«أبوقير» معقل المهاجرين إلى أوروبا و«الأهالى»: «الصيد مابقاش يجيب همه»

كتب: أحمد ماجد

«أبوقير» معقل المهاجرين إلى أوروبا و«الأهالى»: «الصيد مابقاش يجيب همه»

«أبوقير» معقل المهاجرين إلى أوروبا و«الأهالى»: «الصيد مابقاش يجيب همه»

أسماء تتردّد واحداً تلو الآخر، لا حصر لها، من جميع الأعمار، الصغير والكبير، منهم المتزوج ومنهم العازب، والعامل المشترك بينهم أنهم صيادون من منطقة «أبوقير»، غرب الإسكندرية، هربوا من شباك الفقر وقلة العمل بين الأهل، بحثاً عن فرصة لحياة أفضل، غالبيتهم وجد فى إيطاليا ضالته المنشودة، ومنهم من قادتهم أمواج البحر المتوسط إلى فرنسا أو اليونان، ليتحول حلم الكثير منهم إلى كابوس، بعد أن وجدوا أنفسهم محبوسين فى سجون تلك الدول، بل إن بعضهم لقى حتفه خلف قضبان تلك السجون.

{long_qoute_1}

ففى كل شارع ومنزل من الشوارع والمنازل الضيقة بمنطقة «أبوقير»، يوجد شاب على الأقل هاجر تاركاً العمل فى مهنة الصيد، التى لم تعد تعطيهم الخير من الأسماك، بحثاً عن لقمة عيش، إما للزواج وإما لرفع مستوى معيشته ومعيشة أهله، أو لغير ذلك من الأسباب، إلا أنه يصطدم بسلطات وقوانين صارمة، وما يرى منها سوى السجن فى بلاد الغربة.

وخلال جولة فى شوارع أبوقير، رصدت «الوطن» علامات الأسى والحزن ترتسم على وجوه الكثير من أهالى المنطقة، خصوصاً النساء، يترقبن سماع أى خبر عن أبنائهن الذين هاجروا سعياً وراء «لقمة العيش». وقالت «فاطمة عبدالله»، إحدى الأهالى: «ابنى عنده 18 سنة، سافر علشان يكوّن نفسه، ويصرف عليا بعد ما أبوه مات، سافر وساب البحر اللى مابقاش قادر يعيش بفلوسه اللى مش بتيجى أصلاً، واتمسك واتحكم عليه بالسجن 7 سنوات، وماعرفش عنه حاجة من سنة، ماعرفش إذا كان عايش ولّا ميت». وتابعت «الحاجة فاطمة»، والدموع تملأ عينيها، قلقاً على مصير ابنها: «مش عايزين فلوس، عايزين بس نشوف إبراهيم ونطمن عليه».

أما «سنية إبراهيم»، التى ترفض التخلى عن ملابسها السوداء، بعد سفر ابنها، تاركاً زوجته وابنه الذى لم يرَه، فقالت: «محمود سافر بعد زواجه بشهر، علشان يصرف عليا وعلى مراته وابنه اللى ماشافهوش، ولا حتى سمع صوت عياطه». وتابعت بقولها: «أول ما راح إيطاليا مالحقش يعمل حاجة، واتقبض عليه، سافر من ورايا ومن ورا مراته، علشان عارف إننا هنرفض، ومش هنرضى يسافر ويبعد عننا، بس هو مسافر علشان مابقاش فيه صيد»، بينما قالت «علية فوزى»: «ابنى كان صياد، وسافر علشان الصيد مابقاش زى زمان، ومفيش سمك فى البحر، وماعرفش عنه أى حاجة بقالى سنة كاملة، وماعرفش مات ولّا لسه عايش». وتابعت «الحاجة علية» بقولها: «كل الشباب فى أبوقير سافروا وسابونا هنا، وكلهم محدش عارف عنهم حاجة، وهما بدل ما يصطادوا فى البحر كل يوم، البحر هو اللى اصطادهم».

«على فرج» والد أحد أبناء منطقة أبوقير المفقودين بعد سفره إلى أوروبا، قال: «ماعرفش عن ابنى أى حاجة، سافرت وراه بطريقة غير شرعية علشان أدور عليه فى إيطاليا، مالقيتلوش أى أثر، وتعبت من البحث ورجعت، وكمان صحابه اللى سافروا معاه مفيش حد عارف عنهم حاجة». وأكد «أشرف عبيد»، شيخ الصيادين بمنطقة أبوقير، لـ«الوطن»، أن «الرزق شحيح، ولم نُعلم أبناءنا غير مهنة الصيد، التى لم تعد تغنى ولا تسمن من جوع، فيضطر أبناؤنا إلى السفر فى رحلات هجرة غير شرعية إلى إيطاليا أو اليونان أو فرنسا، ثم لا نعلم عنهم شيئاً».


مواضيع متعلقة