مصادر مطلعة: «الاتفاق» لم يلبِّ طموحات الشعب الليبى.. و«إعلان القاهرة» يحظى بتأييد كل الأطراف

كتب: مروة عبدالله

مصادر مطلعة: «الاتفاق» لم يلبِّ طموحات الشعب الليبى.. و«إعلان القاهرة» يحظى بتأييد كل الأطراف

مصادر مطلعة: «الاتفاق» لم يلبِّ طموحات الشعب الليبى.. و«إعلان القاهرة» يحظى بتأييد كل الأطراف

قالت مصادر مطلعة على الشأن الليبى لـ«الوطن» إن «إعلان القاهرة» الذى خرج فى شهر فبراير الماضى، الذى شمل 4 بنود لحل الأزمة الليبية، جاء بعد عدم قدرة «اتفاق الصخيرات» على تلبية طموحات الشعب الليبى، مؤكداً أن الجهود المصرية التى تتم للتقريب بين الأطراف الليبية تحظى بدعم عربى ودولى كبير.

وأضافت المصادر أن مصر تعمل فى هذا الملف منذ ما يزيد على عامين، وأن الجهود الحالية المبذولة تهدف إلى الخروج من تلك الأزمة، وفقاً لتوصيات وتوافق ليبى خالص دون تدخل من الجانب المصرى على الإطلاق.

{long_qoute_1}

وأضافت المصادر أن اللجنة المصرية تم تشكيلها منذ عامين، وتضم ممثلين من «القوات المسلحة - المخابرات العامة - الخارجية - الأمن الوطنى» بالإضافة إلى عدد من المؤسسات المصرية الأخرى، وتخرج البيانات بالتوافق مع الأطراف الليبية.

كما أوضحت المصادر أن البنود التى أعلنت فى «إعلان القاهرة» فى 12 و13 فبراير حظيت بتأييد كبير من مختلف الأطراف الليبية، وهذا يعد فى حد ذاته نجاحاً كبيراً لتلك الجهود المستمرة، التى دعمها حضور 60 شخصية ليبية فى القاهرة، وكانت نتائج نجاح ذلك كبيرة لجهود الدولة المصرية.

وعن كواليس الاتفاقات، قال المصدر: «تم عقد 15 لقاء بين الأطراف الليبية منذ أن ظهرت اللجنة المصرية المعنية بليبيا للنور والإعلان عنها».

كما فسرت المصادر أن التعاون المصرى مع الجانب الشرقى من ليبيا الذى يتحكم فيه المشير خليفة حفتر، كان بهدف تأمين الحدود المتاخمة التى تبلغ 1200 كيلو، بالإضافة إلى تأمين معبر السلوم فى دخول الشاحنات والأفراد والبضائع بين الجانبين، فضلاً عن دخول العديد من سيارات الإسعاف التى تحمل الحالات الطارئة للعلاج فى المستشفيات المصرية.

ولفتت المصادر إلى أن بعض الدول عملت على إفساد بيان القاهرة بعد خروجه، وحاولت تلك الدول التى تعمل على تدعيم الميليشيات والترويج لفكرة أن مصر تساند طرفاً على حساب طرف فى الأزمة الليبية ما يفقد إمكانية الوصول إلى حل سياسى، وشددت المصادر أن هذا الأمر غير صحيح بالمرة، فالتعاون مع الجانب الغربى من ليبيا الذى يرأسه «فايز السراج» لا يقل أهمية عن التعاون مع المشير خليفة حفتر، خاصة فى الفترة الماضية.

ويرى الدكتور زياد عقل، خبير الملف الليبى بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية أن هناك دولاً مهمة ومؤسسات عالمية ودولية كانت تتابع وجود «حفتر - السراج - العقلانى» فى مصر، والجميع توقع أن تفشل مصر بالخروج بتوافق على بنود، لكن ما حدث كان أمراً غير متوقع ويعد نجاحاً لمصر فى الخروج بتوافق حول «إعلان القاهرة» رغم أن البعض خرج ليقول إن مصر لم توفق فى جمع الأطراف الثلاثة على مائدة واحدة، ولكن المفاوضات تمت مع كل طرف على حدة، موضحاً أن مصر لم تضغط على أى طرف، ولم تستخدم أوراقاً للضغوط إلا أن المصلحة الليبية هى الأهم، ويجب أن تعلو أى اتجاهات أخرى لإنقاذ الوضع داخل ليبيا من أجل الحفاظ على وحدتها وتماسكها والوقوف أمام مخطط تقسيمها.

وأضاف «عقل» أن المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبى هو المسيطر الفعلى على أرض الواقع فى جزء كبير من الأراضى الليبية، وأصبح موقف فايز السراج فى موقف ضعيف حالياً، وبدأت شعبيته فى تراجع، خاصة بعد عدم قدرة المجلس الرئاسى أن يكون عند طموحات وآمال الشعب الليبى وتطلعاته.

وأضاف «عقل»: إن مصر لديها رؤية تقوم على أن حماية الوحدة الوطنية الليبية هى جزء من أمنها القومى، خاصة أن ليبيا تشاركنا الحدود الغربية والسعى وراء وحدة الصف الليبى بناء على رؤى ليبية دون تدخل أطراف خارجية أو مصلحة هى فرصة، موضحاً أن هناك العديد من المبادرات التى حاولت التدخل فى الملف الليبى وكانت وراءها مصلحة أو غرض، فيما تعد الرؤية المصرية مختلفة، لأنها تسعى للتقارب ليس وفقاً لتوصيات أو إملاءات، ولكن بتوافق حر يشمل كل الأطراف الليبية دون تدخل منها، مضيفاً أن هناك عدداً من الجهات الفاعلة فى هذا الملف، وأن ليبيا الآن أصبحت لا مجال لديها لعدم التوافق، خاصة بعد الوضع الاقتصادى الحرج الذى تشهده حالياً من تراجع الإنتاج النفطى الليبى، الذى جعلها فى حرج. فضلاً عن تماسك أجزاء الدولة وفرض سيطرة الجيش الليبى، حتى إنه أصدر بياناً يحذر فيه عناصر البنيان المرصوص من التقدم، لأن الجيش الليبى بقيادة حفتر سوف يدخل إلى سرت، لتحرير الهلال النفطى الليبى.

وعن موقف الدول الأجنبية، أشار «عقل» إلى أن الموقف الأمريكى تجاه ليبيا فى ظل قيادة ترامب لم تتم صياغته بشكل واضح حتى الآن سواء تجاه الملف الليبى أو دول شمال أفريقيا بشكل عام.


مواضيع متعلقة