«السنبلاوين» أول مدينة تستعين بـ«التكاتك» للتخلص من الحناطير

كتب: صالح رمضان

«السنبلاوين» أول مدينة تستعين بـ«التكاتك» للتخلص من الحناطير

«السنبلاوين» أول مدينة تستعين بـ«التكاتك» للتخلص من الحناطير

بدأت مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية فى 1998 فى البحث عن استخدام وسيلة أخرى للنقل الداخلى داخل المدينة بدلاً من الحنطور الذى يجره حصان، لأنها كانت وسيلة ملوثة للبيئة وغير حضارية لوجود عدد كبير منها بالمدينة وهو ما جعل شوارعها تمتلئ بروث الحيوانات.

«فى ذلك التوقيت أتى لنا بعض الشباب الخريجين تقدموا بطلب لمجلس محلى مدينة السنبلاوين لعمل مشروع لنقل المواطنين بوسيلة مختلفة وتحافظ على البيئة التى كانت هى أهم مشاكلنا فى ذلك الوقت وجاءوا ومعهم صور لمركبات التوك توك (الطفطف)»، هكذا تحدث الخضر بصل، عضو مجلس محلى سابق، وأضاف: بالفعل وافق مجلس محلى المدينة على المشروع لكونه مشروعاً حضارياً وغير ملوث للبيئة واشترطنا على مقدمى المشروع أن قائد التوك توك يكون من الخريجين واتفقنا على تعريفة الركوب بجنيه واحد لكل مشوار.

{long_qoute_1}

وتابع «بصل»: تمت الموافقة عليه من قبَل مجلس محلى المدينة برئاسة عزت سعفان، رئيس مجلس محلى المركز، ورئيس مركز ومدينة السنبلاوين، وتم رفع الأمر لمجلس محلى محافظة الدقهلية ووافق على هذا المشروع بمباركة محافظ الدقهلية فى هذا الوقت. وأشار إلى أنهم بدأوا شراء 5 مركبات توك توك لكل سائق من شباب الخريجين وظهرت التكاتك بالشارع السنبلاوينى للمرة الأولى إلا أننا فوجئنا بأصحاب الحناطير يتصدون ويمنعون تلك المركبات من العمل خشية من عدم عمل الحناطير الخاصة بهم، فطلبنا من مأمور مركز الشرطة، ورئيس المباحث، تشغيل التكاتك بالمدينة لتكون بديلاً عن «الحناطير» الوسيلة الملوثة للبيئة، فتم إحضار البعض من أصحاب الحناطير واتفقنا معهم على عدم المساس بالمشروع الجديد، ومن يريد منهم تطوير نفسه يأتى بتوك توك بدلاً من الحنطور ويقوم بتشغيله.

ويتذكر ما حدث فقال: الشباب بدأوا العمل على تلك التكاتك وبدأت أعدادها تزيد يوماً بعد يوم وبدأت الحناطير تنقرض من السنبلاوين، وكانت بداية جميلة ووسيلة أنيقة ومن يقودها فى ذلك التوقيت من الشباب الخريجين، حتى وجدنا أن عدد تلك المركبات أصبح عدداً كبيراً مما جعلنا نفكر مع المجلس المحلى ورئيس المركز ومحافظ الدقهلية أن ننظم تشغيل تلك المركبات، وأعلنا أن كل صاحب مركبة يتوجه لرئاسة مجلس المدينة إدارة النقل البطىء (التى كانت تعطى ترخيصاً لتشغيل الحناطير والعربات الكارو التى كانت تعمل بالمدينة) لعمل ملف لكل توك توك وتقديم أوراقه وعمل ملفات لهم وإعطاء لكل مركبة رقم على لوحة صاج ومدون عليها مدينة السنبلاوين وبالفعل تم عمل لوحات لكل مركبة لتمييز المركبات عن بعضها لكونها «شبه وشكل واحد».

وأوضح أنه لما ذاع صيت تلك المركبات «الطفاطف» فى كافة مراكز محافظة الدقهلية ومنها إلى المحافظات المجاورة حتى وصلت لجميع محافظات مصر، أصبحت أمراً واقعاً وبدأت أعدادها تزيد بطريقة كبيرة، الأمر الذى أدى بالمسئولين فى الدولة إلى إصدار قانون بترخيص تلك المركبات «التوك توك» عن طريق وحدات المرور بوزارة الداخلية وبدأت التكاتك تعمل بالسنبلاوين والجمهورية كلها، وهى وسيلة حضارية بالفعل، حتى أتت ثورة يناير 2011 وحدث انفلات أمنى فأصبحت التكاتك تخرج من مسارها الطبيعى من حيث أنها كان محظوراً تشغيلها على الطرق السريعة وكذلك عدم تشغيلها فى عواصم المحافظات والقاهرة وبدأت تنتشر فى كافة الأماكن للقصور الأمنى فى توقيت الثورة.

وقال محمود أبوطالب، رئيس مركز ومدينة السنبلاوين، لدينا حالياً فى المدينة فقط نحو 9 آلاف توك توك، وأكثر من 10 آلاف توك توك فى قرى السنبلاوين، والمرخص منها نحو 1500 فقط منذ أن بدأنا فى الترخيص. وأشار إلى أن ارتفاع رسوم الترخيص هى السبب الرئيسى فى عدم إقبال المواطنين على الترخيص لأن صاحب التوك توك مطالب بسداد 400 جنيه عن كل عام من سنة التصنيع، بالإضافة إلى الرسوم الأخرى، مطالباً بتخفيض تلك الرسوم، حتى يتم إحكام الرقابة وترخيص جميع المركبات. وأشار إلى أن الترخيص فى الوقت الحالى لا توجد له أى ميزة مع صاحب التوك توك إلا بعد تطبيق الكارت الذكى لشراء البنزين، وهذا غير مطبق فى الوقت الحالى. وقال محمود حسن، سائق توك توك، على الدولة أن تنظر لنا نظرة رحمة، فأنا تعلمت ولم أجد وظيفة، ولم أسافر خارج مصر، وبعت ذهب زوجتى حتى أشترى التوك توك لأوفر مصاريف البيت، ومع ذلك الحكومة تضغط علينا، كأننا أصحاب استثمارات كبيرة، بالإضافة إلى تحديد أجرة الركوب، والمواطن يدفع أجرة شبه موحدة.


مواضيع متعلقة