لماذا لا يتبرع «الحرامى» لـ«تحيا مصر»؟

رفع محامى الرئيس الأسبق حسنى مبارك وأسرته دعوى مخاصمة أمام محكمة شمال القاهرة؛ لإلغاء قرار النيابة العامة بالحجز على أسهم «المخلوع» لدى إحدى الشركات، التى تقدر بما يزيد على 61 مليون جنيه. الرجل حصل على البراءة فى قضية قتل المتظاهرين، وأصبح موضوع استرداد الأموال المنهوبة فى خبر كان. عاد إلى «فيلا هليوبوليس» بعد سنوات قضاها فى المركز الطبى العالمى ثم المستشفى العسكرى بالمعادى لقى فيها أعلى درجات الرعاية الصحية، وهى خدمة تتكلف «شىء وشويات»، وظل ينتقل فى محاكماته بالطائرة بـ«الشىء الفلانى»، ويقوم على تأمينه كوادر مدربة تتكلف «الشىء العلانى». وبعد كل ذلك يريد وأسرته استرداد 61 مليون جنيه لدى إحدى الشركات، وضع مع شئت من خطوط تحت إحدى الشركات؛ لأنها تعنى أن من المحتمل أن تكون لديه أسهم فى شركات أخرى، ناهيك عن ملايين الفرنكات المجمدة له فى سويسرا. مما يدلل على أننا أمام رجل ثرى ثراءً غير طبيعى، يشهد على ذلك الفيديو الذى عرضه الإعلامى محمد الغيطى حول القصور التى يملكها «مبارك».

ولماذا نذهب بعيداً، لعلك تعلم أن «مبارك» أُدين بالسرقة فى قضية القصور الرئاسية، وحُكم عليه وعلى كل من نجليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وغرامة 125 مليون جنيه، الواضح أن «مبارك» دفعها؛ لأنه ليس من المتصور أن يتم الإفراج عنه قبل الدفع. وبعيداً عن أننا نتحدث عن حرامى بحكم قضائى، إلا أن مبلغ الغرامة لم يكن هيناً أو يسيراً، الأمر الذى يعنى أننا لسنا أمام حرامى عادى. المؤشرات الرقمية الدالة على ثروة «مبارك» تؤكد أن الـ61 مليون جنيه التى يبحث عن استردادها لا تشكل شيئاً بالنسبة له، خصوصاً أن لجنة استرداد الأموال عجزت عن رد جنيه واحد من ثروته. «مبارك» وعائلته لا يريدون تفويت مليم واحد من الأموال التى نالوها بطريقة لا يعلمها إلا الله، وأقول لك لا يعلمها إلا الله، لأننا لو فرضنا أن مرتب «مبارك» كان يقبض ما متوسطه 40 ألف جنيه فى الشهر كرئيس للجمهورية لمدة 30 عاماً، فسيكون مجموع ما قبضه إذا لم يصرف منه جنيهاً واحداً نحو 15 مليون جنيه. فمن أين جاء بكل هاتيك الملايين؟!

القضاء أثبت فى حكم تاريخى أن «مبارك» ونجليه «حرامية». نحِّ هذا جانباً، واستمع إلى الأحاديث التى يلكلك بها البعض كلما ظهر «جمال» أو «علاء» فى مشهد، والتى تتغنى بحبهما لمصر وإصرارهما على العيش فيها، دون أن يريدا من وراء ذلك شيئاً، حتى ولو كان استعادة حلم «جمال» فى حكم مصر!، وأضف عليها كلام البعض عن محبة «مبارك» للأرض التى حكمها بالفساد والاستبداد لمدة 30 سنة، ثم اسأل: «هو الحب بالكلام؟!». فين حنان «الأحبة»؟. هذه العائلة المملينة -وفى روايات أخرى الممليرة- لماذا لا تتبرع لصندوق تحيا مصر؟. قد يقول قائل إنك ألمحت إلى أنهم حصلوا على أموالهم من الحرام، فكيف نتركهم يتبرعون لصندوق يفترض فيه أنه يرعى مشروعات إصلاحية. وأقول لك يا سيدى.. «إن الحسنات يذهبن السيئات».. بس يدفعوا!.