بائعو سوق "السكري".. يشترون البضاعة بـ"السلف" والأسعار في الطالع

بائعو سوق "السكري".. يشترون البضاعة بـ"السلف" والأسعار في الطالع
لم يجدوا حلا للغلاء الذي طال بضاعتهم، والأسعار التي ترتفع كل يوم دون أن تقل، ضاقوا من خسارتهم الدائمة بسبب ضعف إقبال الزبائن على فروشهم، ورغم الأنباء عن استقرار بعض أسعار الخضار والفاكهة بالأسواق، إلا أن بائعي سوق السكري بالدقي، ما زالوا يشترون بضاعتهم من تجار الجملة بـ"السلف"، مقابل شيكات على بياض دون مكسب.
أمام عربته، وقف يتحسر على حاله، يمسك بيديه الطماطم وينادي بـ"3 جنيه القوطة الطرية، و4 الناشفة"، يتحسر على الحالة التي وصل إليها هو وأغلب بائعي السوق: "كنت في الأول بنزل سوق الجملة بـ2000 جنيه بجيب أصناف الدنيا والآخرة من الخضار، دلوقتي اللي ينزل بـ5 آلاف جنيه ولا بقوا يعملوا حاجة، ده حتى العربية اللي بتنقل البضاعة وكانت بتاخد 60 جنيه دلوقتي باقت بـ180 جنيه".
يزيد من معاناة الخضري الثلاثيني، أنه لجأ إلى شراء بضاعته بـ"الذمة" حسب وصفه: "البياعين اللي ملهاش مكان زيي، بيقفوا ببضاعتهم ما بين مثلاً سوق سليمان جوهر والسكري في الدقي، وبنشتري من أسواق الجملة بالسلف وبذمتنا، وبنمضي على شيكات، ومفيش أي استقرار في الأسعار زي ما الناس بتتكلم".
المعاناة نفسها يشعر بها أشرف أبو أحمد، أقدم بائع في سوق السكري، فالاستقرار الذي سمع عنه في الأسعار لم يطل بضاعته، ما دفعه للجوء إلى السلف من سوق جملة 6 أكتوبر حتى يقدر على الشراء، ويقول: "اللي جاي بقى على قد اللي رايح، ومبقاش في مكسب زي الأول، بقينا عايشين بالبركة ولأن ليا أنا وأخويا اسمنا في السوق بنقدر نشتري من الجملة بذمتنا، لأنهم عارفين أماكنا وبقالنا أكتر من 30 سنة في السوق"، يشعر الرجل الخمسيني بأسف على الحالة التي وصل إليها هو وأغلب بائعين السوق، بعد أن كانت فرشته لا تهدأ ولا تكف عن البيع: "كنت أول ما أفرش البضاعة مكنتش بشوفها من كتر الناس، دلوقتي وصل ثمن الجوافة 10 جنيه اللي كنت ببيعها بـ3 جنيه، والحاجة اللي بتزيد سعرها مبيقلش، وكل البياعين بقوا في هم السلف والخسارة واحد، في أي سوق وفي أي منطقة الكل في مشاكل بسبب أن مفيش رقابة على التجار".