بروفايل| محمد سيد طنطاوي.. الإمام الوديع

بروفايل| محمد سيد طنطاوي.. الإمام الوديع
- أصول الدين
- ارتداء الحجاب
- الأمم المتحدة
- الجماعات الاسلامية
- الرئيس الإسرائيلي
- الشئون الاسلامية
- القرآن الكريم
- القوات الأمريكية
- أبو
- أثار
- أصول الدين
- ارتداء الحجاب
- الأمم المتحدة
- الجماعات الاسلامية
- الرئيس الإسرائيلي
- الشئون الاسلامية
- القرآن الكريم
- القوات الأمريكية
- أبو
- أثار
ربما تكون قد شاهدته يلقى خطبة، فأسرك ببشاشته، أو استمعت لصوته الرخيم ينساب إلى أذنيك عبر الأثير أو على شاشة التلفاز في درس ديني، ليسلب منك إرادتك فتنصت رغمًا عنك مستمتعًا، أو لعلك قرأت أحد كتبه فملك عليك لُبك فلم تستطع أن تتركه حتى تنتهي من قراءته.. إنه إمام المعتدلين محمد سيد طنطاوي، الذي اختلف معه وعليه الكثيرون، واتفق معه أكثر، ليرد على الجميع بقدره في الأرض المقدسة منهيًا رحلته في "البقيع" إلى جوار الأطهار من صحابة رسول الله، ليخرس الجميع.
سبع سنوات مرت على رحيله، ظل خلالها في قلوب المصريين والأزهريين بوجهه البشوش وعمامته البيضاء وجلبابه الأزهري ولحيته الصغيرة البيضاء التي أضفت عليه مزيدًا من الهيبة والوقار، حتى وافته المنية في الأراضي المقدس في 10 مارس 2010 عن عمر يناهز 81 عامًا، قضاها في خدمة الأزهر، وكأنه آثر الرحيل قبل "الربيع".
مسيرة طويلة بدأها الشيخ في سوهاج الصعيد، حافظًا لكتاب الله، متدرجًا في تعليمه بمعهد الإسكندرية الدينى سنة 1944، وبعد انتهاء دراسته الثانوية التحق بكلية أصول الدين وتخرج فيها سنة 1958، ليصير إمامًا في وزارة الأوقاف، ويتدرج في المناصب حتى يصبح عميدًا لكلية أصول الدين في أسيوط عام 1976.
مع اقتراب حقبة الثمانينيات من نهايتها كان الإمام على موعد مع تبعة ثقيلة، ومهمة جديدة تولى فيها "طنطاوي" منصب المفتي، في 28 أكتوبر 1986، قرابة العشر سنوات، حتى ألقيت عليه تبعة أكبر ومهمة أصعب بوفاة الراحل جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر، ليكون على موعد مع خلافته على رأس المؤسسة الإسلامية الكبيرة، حتى وافته المنية خلال عودته من مطار الملك خالد الدولي بالسعودية، ليوارى جثمانه الثرى في "البقيع".
كثيرون هم من اختلفوا مع الشيخ، حين رأوا ما ظنوه هنّات الإمام في بعض مواقفه التي أثارت الرأي العام ضده، مثلما حدث حين صافح الرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز أثناء فعاليات مؤتمر "حوار الأديان" في نيويورك نوفمبر 2008، فثار ضده مَن ثار حتى وصل بهم الأمر إلى أن طالب نواب مجلس الشعب حينها بعزله من منصبه، أو مثلما حدث معه بعد موقفه من حظر ارتداء الحجاب في فرنسا.
"معتدلًا" كان الشيخ، لينًا كما يراه الجميع، ولكنهم لم يروه وهو يقيل العديد من قيادات المشيخة الذين خلطوا الدين بالسياسة، فلم يروه وهو يقيل رئيس لجنة الفتوى في الأزهر على أبو الحسن، بعدما أفتى بوجوب قتال القوات الأمريكية إذا دخلت العراق، ولم يروه وهو يوقف الشيخ نبوي العش رئيس لجنة الفتوى عن الإفتاء ويحيله للتحقيق؛ بعدما أفتى بعدم شرعية مجلس الحكم الانتقالي العراقي وحرم التعامل معه، بل لم يروه وهو يحارب أي جماعة تحاول اختطاف الأزهر وتحويله عن رسالته الدينية إلى مستنقع السياسة.
"مفكرًا" كان الرجل وعالمًا لا يختلف على علمه صاحب عقل وبصيرة، فله إسهامات عدة في الشؤون الإسلامية مثل "التفسير الوسيط للقرآن الكريم"، و"بنو إسرائيل في القرآن الكريم"، و"معاملات البنوك أحكامها الشرعية ".