أسامة الأزهري.. "الشيخ المُربّي"

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسى

أسامة الأزهري.. "الشيخ المُربّي"

أسامة الأزهري.. "الشيخ المُربّي"

بمجرد انتهاءه من أداء خطبة صلاة الجمعة ونزوله من على المنبر ليجلس على مقعده، يهرول إليه الأطفال للسلام عليه، يعانقونه ويلتفون حوله من أجل درس الأسبوع، وجوه تحمل الأناقة والبراءة، فهم يحظون بمكانة كبيرة لديه، ويتفحص الوجوه مبتدئ الحديث بالسؤال عمن غاب منهم، ثم تتابع الوجوه صامتة لكلامه وسط ابتسامات هادئة، رغم تحمله عدة ملفات مهمة، لكنه لم ينسى الصغار فانخرطوا في حياته، يحرص على لقاءهم أسبوعياً بمسجد المشير طنطاوي بعد انتهاء صلاة الجمعة، في جو مليء بالحب، له قدرة غير عادية في جذبهم، يداعبهم في جو مليء بالمرح، ويعمل على تلقينهم بالمعلومات الدينية والمفاجآت الأسبوعية من الكتب التي تشجعهم على القراءة وفقًا لطبيعة مراحلهم العمرية المختلفة.

الدكتور أسامة الأزهري مستشار الرئيس للشئون الدينية اعتبره العديد من المفكرين مربّي الأجيال، جرأته في مواجهة كل التنظيمات المتطرفة جعلت المؤسسات الإسلامية العالمية تحرص على نشر كتبه، فقضية الإرهاب هي الأخطر التي تقلق العالم، يرى أن تيارات الفكر المتطرف تزيد عن 25 تيار، تدور أفكارهم حول 40 فكرة تقريبًا، من ضمنها فكرة الحاكمية والتكفير والجاهلية والفرقة الناجية وفكرة الولاء والبراء والجهاد والتمكين والخلافة والوعد الإلهي.

"الأزهري" الممتدة جذوره إلى الصعيد رفع دائما راية إعمار العقل، والإبداع العلمي، في مواجهة التطرف بكافة صوره، وكشف مخططات التيارات الإرهابية المسيطرة على عقول الشباب والبسطاء، وتوضيح النسخة المزيفة للإسلام أمام العالم وتقديم النسخة الأصلية بأدواته العلمية، وذلك من خلال خطبه ودروسه، إضافة إلى عقده العديد من اللقاءات الدينية والفكرية في مختف مؤسسات الدولة علاوة على إطلالته الأسبوعية في برنامجه "رؤى" على فضائية دي ام سي.

التأهيل العلمي لـ "الأزهري" وإلمامه بالعلوم الشرعية والثقافية والتاريخية وغيرها، إضافة إلى تواضعه وأخلاقه أنتجت له قاعدة شعبية كبيرة في مختلف الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية، فاتسم بطريقة تفكير منفردة في تناوله لقضايا التطرف بمنظور علمي اختلفت عن غيره من العلماء.تلك الأعمال جعلت "جان بيار" مدير مؤسسة الإسلام في فرنسا يطالب خلال لقاءه مع الإعلامي أسامة كمال بطبع ونشر كتاب" الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين" لـ"الأزهري " في فرنسا، معتبرًا أن الكتاب يمثل منارةً للإسلام، ونستفيد من جهوده في مواجهة الفكر الإرهابي، خاصة وأن تراجم الكتاب وصلت إلى 13 لغة أجنبية مختلفة، حصر فيها مقولات الجماعات المتطرفة وضبطها ثم واجهها بالحجة والبراهين.


مواضيع متعلقة