك الحكومات الغربية أنه عليهم بدلاً من التعامل مع المهاجرين ومشكلاتهم، عليهم أولاً تقليل وجودهم وتدخلهم العسكرى فى البلاد المختلفة، وهو السبب الرئيسى فى زيادة أعداد المهاجرين غير الشرعيين. {left_qoute_2}

■ هل تقصد أن الاتحاد الأوروبى ربما يتخذ خطوات فعلية وعملية لحل مشكلة الحرب فى ليبيا من أجل وقف طوفان المهاجرين غير الشرعيين؟

- الاتحاد الأوروبى ليس لديه أى خيار آخر، وأتوقع أن تبدأ الدول الأوروبية فى مواجهة مشكلة المهاجرين بداية من فرنسا وبريطانيا، وكذلك إيطاليا وباقى دول البحر المتوسط سوف تقوم بإجراءات مختلفة فى هذا الصدد، وأتوقع أن تقوم تركيا بوضع بعض الحدود والحواجز الجديدة أمام المهاجرين، لأن الأمر لا يقتصر على مسألة المهاجرين، فمن لم يستطع الفرار من مناطق الصراع فى الشرق الأوسط سوف يضطر للبقاء والحرب داخل بلاده، وربما تتكون حركات قومية، استبدادية، ولكنها على الأقل تهدف إلى الوصول إلى حلول للصراعات العسكرية.

■ هل تتفق مع الرأى القائل بأن «واشنطن» سعت مراراً إلى فرض أجندتها الخاصة فى الشرق الأوسط؟

- لا أظن أنه يمكن تنفيذ ذلك فى الوقت الراهن، فالإدارة الأمريكية الحالية لديها العديد من المواقف المتناقضة، مقارنة بالتصريحات والوعود الانتخابية للجمهوريين خلال فترة حكم إدارة «أوباما»، وبخاصة ما قيل خلال الانتخابات عن سحب القوات الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط وتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا. وعلى سبيل المثال، أرى أن هناك جدالاً كبيراً داخل الإدارة الأمريكية بشأن طريقة التعامل مع الملف الإيرانى، فهم يدركون تكلفة الحروب وتغيير الأنظمة وأن ذلك أمر مكلف للغاية، وقد بنى «ترامب» خطابه السابق على تلك القناعات، ولكن الآن بعد أن أصبح رئيساً، نرى أن أغلب وزرائه ومستشاريه من العسكريين التقليديين الذين ساعدوا «أوباما» فى تنفيذ سياساته، ومن الواضح أن لهم بعض النفوذ والسيطرة على «ترامب»، وهنا أرى أنه من الصعب على الولايات المتحدة أن تفرض أجندتها الخاصة على منطقة الشرق الأوسط عن طريق الانسحاب منه، ويجب على «ترامب» أن يفهم أن الدور الأمريكى فى الشرق الوسط مرهون بعقد بعض التحالفات، وبخاصة مع الحكومات الشرعية التى تتمتع بظهير شعبى.

{long_qoute_2}

■ هل تختلف توجهات بعض الأجهزة والمؤسسات فى الولايات المتحدة عن توجهات «ترامب» وإدارته وبخاصة وزارة الدفاع الأمريكية؟

- لقد حدث ذلك بالفعل، وخلال الحملة الانتخابية حرص «ترامب» على التأكيد أنه يجب عدم التورط فى أى تدخل عسكرى غير ضرورى، ومحاولة تغيير مواقف الحكومات عن طريق سبل أخرى بخلاف العنف، ولكن عقب انتخابه اتخذ قرارات مختلفة عن ذلك، فنستطيع أن نرى القوات أمريكية تنفذ إنزالاً جوياً فى اليمن، ونرى الإدارة الأمريكية تفرض عقوبات إضافية على إيران، والحديث عن عدم الانسحاب من العراق، وصحيح أن هناك بعض الإشارات الإيجابية فيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية الروسية، ولكن ليس بما يكفى، فإذا نظرنا إلى كلمات وآراء «ترامب» وقمنا بالمقارنة، قبل وبعد الفوز بالانتخابات، سوف نجد أن هناك ارتباكاً واضحاً، وأن «ترامب» يتراجع ليتخذ نفس المواقف التى كانت ينتقد «أوباما» بسببها والتى سببت خسائر للولايات المتحدة، وسببت خراباً فى منطقة الشرق الأوسط.

■ هل تقصد أن الوعود الانتخابية لن تتحقق، مثلما فعل «أوباما» منذ أكثر من 8 سنوات عندما وعد بإغلاق معتقل «جوانتانامو» وخلال فترتين رئاسيتين لم يفعل ذلك؟

- بالضبط، لا يوجد أى دليل على أن «ترامب» سوف يغير من سياسات أوباما فى هذا الشأن، كما أن أغلب معاونيه هم من مؤيدى استمرار «جوانتانامو» وكذلك التعاون مع الأنظمة الاستبدادية حول العالم، وهذا أحد الأشياء السلبية التى حرص عليها «ترامب»، فوجود معتقل «جوانتانامو» يمثل كارثة للولايات المتحدة، لأنه يفتح الباب أمام استخدام وسائل التعذيب، واستمرار السياسات الأمريكية المعتادة فى هذا الشأن.

■ «ترامب» أكد احترامه للرئيس الروسى ورغبته فى التعاون مع روسيا.. هل يمكن أن يؤدى ذلك إلى إجراءات مشتركة ضد بعض الدول الداعمة للإرهاب والجماعات المسلحة؟

- أعتقد أن «ترامب» صادق فى رغبته فى محاربة تنظيم «داعش» الإرهابى، كما أنه ينتهج سياسة تصالحية نحو روسيا، وليس سياسة عدائية مثلما فعل «أوباما» وأظن أن هناك فرصة حقيقية للتعاون الأمريكى الروسى من أجل القضاء على «داعش» وبخاصة فى سوريا، وذلك بالرغم من أن المندوب الأمريكى فى الأمم المتحدة ردد مؤخراً نفس التصريحات العدائية تجاه روسيا، وهى نفس التصريحات التى اعتادت إدارة أوباما توجيهها إلى روسيا، وهذا يشير إلى وجود درجة من التخبط والتناقض، ويصعب من عملية التنبؤ بالسياسة التى سوف ينتهجها «ترامب»، فهو ربما يحدث نوعاً من التقارب مع روسيا ولكن ليس بالدرجة الكبيرة.

{long_qoute_3}

■ ذكر مايكل هايدن، المدير الأسبق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن سوريا والعراق ستختفيان كدولتين.. هل تتفق معه؟

- فى حالة وصول الولايات المتحدة وروسيا والصين وباقى دول التحالف ضد الإرهاب إلى اتفاق للقضاء على الجماعات الإرهابية، ربما يقودنا ذلك إلى حل سياسى، وانتخابات ينتج عنها حكومة سورية جديدة شرعية ومستقلة عن تأثير الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، لكن إمكانية حدوث ذلك مرهون بامتناع الولايات المتحدة والسعودية عن تأييد الجماعات الإرهابية والتدخل فى شئون الدول الأخرى، وإذا قرر «ترامب» ذلك فإن الأمر سوف يتغير بصورة كبيرة.

■ فى رأيك ما الأطراف التى يمكنها تحقيق سلام حقيقى على الأرض السورية؟

- إذا تم الاتفاق على إجراء انتخابات فى سوريا، فسوف تحافظ الدولة السورية على جميع صلاتها بالدول الصديقة، وسوف يتم تحييد النفوذ التركى ودول أخرى داخل سوريا، بينما سوف يستمر وجود القاعدة العسكرية الروسية فى سوريا، ويستمر الدعم الروسى، مع تراجع النفوذ الأمريكى، فالولايات المتحدة تهتم بصورة أكبر بالنفط فى كل من العراق والسعودية، ولكن يظل السؤال حول مدى استمرار التورط الأمريكى فى المنطقة.

■ هل تعتبر الصراع فى سوريا واليمن له جذور طائفية أم أنه صراع سياسى على السلطة؟

- الصراع اليمنى هو بين اليمنيين وحدهم، والعامل الأسوأ فيه هو السعودية، وكذلك الولايات المتحدة وإسرائيل اللتان تدعمان الموقف السعودى الذى يهدف إلى تدمير اليمن، وقد تم تدمير اليمن عن طريق السعودية، وأظن أنه بمجرد اتحاد وتوافق الحوثيين وباقى فصائل المعارضة اليمنية، يمكن إعادة بناء اليمن، ولكن يجب الانتباه إلى أن الخطر الأكبر هو السلاح والصواريخ التى توجهها السعودية نحو اليمن، وبمجرد أن تنسحب السعودية من اليمن يستطيع اليمنيون إقامة حكومتهم المستقلة، وربما يكون هناك بعض الاضطرابات بين اليمنيين ولكن لن يكون أسوأ من الحرب الحالية التى تشنها السعودية ضدهم بغرض التدمير، فهناك حساسية تجاه الأطماع السعودية، وحتى فى مصر يشعر المصريون بالحساسية تجاه فكرة سيطرة السعودية على جزيرتين فى البحر الأحمر، فالسعودية ليس لديها أصدقاء وإنما تعتمد على الحماية العسكرية الأمريكية وأموال النفط، لكى تستميل بعض الأصدقاء وهذا أمر خطير، ويأمل الجميع أن تحدث ثورة ديمقراطية فى السعودية، حتى تستطيع أن يكون لها دور الصديق وليس العدو فى «الشرق الأوسط».

■ هل عاد الدور الروسى إلى الشرق الأوسط؟

- أعتقد أن النفوذ الروسى سوف يحقق نوعاً من التوازن فى الشرق الأوسط، ويقوم بتحييد النفوذ الأمريكى، فقبل ذلك كانت الولايات المتحدة تتصرف منفردة وتشن حروباً ضد الإرهاب، كما دعمت بعض الجماعات الدينية المسلحة فى الشرق الأوسط، ثم تبين أن حكومة صدام حسين كانت أفضل بكثير من حكومات وأنظمة ما بعد الغزو الأمريكى للعراق وحتى الحكومات الاستبدادية منها كانت أفضل، لذا فإن النفوذ الروسى سوف يحدث توازناً فى الشرق الأوسط سواء على مستوى العلاقات بين مصر والولايات المتحدة أو بين تركيا وإسرائيل.

■ هل يعتبر الاتفاق النفطى السعودى الروسى مقدمة لإنهاء الخلاف بين البلدين؟

- الاتفاق النفطى هو مجرد اتفاق وتحالف تكتيكى، فالسعوديون يريدون تقليل الاتفاق لزيادة الأسعار، بينما يعتمد الاقتصاد الروسى على النفط بشكل كبير، فهذا الاتفاق يعتبر اقتصادياً أكثر منه سياسياً أو استراتيجياً، ولكن على المستوى السياسى لا أتوقع أى تحالف بين البلدين مثلما يحدث بين روسيا ومصر أو روسيا وإيران.

■ ذكر بشار الأسد فى حوار مع «بى. بى. سى» أنه باق وأن الدول الداعمة للمعارضة السورية ستزول، هل ترى له أى مستقبل فى سوريا؟

- لا أعتقد أن هناك قوة مركزية يمكنها أن تقرر ذلك، فهناك قوى وتحالفات كثيرة وتدخلات من جانب إسرائيل والسعودية، ولكن فى النهاية لا أعتقد أنه يمكن فرض أى حل أحادى الجانب، فلا تستطيع أى دولة مهما كانت فرض حل من هذا النوع، ولا حتى الولايات المتحدة وحلفائها.


مواضيع متعلقة