خبراء «اجتماع وأمن»: المتعاطفون يشجعون الكسالى على تفشى التسول

كتب: سلمان إسماعيل

خبراء «اجتماع وأمن»: المتعاطفون يشجعون الكسالى على تفشى التسول

خبراء «اجتماع وأمن»: المتعاطفون يشجعون الكسالى على تفشى التسول

كشف خبراء علم اجتماع وطب نفسى وأمن عن جوانب متعددة لظاهرة التسول، ونفسية المتسولين، والدوافع التى قد تضطر أو تدفع بشخص لانتهاج سلوك التسول الذى تحول إلى ظاهرة يعانى منها المجتمع، فضلاً عن تشديد الخبراء على ضرورة مكافحة ظاهرة التسول التى تضخمت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وتصدى الشرطة لها بالتوازى مع مكافحة الإرهاب واستعادة الأمن.

وقالت الدكتورة إيمان عباس، أستاذ علم الاجتماع بجامعة أسيوط، إن «التسول طريقة لا يمكن أن يلجأ إليها إلا حالات معينة وفى ظروف خاصة، مثل رجل مُسن فقد الأهل ولا يوجد من يعوله ومضطر لفعل ذلك، أما المشكلة التى يعيشها المجتمع الآن فهى أن بعض الناس تلجأ للتسول كطريق سهل لجمع المال، فنرى سيدة مثلاً تجلس وفى حجرها طفل وتبدأ أسطوانة من البكاء والنواح حتى تلاقى ردود فعل متعاطفة والغرض الأساسى لها هو جمع المال بطريقة سهلة». وأضافت «عباس» أن المتعاطفين مع المتسولين هم سبب تفشى الظاهر، لتشجيعهم المستمر للمتسولين، والمجتمع بمساعدته لهؤلاء يخلق فئة كبيرة من الكسالى.

{long_qoute_1}

ويقول كريم درويش، إخصائى الطب النفسى والإدمان: «أمران قد يدفعان شخصاً ما للتسول، إما أن يكون مريضاً، لكن هذا النوع ليس الأكثر شيوعاً، أو شخصاً يكون قادراً على العمل والكسب لكنه يفضل التسول من الناس لسهولته»، وأضاف أن آفة التسول لدى المريض تتفاقم ويجب أن يتلقى علاجاً نفسياً سليماً، حال أقلع عن التسول بعد مروره بمرحلة «الإدمان»، أما المتسول المتساهل الذى يجنح للتسول لسهولته، إذا استيقظ ضميره وانتبه لخطورة ما يفعل، وأقلع عنه سيمكنه العمل والانضباط. وتابع «درويش» أن «التسول أصبح مصدر مشكلة كبرى فى المجتمع بعدما تحول إلى منظومة لها رؤساء وتُدفع فيها رواتب للمتسولين، وهذا يفسر عدم موافقتهم على العمل لأنهم يعملون، ولهم رئيس يشبه البلطجى الكبير يأخذ منهم الحصيلة ويصرف لهم مرتبات، على طريقة فيلم «المتسولون».

وقال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمنى والاستراتيجى، إن تزايد أعداد المتسولين فى المجتمع المصرى يعد من توابع زلزال 25 يناير، وهناك انفلات أخلاقى وأمنى، فى الوقت الذى تنشغل فيه وزارة الداخلية بمحاربة الإرهاب وملاحقة مصنعى العبوات الناسفة والمواد المتفجرة، وهو ما أدى إلى تراجع مسألة مطاردة المتسولين. وأضاف «نور الدين» أن المتسولين يستغلون مواسم معينة مثل أيام الامتحانات والأعياد والمناسبات الدينية، وأماكن المطاعم والمستشفيات لجمع المال، وشدد على ضرورة وضع استراتيجية جديدة لمكافحة ظاهرة التسول التى تضخمت بشكل كبير خلال السنوات الماضية. وأكد «نور الدين» أن الشرطة الآن تعافت ويجب أن تعمل بالتوازى مع مكافحة الإرهاب على التصدى للتسول والمتسولين.

 


مواضيع متعلقة