مجلة الأزهر تنشر مقالاً لـ«عميد أصول الدين» منقولاً من مؤلفات «الغزالى»

مجلة الأزهر تنشر مقالاً لـ«عميد أصول الدين» منقولاً من مؤلفات «الغزالى»
- أصول الدين
- اختلاف الألوان
- الأمم المتحدة
- البيئة العرب
- الجنود المجهولون
- الدراسات العليا
- الدكتور أحمد الطيب
- الرسول صلى الله عليه وسلم
- أخيرة
- أدنى
- أصول الدين
- اختلاف الألوان
- الأمم المتحدة
- البيئة العرب
- الجنود المجهولون
- الدراسات العليا
- الدكتور أحمد الطيب
- الرسول صلى الله عليه وسلم
- أخيرة
- أدنى
نشرت مجلة الأزهر الرسمية، فى عددها الصادر بتاريخ نوفمبر الماضى، مقالاً من 5 صفحات، وأشارت إليه فى «غلافها»، لعميد كلية أصول الدين، تبين بمراجعته أنه منقول كاملاً من أول كلمة لآخرها من كتب للشيخ محمد الغزالى، دون أن يشير «الناقل» إلى منقوله إلا فى مواضع محدودة لا تتجاوز الـ10% من جملة المنقول. {left_qoute_1}
ففى مقاله بعنوان «من مقاصد الشريعة الإسلامية.. الإعلاء من قيمة المساواة والمحافظة عليها»، نقل الدكتور عبدالفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين، الذى رشحه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، العام الماضى، لرئاسة جامعة الأزهر، نصوصاً كاملة وصفحات عديدة من كتب الشيخ محمد الغزالى، ونسبها لنفسه، خصوصاً من كتابى «حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة»، و«هذا ديننا» لـ«الغزالى»، دون أن يشير إلى ذلك إلا فى مواضع قليلة لا تتجاوز بأى حال 10% من حجم المنقول، وهو المقال كله، الذى جاء على 5 صفحات فى المجلة.
انتهك «العوارى» فى مقاله، الأمانة العلمية والمنهجية التى تستوجب الإشارة إلى كل عبارة مقتبسة، وإلا كان الأجدى أن تنشر المجلة مباشرة من كتب «الغزالى»، التى نقل منها عميد أصول الدين مقاله من أول كلمة حتى آخرها، دون أن يكتب سطراً واحداً من بنات أفكاره، وقريحته، ودون بذل أدنى مجهود حتى ولو لإعادة صياغة المنقول بأسلوبه، وهو ما يتنافى مع الأمانة والمنهجية العملية، المفترض فيه أن يزرعها فى طلاب الدراسات العليا الذين يشرف عليهم، ويتحقق من توافرها.
ومن الصفحة الأولى للمقال المنشور، يبدأ الرجل النقل: «إن مبدأ المساواة الذى اعتنقه المسلمون، ومحا من أفهامهم وأقطارهم نظام الطبقات، نابع من عقيدة التوحيد ذاتها، وما انبنى على عقيدة التوحيد هذه من عبادات وتعاليم، فقد تعلم المسلمون من أصل دينهم أن الذى تعلو له الوجوه، وتسجد فى حضرته الأرواح والأجساد وتستجيب لندائه وحكمه الخاصة والعامة، هو قيوم السماوات والأرض وحده». ويكمل «العوارى» منقوله: «إن البشر قاطبة ينتظمهم سلك العبودية المطلقة لله وحده، ومن حاول التطاول فوق هذه العبودية السارية فى الأشخاص والأشياء وجب -نقلها العوارى يجب- قمعه حتى يستكين فى مكانته لا يعدوها (إن كُلُّ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِى الرَّحْمَنِ عَبْداً. لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَداً. وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً)، وخالق البشر زودهم بقوى مختلفة ومواهب شتى ليختبر كل امرئ منهم فيما آتاه، وليسأله يوم العرض ماذا عمل به؟ فليس صاحب السلطة فى هذه الدنيا رجلاً محظوظاً شاءت له الأقدار أن يتحكم، ولا صاحب الثروة رجلاً كذلك شاءت له الأقدار أن يتمتع، لا، فكلا الرجلين مختَبَر فى وضعه مُعَرَّض للنجاح والفشل كأى إنسان آخر مؤاخذ أو مثاب وفق استقامته أو عوجه، وعمله موضع الملاحظة الدقيقة من الله، ومن الناس، قال تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)». {left_qoute_2}
وتابع عميد كلية أصول الدين الذى يجلس على يمين «الطيب» فى جميع المحافل العلمية والبحثية داخل مصر وخارجها نقله: «ثم إن المسلم فى نظرته إلى الناس قويهم وضعيفهم وفى قلقه أو طمأنينته غير هيَّاب لجبار عنيد، أو مبالٍ بذى بأس شديد، وقد وثق من قول الله له: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ. وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِير)ُ».
ويُعد التدليس من المصطلحات المعروفة فى علم الحديث، حيث يجرى إخفاء بعض الأسماء من السند ليُعلى الراوى طبقته فى الرواية، وهو ما فعله عميد «أصول الدين»، فنقل من ذات الكتاب فقرات وصفحات دون أن ينسبها للمصدر. وعاد «العوارى» للنقل فى الصفحة الثانية للمقال: «وما عرفته البيئة العربية فى جاهليتها من إخلال بمبدأ المساواة عرفته الأمم الأخرى من روم وفرس وإن تنوعت أساليب التفرقة، ولما شرع الإسلام يهدى الحيارى، ويقود الناس إلى الصراط المستقيم لم تأخذه هوادة فى محق مآثر الجاهلية، ورد الاعتبار المفقود إلى جماهير الخلق على اختلاف الألوان والأوضاع، لقد كان عبادة بين الصامت، وهو من الصحابة الأجلاء أسود اللون، وكان رئيس الوفد الذى أرسله عمرو بن العاص لمفاوضة المقوقس عظيم القبط. فضاق به المقوقس لسواده وبسطة جسمه، وطلب من الوفد أن يتكلم غيره، فردوا عليه: إن هذا أفضلنا رأياً وعلماً، وهو سيدنا وخيرنا، وقد أمَّره الأمير علينا فلا نخالف أمره. فعجب المقوقس: كيف يكون الأسود أفضلهم! فردوا عليه بأن الألوان ليست ما تقاس به الرجال، وأن الإسلام لا يعرف فى تقويم البشر إلا الخلق والمواهب الفاضلة، ومما عرفته مجامع الجاهلية، ولا يزال معروفاً فى شتى المجتمعات، أن يكون الفقر منقصة لأصحابه، وأن تكون الطبقات الفقيرة محقورة الشأن مضيعة الفرص».
وتابع: «جاء عن النبى، أنه سأل جليساً له، وقد مر بهما رجل: ما رأيك فى هذا؟ فقال: هذا رجل من أشراف الناس، هذا والله حرى إن خطب أن يزوج، وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يسمع لقوله، فسكت رسول الله، ثم مر رجل آخر فقال الرسول: ما رأيك فى هذا؟ فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين. هذا والله حرى إن خطب ألا يزوج، وإن شفع ألا يشفع، وإن قال ألا يسمع لقوله، فقال رسول الله: (هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا).
وعن مصعب بن سعد بن أبى وقاص قال: رأى سعد أن له فضلاً على من دونه!. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم؟!
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ابغونى فى ضعفائكم، إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)، والضعفاء ليسوا هم العجزة والمرضى، وإنما هم سواد الشعب ممن لا تلمع أسماؤهم ولا تشتهر أشخاصهم وأعمالهم، فهم الجنود المجهولون فى أيام الحرب والسلم، ومعنى قول الرسول: ابغونى بينهم، أى لا تبحثوا عنى بين السادة والكبراء، ولكن ابحثوا عنى وسط هذه الجماهير، وقد تضطرب المجتمعات الإنسانية ويختل ميزانها وتنقسم إلى أشراف وسوقة أو سادة ورقيق، والإسلام طبعاً عدو لهذه القسمة الجائرة، وقد بلى فى مكة باختبار لموقفه من هذه الحال، وكان ذلك لأول عهده بالحياة ووطأة الهاجمين عليه من أصحاب الحول والطول».
وفى نهاية الفقرة السابقة، وعلى كلمة «الطول» وضع العوارى «الناقل» إشارة قائلاً: «يراجع حقوق الإنسان ص 23- 25»، ما يشير إلى أن الفقرة الأخيرة فقط هى المنقولة، فى حين أن كامل الفقرات السابقة منقولة كاملة من كتاب للغزالى.
واستمر عميد «أصول الدين» فى تدليسه ونقله لقرابة الصفحتين من الكتاب فى 10 فقرات، ولم يذكر المصدر إلا فى الفقرة الأخيرة، ليستمر إيهامه للقارئ بأنه صاحب النص والأخيرة فقط للإمام الغزالى.
النص الأصل فى كتاب الغزالى
النص المسروق فى مجلة الأزهر