الأهالى يستقبلون المفرج عنهم بالزغاريد والأحضان والبكاء أمام سجن طرة

كتب: جهاد عباس

الأهالى يستقبلون المفرج عنهم بالزغاريد والأحضان والبكاء أمام سجن طرة

الأهالى يستقبلون المفرج عنهم بالزغاريد والأحضان والبكاء أمام سجن طرة

تجمع أهالى الشباب الصادر بحقهم عفو رئاسى منذ ساعات الصباح الأولى أمس أمام سجن طرة المركزى، حيث افترش بعضهم الأرض، ووقف البقية فى انتظار ذويهم، يقول محمد عبدالله: «أنتظر خروج خالى، حيث قضى 5 سنوات فى السجن فى تهمة التظاهر، وكان من المفترض أن يقضى 25 سنة، سأعود به إلى محافظة سوهاج، حيث كان يعمل مدير لجنة الامتحانات، وثبت وجوده فى اللجنة من خلال توقيعه على قوائم أسماء المدرسين فى تلك الفترة، بينما صدر حكم ضده بقيامه بأعمال تظاهر وعنف فى نفس التوقيت»، ويختتم «محمد» حديثه قائلاً: «لم نصدق أن اسمه تم إدراجه فى أسماء العفو، ونحمد ربنا على هذا، لأن لديه بنات جامعيات وكانوا منهارين نفسياً».

{long_qoute_1}

ويقف أحمد محمود وملامح التعب والإعياء واضحة على وجهه، ويقول: «قضيت ليلتى السابقة فى انتظار الإفراج عن أخى د. راشد محمود، الذى كان يعمل طبيباً، وصدر حكم ضده بالسجن 10 سنوات، قضى منها 3 سنوات ونصف»، مضيفاً أن أخاه تم القبض عليه بعد زواجه بـ3 أشهر، وأنجبت زوجته طفلاً لم يتمكن من رؤيته سوى فى زيارات السجن.

بينما تقف صفاء عبدالرحمن، مرتدية عباءة سوداء، تنتظر ابن شقيقتها، الذى تم إلقاء القبض عيه منذ 4 سنوات تقريباً، وتقول: «محمد من السويس، عنده 27 سنة، اتحكم ضده بالسجن 15 سنة، ومن ساعتها أختى ما بتقدرش تتحرك من مكانها». وتضيف «صفاء» أن الأسرة عاشت معاناة كبيرة، لتحضر زيارات للابن المسجون فى القاهرة، كما فقدوا الأمل فى خروجه، متوقعين أن يقضى شبابه كله خلف أسوار السجن، لذلك لم يتمكنوا من استيعاب الفرحة بأن اسمه تم إدراجه ضمن أسماء المفرج عنهم.

ساعات الانتظار مرت طويلة على الأهالى، حيث احتشدوا بأعداد كبيرة أمام بوابة السجن، بينما طالبتهم قوات الأمن بالابتعاد أكثر من مرة حتى يتمكنوا من فتح الأبواب لخروج المفرج عنهم، وبمجرد فتح الباب، تدفق المفرج عنهم بملابسهم البيضاء، وارتموا فى أحضان ذويهم، وتعالت أصوات الزغاريد والبكاء.

ويقول عربى محمود، رجل فى أواخر الخمسين من عمره: «ابنى كان بيشتغل فى بنك أجنبى، وعنده 3 بنات، تم القبض عليه من 3 سنين ونص، وصدر الحكم ضده فى يومين، بعد التحقيق، ما لحقناش نعمل له حاجة»، ويضيف «عربى» أن تهمة ابنه هى التظاهر واستخدام العنف، وتم القبض عليه مع 37 شخصاً آخرين، فى محطة مترو الأنفاق، حيث تفاجأ بوجود أحداث عنف، وهروب وجرى بعض الشباب، فقام بالجرى فى وسطهم. مضيفاً: «شفنا أيام سودا، يا رب أنت كريم، أنا اللى كنت بصرف على ولاده، وبجيب له زيارات، معظم الناس هنا غلابة».

وبمجرد خروج ابنه جلال عربى، قام ابنه بتقبيل قدميه، واشتد بكاؤه، بينما أحاطته أسرته وأقاربه الذين وقفوا ساعات فى انتظاره، واحتضنه أبوه، ثم احتضن أطفاله الـ3 الصغار، وقال جلال: «اليوم فى السجن بالعمر كله، فيه شباب كتير محبوسين لازم نطالب بأنهم يطلعوا يشوفوا أهلهم، وفيه شباب مريض ومش مستحمل السجن». بينما ارتفع صوت سيدة فى أواخر السبعين من عمرها، تدعى «أم خالد»، بالزغاريد، ثم انهمرت فى البكاء، واحتضنها 3 شباب بملابسهم البيضاء، بعد خروجهم من السجن، تقول أم خالد: «كانوا قابضين على ولادى الاتنين وحفيدى»، مضيفة أنه تم إلقاء القبض عليهم من منزلهم فى مدينة الحوامدية بالجيزة، وأكثر ما أحزنها هو إلقاء القبض على حفيدها محمد خالد الذى لا يتجاوز عمره الـ27 سنة.

وتضيف «أم خالد»: «حفيدى خريج كلية هندسة وقضى 3 سنين فى السجن، وكان محكوم عليه بـ15 سنة، كنت بعيّط كل يوم وأقول: يا رب، ذنبه إيه شبابه يضيع هدر؟».

بينما يقول محمد خالد يونس، أحد المفرج عنهم: «مش قادر أصدق إنى طلعت فعلاً من السجن، الشباب جوه كتير، ومعظمهم متهم بالتظاهر، وبنطالب الرئيس السيسى بأن ينظر فى شأنهم، ويصدر قرارات رئاسية بالعفو عنهم».

بينما يحتضن أحمد محروس، أحد المساجين الذين تم الإفراج عنهم، أمه، ويرتجف مرتدياً ملابس السجن البيضاء الخفيفة، وتسرع والدته بإخراج ملابس أخرى له ليرتديها فوق ملابسه، ويقول أخوه محمود محروس، إن شقيقه تم القبض عليه منذ 3 سنوات ونصف تقريباً من بيته فى منطقة منشية ناصر بالدويقة، وهو شاب عمره لا يتجاوز الـ24 سنة، مضيفاً: «كنا فقدنا الأمل فى خروجه، لأنه اتحكم عليه بمؤبد 25 سنة بتهمة التظاهر واستخدام العنف».


مواضيع متعلقة