مصطفى العبادي.. "عراب" مكتبة الإسكندرية الراحل في صمت
مصطفى العبادي.. "عراب" مكتبة الإسكندرية الراحل في صمت
في هدوء تام مثل شخصيته التي امتاز بها طوال حياته، رحل عن عالمنا أستاذ الآثار المصري مصطفى العبادي، بعدما أبحر على مدار ما يقرب من 66 عامًا في بحور الحضارة اليونانية والرومانية.
خبراته الكبيرة في هذا المجال جعلت كلمته مسموعة عن أصحاب القرار في الدولة، حينما طالب بضرورة إحياء مكتبة الإسكندرية، كما هيأ الرأي العام العالمي لهذه الفكرة.
الدكتور مصطفى العبادي الذي رحل عن عالمنا منتصف شهر فبراير الماضي، صاحب فكرة إحياء مكتبة الإسكندرية، لم يلتفت إلى خبر رحيله أحد، إلا القليل جدًا من تلامذته وآخرين استفادوا من علمه الغزير.
ولكن على المستوى العالمي سلطت عدد من وسائل الإعلام العالمية الضوء على نبأ وفاته، وكان أبرزها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، لم لا وكتابه "مكتبة الإسكندرية القديمة سيرتها ومصيرها"، الذي قام بتأليفه بناءً على طلب منظمة "اليونسكو"، تٌرجم إلى 6 لغات.
هذا الكتاب أيضًا تم توزيعه لأول مرة في المؤتمر الدولي للإعلان عن تأسيس المكتبة والمسمى إعلان أسوان، والذي حضره عام 1990 الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتيران والملكة صوفيا ملكة إسبانيا وبعض زعماء الدول العربية وحشد كبير من المسؤولين في العالم.
وُلد مصطفى العبادي في مدينة الإسكندرية، في العاشر من أكتوبر عام 1928.
ونشأ العالم الجليل في بيت علم كبير، هو بيت والده العالم الكبير والمؤرخ عبدالحميد عبدالعبادي أو (العبادي الكبير)، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية وعميد كلية الآداب في جامعة الإسكندرية.
حصل الدكتور مصطفى العبادي على ليسانس الآداب من قسم التاريخ في جامعة الإسكندرية عام 1951، ثم سافر إلى المملكة المتحدة فحصل على درجة الدكتوراه في الحضارة اليونانية والرومانية من جامعة كمبريدج البريطانية العريقة عام 1961.
وفي رحاب كلية الآداب العريقة في جامعة الإسكندرية، تدرج في وظائف التدريس إلى أن حصل على درجة الأستاذية عام 1972، وصار رئيساً لقسم الدراسات اليونانية-الرومانية في العام نفسه، ثم وكيلاً لكلية الآداب لشؤون الطلاب في الفترة من 1976- 1979.
وحصل الدكتور العبادي على جوائز محلية ودولية، منها جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1998، وجائزة النيل للعلوم الاجتماعية في عام 2013، وجائزة الشاعر المصري اليوناني العالمي الأشهر قسطنطين كفافيسفي الدراسات اليونانية عام 1997.
