نبيلة عبيد: شعرت بالرعب عند تكريمى فى «شرم الشيخ» وعلاقات عاطفية فاشلة أوصلتنى للأطباء النفسيين

كتب: خالد فرج

نبيلة عبيد: شعرت بالرعب عند تكريمى فى «شرم الشيخ» وعلاقات عاطفية فاشلة أوصلتنى للأطباء النفسيين

نبيلة عبيد: شعرت بالرعب عند تكريمى فى «شرم الشيخ» وعلاقات عاطفية فاشلة أوصلتنى للأطباء النفسيين

كرست الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد حياتها فى خدمة الفن، بعد أن أثرته بالعديد من الأفلام المميزة التى ما زالت خالدة فى أذهان محبيها، وعن مشوارها السينمائى الحافل، كُرّمت نجمة مصر الأولى من مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية فى دورته الأولى.. وفى حوارها مع «الوطن» تتحدث «نبيلة» عن لحظة التكريم، وتبدى رأيها فى أسباب اختفاء البطولات النسائية حالياً، وتكشف عن أسرار عديدة خلال السطور المقبلة

■ كيف استقبلتِ نبأ تكريمك من مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية فى دورته الأولى؟

- دارت محادثات بينى وبين المخرج الراحل محمد كامل القليوبى بخصوص التكريم، وتحديداً قبل انطلاق آخر دورات مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية، ولكنى تعرضت لظروف معينة حالت دون تكريمى وقتها، وبعدها أبلغنى بوجود اتجاه لنقل المهرجان إلى شرم الشيخ، وعندما زالت ظروفى حدثته قائلة: «أنا جاهزة هذا العام»، وبالفعل جاء بصحبة الأستاذ جمال زايدة إلى منزلى، واتفقنا على كل التفاصيل المتعلقة بالمهرجان، ثم سافرت بعدها خارج مصر، ومن هناك حاولت الاتصال بـ«القليوبى» فعلمت بخبر خضوعه لعملية جراحية، واندهشت لأنه لم يخبرنى بأمر تلك الجراحة، فعاودت الاتصال به مجدداً ليومين متتاليين ولم يرد، إلى أن علمت بنبأ وفاته الذى أصابنى بصدمة بالغة، لأنه كان صديقاً عزيزاً على قلبى، وبقدر سعادتى بالتكريم فإننى حزينة على فراقه.

■ ما الذى جال بخاطرك لحظة التكريم؟

- كنت مرعوبة من قبل وصولى لشرم الشيخ، وتلك الحالة تتملكنى عند مواجهة الجمهور وقبل بدء تصويرى لعمل جديد، حيث أقول لنفسى: «يعنى لو أموت النهارده وأصحى بكرة»، انطلاقاً من إنى بعمل للناس والكاميرا ألف حساب، وأذكر أننى أمسكت يد إلهام شاهين فى حفل الافتتاح، وقلت لها: «شوفى أنا متلجة إزاى» فلم تصدق عندما وجدتنى كقطعة من الثلج، ولم أشعر بشىء لحظة صعودى على المسرح، وكنت شايفة «ضلمة» أمامى، واستعدت وقتها لحظات عملى على المسرح، ووقوفى فى الكواليس أتلو القرآن، وأظل على تلك الوضعية إلى أن يدفعنى محمد عوض إلى خشبة المسرح.

{long_qoute_1}

■ بحكم تعاونك مع إحسان عبدالقدوس ووحيد حامد ومحمود أبوزيد، هل ترين أننا نفتقد حالياً تحويل الروايات الأدبية إلى أعمال فنية؟

- نعم، ولكن «إحسان» و«أبوزيد» لم يعودا موجودين فى عالمنا، و«وحيد» أصبح مقلاً فى أعماله بشكل عام، وإن كنت أتمنى أن نتعاون معاً من جديد، ولكنى كنت أعتزم تحويل المسلسل الإذاعى «سجن الزوجية» إلى مسلسل تليفزيونى، بعد أن قدمته مع محمود أبوزيد فى الإذاعة عام 2001، وتحدثت مع الأخير فى هذه المسألة قبل وفاته بيومين، وأبدى موافقته وأبلغنى أنه سيسمع حلقات المسلسل مجدداً، ولكن القدر كان أقوى منا.

■ فى رأيك.. لماذا اختفت البطولات النسائية فى السينما خلال الأعوام الأخيرة؟

- «كل وقت وله أذان»، فأنا ونادية الجندى تمسكنا بالسينما وناضلنا فيها لحبنا الشديد لها، ولم أكن أفكر فى الزواج أو الإنجاب، ولكن جيل الممثلات الحالى لديه توجه مختلف، حيث يتخذن خطوة الزواج والإنجاب، وبعدها يقللن من أوزانهن ويقدمن أعمالاً فنية وهكذا، ومن الممكن تقديمهن لحملات إعلانية، ولكنى لم أكن أقدم إعلانات رغم العروض التى تلقيتها للظهور كوجه إعلانى، إلا أننى لم أكن أفهم حينها المغزى من تقديمى لإعلانات، فسألت المخرج على عبدالخالق الذى نصحنى بعدم اتخاذ تلك الخطوة، ولكن الجيل الحالى يُحتَرم لأنه صاحب رغبات وميول واتجاهات.

■ معنى كلامك أن الفن لم يعد على قائمة أولويات الجيل الحالى من الممثلات؟

- ليس بإمكانى الحديث عن ميولهن، ولكنى أتحدث وفقاً لما أراه حالياً، حيث أجدهن يقدمن أفلاماً وإعلانات وينجبن أطفالاً وبعدها يبتعدن لفترة ثم يعدن بفيلم ومسلسل مثلاً، وهذه خطة أحترمها وأقدرها، ولكنى كنت أضع كامل تركيزى فى الفن، ولذلك تجد تاريخى الفنى مليئاً بالأعمال المهمة، علماً بأننى كنت أشترى روايات من إحسان عبدالقدوس، مثلما فعلتها فى «ولا يزال التحقيق مستمراً» مثلاً.

■ هل تملكين روايات لإحسان عبدالقدوس قمتِ بشرائها منه ولم تقدميها بعد؟

- نعم، أملك رواية بعنوان «هكذا تزوجت» لإحسان عبدالقدوس، وكذلك رواية «سارة» لعباس العقاد، وكلاهما قمت بشرائهما، ولكن الرواية الثانية لم تعد تناسبنى حالياً.

■ وما أسباب خوضك لتجربة الإنتاج فى فترة من الفترات؟ وألا تفكرين فى تكرارها حالياً؟

- لأنى كنت أرغب فى الانتقال بنفسى من حال لحال، لأنى قدمت وقتها أفلاماً فى لبنان وسوريا وكل البلدان العربية، وتلك الفترة لم تكن الأسوأ فى تاريخى مثلما تردد، ولكنها كانت مرحلة انتشار ليس أكثر، ولذلك أردت الانتقال لمرحلة جديدة أردتها لنفسى، فاتجهت لتقديم الروايات بشرائها من إحسان عبدالقدوس، وكان مصطفى محرم يتولى عملية الكتابة، ويخرجها أشرف فهمى، وكان لا بد للمخرج والمؤلف أن يحدث بينهما زواج فنى لتقديم عمل جيد وناجح، أما عن الشق الثانى من سؤالك، فأفكر حالياً فى الإنتاج وربما أقدم عليها لأنى «عاوزة أعمل حاجة حلوة ليّا».

■ هل شعرتِ بالندم بسبب تفضيلك للفن على حساب الأمومة وحياتك الشخصية؟

- لن أستطيع القول بأننى نادمة، لأن الله لا يعطى للإنسان كل شىء، وهذا قدر ومكتوب فى نهاية الأمر، ومثلما منح الجيل الحالى الحياة الزوجية والاستقرار، إلا أنهم حصلوا على قدر معين من الحياة الفنية مثلما أشرت فى كلامك معى.

■ من الفنانة التى ترينها امتداداً لنبيلة عبيد؟

- لا أريد إغضاب أحد، ولكنى أحب غادة عادل جداً، وأراها مجتهدة.

■ وكيف ترين وجود الرئيس عبدالفتاح السيسى حالياً على رأس الدولة؟

- أراحنى وجوده بشدة، لأنه يحب البلد من أعماق قلبه، ونحن نواجه حرباً عنيفة من الخارج، وأشخاصاً يسعون لإحداث الوقيعة بين أفراد الشعب، وهؤلاء لا بد ألا ننصت إليهم وأقول لهم: «هيعمل إيه الرئيس أكتر من كده؟ هو تسلم البلد خربانة، وبالتالى الأحوال مش هتتصلح فى يوم وليلة»، ودعنى أتساءل: «فيها إيه لما يبقى فيه أزمة سكر؟»، وهذه الأزمات من صنع أيدينا، وهنا أتذكر واقعة معينة.

■ وما هى؟

- ربطتنى علاقة صداقة وطيدة بوردة الجزائرية، وفى بداية معرفتنا قالت لى: «يا بلبلة أنا عاوزة أجى أشوف بيتك» فرحبت بمطلبها ودعوتها إلى منزلى لتناول الغداء، وقمت بعمل «قلقاس» من ضمن قائمة ببعض المأكولات، وبمجرد أن رأته صاحت بغضب قائلة: «يا نهار أسود، إنتى عاملالى قلقاس؟ إحنا قعدنا طول الحرب مش بناكل غيره، طب اسألينى، من فضلك شيليه من قدامى وهاتيلى أى حاجة تانية آكلها»، وشعرت بحرج شديد حينها، وانطلاقاً من هذه الواقعة، نجد أن شعباً ظل يأكل أكلة واحدة طوال فترة الحرب، ونحن حالياً كما أشرت نواجه حرباً عنيفة، ولكن الطامة الكبرى أن تجد بائع الخضار مثلاً يزيد من الأسعار بحجة ارتفاع سعر الدولار، ولذلك أرى أن مثل هذه الأزمات من صنع أيدينا.

■ معروف عنكِ مساعدتك للغير وقت الأزمات كوقوفك مع الفنانة مديحة يسرى مثلاً ولكن من الذى يقف بجانبك عند شعورك بأى متاعب؟

- لم أصل للمرحلة التى آلت إليها حالة مدام مديحة، التى تربطنى بها صداقة منذ سنوات طويلة، ووالدتى كانت تحبها بشدة وأوصتنى عليها، لأننى كنت عندما أتعرض لحدث ما فى حياتى الشخصية كانت تحدثها قائلة: «حاولى تتكلمى مع نبيلة واسأليها مالها»، أما عن أصل سؤالك، فأدعو الله ألا يوقعنى فى مثل هذه المتاعب، ولكنى سأجد بالتأكيد أناساً يحيطون بى مثلما يحيط بمدام مديحة العديد من الأصدقاء.

■ ولكنى أقصد الاحتياج الإنسانى والنفسى أيضاً..

- لا أحب أن أشرك أحداً فى شأن يضايقنى، رغم امتلاكى صداقات من داخل الوسط الفنى وخارجه، لأن ظروف الناس لم تعد تتحمل أن يضايقهم أحد بظروفه.

■ أيمكنكِ الذهاب إلى طبيب نفسى حال مرورك بأزمة معينة؟

- أتعامل مع الأطباء النفسيين منذ سنوات طويلة، وكلهم أصدقائى وأستشيرهم فى أمور عديدة.

■ أمور تخص أدوارك السينمائية التى قدمتِها فى أفلام «المرأة والساطور» و«الشريدة» مثلاً.. هل لها علاقة بحياتك الشخصية؟

- لم يكن ذهابى إليهم له علاقة بأدوار قدمتها، ولكن أغلب المشكلات كانت تتمثل فى تعرضى لضغوط من أمى بسبب الزواج أو مرورى بحالة عاطفية انتهت بالفشل، لأنها كانت تنعكس عليّ بالمعاناة والعذاب.

■ ألم تخشى من نظرة المجتمع إليك حال انتشار أخبار عن ذهابك لعيادة نفسية؟

- أتقصد أن يقولوا عنى مجنونة؟ على الإطلاق، فأنا لا أرتاح إلا فى الحديث مع الأطباء النفسيين.

■ هل قابلتِ حباً حقيقياً فى حياتك بما أنك مررت بتجارب عاطفية فاشلة حسبما أشرتِ؟

- نعم، ولكنه كان ينتهى بالفشل فى كل مرة، وكنت «بقع وأقوم من تانى»، وأغلب أسباب فشل تلك العلاقات هى رغبة الطرف الثانى فى تركى للفن، حيث كانت حياتى تتحول بعدها إلى معاناة شديدة.

■ هل حولت تلك المعاناة مشاعر الحب بداخلك إلى كراهية للطرف الآخر؟

- نعم، لأنى كنت أصطدم بالكذب دائماً منهم، ولكن مشاعر الحب والكره لهم لم تعد موجودة حالياً، وإذا مر أحدهم أمامى فلن أراه من الأساس.

■ ما الذى يخيف نبيلة عبيد حالياً؟

- أمور عديدة تخيفنى منها المرض الذى أخشاه بشدة، ولأنى أتألم عندما أرى إنساناً مريضاً، وينتابنى الخوف «إن ييجى اليوم عليّا ويحصل معايا كده».


مواضيع متعلقة