بالفيديو| "الإمام والمنجم وكبير بلدته".. لقب "الشيخ الحكيم" يليق بـ"حمدي غيث"

بالفيديو| "الإمام والمنجم وكبير بلدته".. لقب "الشيخ الحكيم" يليق بـ"حمدي غيث"
- إلى بيت المقدس
- الأمة الإسلامية
- الجزء الأول
- الدراما التليفزيونية
- السيرة الهلالية
- الشاشة الصغيرة
- الملك ريتشارد
- بيت المال
- أحداث
- أداء
- إلى بيت المقدس
- الأمة الإسلامية
- الجزء الأول
- الدراما التليفزيونية
- السيرة الهلالية
- الشاشة الصغيرة
- الملك ريتشارد
- بيت المال
- أحداث
- أداء
ملامحه الطيبة والتجاعيد التي ارتسمت على وجهه أبصرت كل ناظر أليه بأنه أمام جد من الأقدمين يجمع أحفاده حوله ليلقنهم دروسا يطبقونها في حياتهم، أو حكيم يحل العقد أو يحكم بالعدل بين القوي والضعيف في بلدته، أو إمام لا يخشى في الحق لومة لائم ويهابه السلطان قبل الرعية، لتجتمع صفات حميدة ينتظرها مشاهدو الدراما التليفزيونية، كل عام، حينما يطل عليهم "حمدي غيث" عبر الشاشة الصغيرة.
الفصل الأبرز في قصة "حمدي غيث" مع الحكمة كان دوره التاريخي الذي ارتدى فيه ثوب الإمام "العز بن عبدالسلام" في مسلسل "الفرسان"، فهو الشيخ الذي يتجمع حوله المصريون من كل مكان ليبصرهم بأمور دينهم في كل خطبة للجمعة، وهو العادل الذي يقف في وجه السلطان "نجم الدين أيوب" ويجبره على دفع آلاف الدراهم لبيت المال إذا ما أراد تحويل المماليك إلى أمراء، وهو الحكيم الذي يضع الحق أمام عين "سيف الدين قطز" حينما يطالبه بأخذ أموال الأمراء لتجهيز الجيش قبل الاستعداد لحرب "التتار" التي اعتبرها التاريخ أحد أعظم معارك الأمة الإسلامية، لتظهر براعة الممثل السبعيني في تجسيد تلك المواقف رغم اختلاف أدائه فيها.
دور "الكبير"، الذي يمتثل الجميع أمره في إحدى قرى الصعيد، جسده "حمدي غيث" على أكمل وجه في مسلسل "امرأة من زمن الحب"، فهو الرشيد الذي تلجأ إليه "وفية" عندما تشعر بحيرة شديدة تنتابها إزاء الفصل في نزاع مالي بين شقيقها ونسيبه، فتجد الحل عند ذلك العم الكبير الذي يرشدها على الصواب، ثم تذهب إليه، مرة أخرى، حينما تنتوي السفر إلى باريس لنجدة حفيدها من أيدي الإسرائيليين، فيتعالى صوته بقوة: "سيري يا بنيتي.. العين بالعين والسن بالسن".
شكل جديد للحكمة يضعه "غيث"، الراحل في 7 مارس عام 2006، من خلال ذلك المنجم الكفيف "بوعزة" الذي تدور حوله كثير من أحداث الجزء الأول من مسلسل "السيرة الهلالية"، حينما يتنبأ لـ"سلامة الهلالي" أن يكون له مكانة كبيرة بين قومه، ويكون الخلاص من جبروت "الزناتي خليفة" على يديه، فيما تبدو عبقرية "الشيخ الحكيم" جلية حينما تتحول شخصية "بوعزة" لمجرد روح طيبة تشد من أزر "الهلالي" وتنذره بتوخي الحذر قبل أهوال سوف يقدم عليها.
جانب آخر من الرواية تكشف عنه علاقة الأخوين "غيث"، فالشقيق الأصغر، عبد الله، عشق التمثيل حينما شاهد روعة أداء أخيه الأكبر، حمدي، قبل أن يتيح لهما القدر مباراة في التمثيل تحمل عنوان "ذئاب الجبل"، يرتدي فيها "عبد الله غيث" ثوب "علوان"، ذلك الطاغية الذي يأكل الأخضر واليابس ويقتل البريء ويهين الضعيف، فيما يقنع "حمدي غيث" بشخص "الشيخ بدّار" الذي يملك القلوب بطيبته ويقنع العقول بحكمته.
حينما يقرر المخرج يوسف شاهين إلباس "حمدي غيث" ثوب الملك الجبار الذي يهتز العالم كله لضربة سيفه، من خلال دوره في فيلم "الناصر صلاح الدين"، فلا يمكن أن يخلو ذلك الدور من الحكمة أيضا، فها هو الملك ريتشارد قلب الأسد، الذي أتى لبلاد الإسلام غازيا معتديا بالأمس، يذهب إلى السلطان صلاح الدين اليوم ليبلغه بقبوله الاستجابة لطلب الصلح مع المسلمين حقنا للدماء، ويبادره في كبرياء: "ماذا يريد السلطان المنتصر من الملك المهزوم"، قبل أن يختتم مشاهد الفيلم بوعد يقدمه بالحج إلى بيت المقدس كل عام إمعانا في وأد الحرب بين المسلمين والصليبيين.