هل تُعاقب "التغريدات المحذوفة" دونالد ترامب؟

هل تُعاقب "التغريدات المحذوفة" دونالد ترامب؟
اعتاد دونالد ترامب، الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الأمريكية، على استخدام موقع التدوينات القصيرة "تويتر" من أجل إثارة الجدل والرد على منتقديه أو منافسيه، منذ أن كان مُرشحًا عن الحزب الجمهوري، أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ودومًا ما تُثير تغريدات عملاق العقارات الأمريكي حالة من الجدل، بسبب محتواها، الذي غالبًا ما يكون خارج السياق التي اعتاد عليه الناس من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة باراك أوباما، الذي كانت فترة ولايته غنية بالتواصل مع مواطنيه والعالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومنذ أن أصبح ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، باتت تغريداته تُشكل جدلاً من نوع آخر بعيدًا عن مواقع التواصل وسخرية الجمهور، وهو الشق القانوني، لاسيما بخصوص التغريدات التي يقوم بحذفها خلال كل فترة.
ويمسح ترامب في بعض الأحيان تغريدات بسبب خطأ مطبعي في كتابتها، والأسبوع الماضي، حذف ترامب تغريدتين أخطأ فيهما في تهجئة كلمة "hereby".
وكانت آخر التغريدات التي قام بحذفها في نهاية فبراير الماضي، والتي قال فيها: "لدي اجتماع مع جنرالات من الجيش الأمريكي في مار ألاجو.. إنه أمر مشوق جدًا".
وبحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فسر بعض المعلقين تصرف الرئيس الأمريكي بحذف التغريدة بأنه تخوف من التعرض للانتقاد لأنه استضاف جنرالات كبار في الجيش الأمريكي في منتجعه الخاص "مار ألاجو" بفلوريدا وليس في البيت الأبيض.
وحذر نائبان في الكونجرس الأمريكي، من أنّ الرئيس ترامب قد يخرق القانون الفيدرالي الأمريكي، عند مسحه لتغريداته، من على حسابه الشخصي على موقع "تويتر".
وكان النائبان، جيسون تشافيتز، وإيليا كامينغز، عضو ورئيس لجنة رقابة مجلس النواب، قد أرسلا خطابا إلى مستشار البيت الأبيض، دون ماكجاون، خلال الأسبوع الماضي، أعربا فيها عن قلقهما، بشأن "إدارة ترامب حول الاحتفاظ بالسجلات واستخدامها غير الشفاف لشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل التواصل".
وكتب النائبان في رسالتهما: "معظم تغريدات هذه الحسابات تعد سجلات رئاسية ويجب حفظها"، وأضافا "لقد تم الإبلاغ عن أنّ الرئيس يمسح التغريدات، وإن كانت هذه التغريدات غير مؤرشفة، فإنّ ذلك يعني خرقًا للقانون الفيدرالي".
وتشير عدد من وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن ترامب يخترق بحذفه تغريداته قانون السجلات الرئاسية الأمريكية لعام 1978، وبموجب هذا القانون يقوم الأرشيف الوطني بأخذ وثائق الرئيس عندما يترك المكتب البيضاوي، في أعقاب انتهاء ولايته الرئاسية وتسلم الرئيس الجديد مقاليد الحكم في يناير من العام الجديد.
وتتضمن السجلات، مذكرات، ورسائل، ومواعيد، ورسائل البريد الإلكتروني وستتضمن المجموعة أيضا آلاف الهدايا التي تلقاها الرئيس خلال ولايته في المكتب البيضاوي وللمرة الأولى، ستكون منشورات الإدارة على مواقع التواصل الاجتماعي جزء من المجموعة، وذلك ما جرى تنفيذه مع الرئيس السابق باراك أوباما.
وحذف ترامب تغريدة يوم 17 فبراير كتب فيها أن أخبار الإعلام الأمريكي ينشر "أخبار مزيفة"، ومسح من تغريدته أن جملة أن الإعلام "مريض"، ليعيد كتابتها مرة أخرى مضيفًا اسمين من أسماء مؤسسات إعلامية أمريكية يؤمن أنها تنتقده بشكل لاذع.
وفي يناير الماضي، حذف الرئيس الأمريكي تغريدة قال فيها إنه يتشرف بخدمة الشعب الأمريكي، ثم أعاد كتابتها مرة أخرى لأنه كتب كلمة "أتشرف" بشكل خاطئ.
وأوضح بعض خبراء القانون أن حذف ترامب لتغريداته على تويتر يعتبر خرقا للقانون الأمريكي، لأن القانون الأمريكي ينص على حفظ كل ما يكتبه أو يقوله الرؤساء.
وكان فريق الرئيس الأمريكي السابق، بارك أوباما، يحذفون تغريدات له ولكن يحفظوها في أرشيف الرئيس تجنبًا لخرق القانون، ولكن من غير المعلوم إذا كان ترامب يسجل ما يكتبه على "تويتر" أو غيره في أرشيفات الرئاسة.