فريق ترامب.. والبحث عن خطة لهزيمة «داعش»
- أسلحة ثقيلة
- أكثر أمانا
- إدارة أوباما
- إطلاق النار
- اتفاق سلام
- الإدارة الأمريكية
- الجيش الأمريكى
- الجيش السورى الحر
- الحرب الأهلية
- آليات
- أسلحة ثقيلة
- أكثر أمانا
- إدارة أوباما
- إطلاق النار
- اتفاق سلام
- الإدارة الأمريكية
- الجيش الأمريكى
- الجيش السورى الحر
- الحرب الأهلية
- آليات
«معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» أحد أبرز مراكز التفكير المرموقة بالولايات المتحدة، حيث يعد الساحة الخلفية لصناعة وطبخ الأفكار السياسية للعديد من مراكز صنع القرار بالإدارات الأمريكية، هذا بالنظر إلى العديد من رجال الظل والمسئولين السابقين الذين يقومون بتحرير العديد من القراءات وتحليل السياسات، فضلاً عن صياغة تقديرات موقف وروشتات بعينها لقضايا عديدة وضعت منطقة الشرق الأوسط على رأس قائمة الاهتمام فيها. نشر المعهد مؤخراً بتاريخ الأول من مارس الحالى ورقة تحليل سياسات بتوقيع ثنائى متميز بالمعهد هما «جيمس جيفرى، وسونر جاغايتاى»، الورقة بعنوان (ترامب بحاجة إلى خطة سياسية عسكرية للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية)، وبها أكثر من نقطة تحتاج الاهتمام والالتفات، حيث تعطى صورة هى الأقرب لواقع ما يدور اليوم بمطبخ صناعة القرار داخل الإدارة الأمريكية الجديدة.
فى صدر الورقة يضع الكاتبان ما يشبه تقييماً لأوزان اللاعبين على مسرح عمليات «مجابهة التنظيم المسلح»، حيث يذكر: أنه فى 28 يناير، وقع الرئيس ترامب أمراً للجيش الأمريكى يقضى بمراجعة الحملة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، ووضع خطة حاسمة لهزيمته فى غضون 30 يوماً، ونظراً للتهديدات التى يطرحها التنظيم على الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها، فإننا نعتبر أن هذه هى المقاربة الصحيحة، غير أن تدمير «دولة» تنظيم داعش فى العراق وسوريا فى سياق الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا، والسعى الإيرانى للهيمنة الإقليمية، وعودة روسيا إلى الساحة الدولية سيشكل أحداثاً مثيرة لم يشهد الشرق الأوسط مثيلاً لها منذ زيادة عدد القوات الأمريكية فى العراق عام 2007. وسترسم القرارات التى تتخذها واشنطن حالياً معالم المنطقة لعقود من الزمن، وحالما يتم تحرير الموصل فى شمال العراق من قبضة التنظيم خلال الأشهر المقبلة، سيكون من الممكن تحقيق انتصار ضد تنظيم داعش كـ«دولة» هذا العام بواسطة قوات عسكرية منظمة، مع سقوط معقل التنظيم الأخير فى الرقة بسوريا، لكن ليس هناك ما يضمن أن الشرق الأوسط سوف يكون أكثر أماناً بعد ذلك.
بعدها تذكر الورقة تحليلاً لبعض السياسات الأمريكية بداخل تفاصيل هذا الصراع لتذكر: وبالتالى، فمن وجهة نظر عسكرية وسياسية على الولايات المتحدة أن تختار الاستراتيجية التى ستعتمدها ضد تنظيم «داعش»، لتعزيز سيناريو «اليوم التالى» الذى يبقى الولايات المتحدة فى المنطقة، ويحافظ على العلاقات الحديثة (السورية الكردية) والقديمة (التركية والعراقية) معها، ويحتوى إيران، ويدير الوجود الروسى فى المنطقة، حيث عولت استراتيجية إدارة أوباما لهزيمة التنظيم فى الرقة، على «قوات سوريا الديمقراطية» المؤلفة من ميليشيا سورية - كردية تعرف باسم «وحدات حماية الشعب»، ومجموعة صغيرة بل متنامية من العرب السنة تضم أكثر من 25٫000 مقاتل من قوات كردية وعربية غير نظامية، ومن المرجح إلى حد كبير أن يتمثل رد الجيش الأمريكى على الأمر الذى وقعه الرئيس ترامب بمواصلة اعتماد هذه السياسة، القائمة على دعم «قوات سوريا الديمقراطية» ولكن باستخدام أسلحة ثقيلة وآليات مدرعة، والمزيد من «عوامل التمكين» للجيش الأمريكى من أجل تحرير الرقة بشكل سريع.
خلصت الورقة فى النهاية إلى توصية، شبه مكتملة، تفيد: ربما تكون هذه أفضل خطة عسكرية، إلا أنه يجب تسليط الضوء على العيوب السياسية التى تشوبها، المشكلة الأكبر فى هذه الاستراتيجية هى تركيا، فأنقرة محقة فى رؤيتها لـ«وحدات حماية الشعب» كفرع من «حزب العمال الكردستانى» الذى تخوض معه تركيا صراعاً داخلياً منذ عقود، وتعتقد أنهما يسعيان إلى السيطرة على كامل حدود تركيا الجنوبية مع سوريا، وقد يكون رد فعلها عنيفاً إذا زادت الولايات المتحدة تعاونها مع «وحدات حماية الشعب»، وكما حصل فى السابق، بإمكان الأتراك أن يصعبوا استخدام الولايات المتحدة لـ«قاعدة إنجرليك الجوية» فى جنوب تركيا وغيرها من الأصول العسكرية، وبالتالى قد تجد واشنطن نفسها مجبرة على دعم العمليات الإقليمية من دون هذه القدرات، وعوضاً عن ذلك، اقترحت تركيا أن تقوم قواتها الخاصة شمالى سوريا وحليفها «الجيش السورى الحر»، الذى يتألف من قوات عربية سورية محلية، بشن الهجوم على الرقة، يمكن الوقوف ضد هذا لكن إجمالاً يعتبر أى تصادم كبير مع تركيا خطوة غير حكيمة، فإثارة غضب تركيا إزاء الولايات المتحدة لتجاهلها مخاوف أنقرة الأمنية الوجودية، قد يؤدى إلى تبنى تركيا قضايا مشتركة مع روسيا وإيران، مما يقوض المبادرة الإقليمية الأخرى لإدارة ترامب، وهى: الحد من سياسات إيران التوسعية فى الدول العربية.
لذلك بالنظر إلى سجل أردوغان الحافل بإساءة معاملة أعدائه، ثم التوصل لاتفاق سلام معهم، ربما يكون هو الأقرب حالما يضمن رئاسة يتمتع فيها بصلاحيات تنفيذية، هنا إذا انتظرت الولايات المتحدة إلى ما بعد الاستفتاء التركى، ستكون أمامها فرصة أفضل بكثير للتقدم باتجاه تحرير «الرقة» بالتعاون مع الأكراد وبدعم عسكرى من تركيا و«الجيش السورى الحر»، بدلاً من سيناريو تكون فيه تركيا مهمشة خلال عملية استعادة «الرقة» ولا تدعم السياسة الإقليمية الأمريكية الأوسع نطاقاً، فقيام تحالف سياسى عسكرى من هذا القبيل، قد يحبط أيضاً الفكرة السيئة المتمثلة بـ«التعاقد من الباطن» مع الروس والإيرانيين والرئيس السورى بشار الأسد، لتولى الجزء الأكبر من المعركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، ويمنح الولايات المتحدة حلفاء أقوى لمواجهة التحديات التى يطرحها سيناريو «اليوم التالى»: أى الحفاظ على وقف إطلاق النار فى سوريا المتفق عليه فى الأستانة، وكبح جماح نزعة المغامرة الإيرانية فى سوريا والعراق ودول أخرى، وإدارة عودة روسيا إلى المنطقة.