صحيفة سويدية: تنظيم الإخوان يسعى لبناء «مجتمع موازٍ» فى السويد من خلال اختراق المنظمات والأحزاب السياسية

كتب: مروة مدحت

صحيفة سويدية: تنظيم الإخوان يسعى لبناء «مجتمع موازٍ» فى السويد من خلال اختراق المنظمات والأحزاب السياسية

صحيفة سويدية: تنظيم الإخوان يسعى لبناء «مجتمع موازٍ» فى السويد من خلال اختراق المنظمات والأحزاب السياسية

قالت صحيفة «ذا لوكال» السويدية، فى تقرير أمس تحت عنوان «احتدام النقاش فى السويد حول تقرير جماعة الإخوان»، إن «التقرير الذى جاء بتكليف من وكالة الطوارئ المدنية السويدية للنظر فى تأثير جماعة الإخوان فى البلاد أثار الكثير من الجدل، حيث أشار التقرير إلى أن عناصر جماعة الإخوان يقودون المسلمين سراً إلى بناء مجتمع موازٍ فى السويد عن طريق اختراق التنظيمات والأحزاب السياسية السويدية». كما أكد التقرير، بحسب الصحيفة، أن هناك ما يسمى «بنية تأسيس القيم بين النخبة السياسية فى البلاد» التى تنص على كيفية التقرب من الأقليات.

ولكن التقرير الذى وقَّع عليه 22 باحثاً سويدياً متخصصاً فى الدراسات الدينية، وُصف بـ«نظرية المؤامرة»، وأنه تجاهل الأبحاث السابقة وافتقر إلى المصادر وأن الاستنتاجات الناجمة عنه هى بناء على وجهات نظر شخصية بدلاً من الأدلة، بحسب الصحيفة. وقال يناير هجاربى الأستاذ فى جامعة «لوند» للدراسات الإسلامية إن «العيب الرئيسى فى التقرير هو أنه تجاهل تماماً البحوث الإسلامية الموجودة فى الجامعات السويدية»، وتابع أنه «من اللافت للنظر أن وكالة الطوارئ أمرت بعمل هذا التقرير دون استشارة من كل الخبرات المتاحة»، فيما دافعت الوكالة عن التقرير قائلة إن الدراسة كانت تهدف إلى تقديم مقترحات لإجراء المزيد من الدراسات والبحوث.

{long_qoute_1}

وفى سياق منفصل، قالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، أمس، إن ما يفكر فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وإدارته من إدراج اسم جماعة «الإخوان» ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية للولايات المتحدة الأمريكية هى «فكرة سيئة»، مشيرة إلى أن «ترامب» يواصل حربه على ما سماه بـ«الإرهاب الإسلامى المتطرف»، وشددت المجلة الأمريكية على أن «الآن هو الوقت المناسب للتفكير فيما ينبغى أن يكون المرسوم المُنظم لضم المنظمات كإرهابية». وتابعت المجلة أن «هناك الكثير من الأدلة والحجج القوية المتوفرة لدى الولايات المتحدة تدعم بها موقفها لتصنيف الحرس الثورى الإيرانى -القيادة العسكرية التى ترعاها الدولة- كمنظمة إرهابية»، مضيفة «لكن هناك الكثير من المخاطر التى قد تفوق الفوائد لتصنيف جماعة الإخوان على أنها منظمة إرهابية، فهى منظمة غير حكومية ومتعددة الجنسيات ومنتشرة فى أكثر من دولة، وسيكون من غير الحكمة تصنيفها كجماعة إرهابية».

وكانت شبكة «سى. إن. إن» الأمريكية قد ذكرت فى تقرير لها بتاريخ 8 فبراير الماضى أن إدارة «ترامب» تُفكر جدياً فى تصنيف كل من الحرس الثورى الإيرانى وجماعة «الإخوان» كمنظمات إرهابية. وأوضحت المجلة الأمريكية أنه «قد يكون هناك بعض الفوائد لمثل هذا التصنيف لجماعة الإخوان»، حيث إن تصنيف الجماعة كإرهابية سيعمل على تقييد عملها بشكل علنى فأى شخص مرتبط بالجماعة سيعتبر أنه يقوم بأعمال غير قانونية فى الولايات المتحدة ولن يستطيع تقديم أى دعم مادى، مما يؤثر على جهود عناصر الجماعة فى بناء مساجد جديدة ومراكز اجتماعية وغيرها من الأماكن التى تساعد على نشر تفكيرهم، مضيفة أن إغلاق المساجد والمراكز التابعة لـ«الإخوان» سيؤدى لإضعاف شبكة دعم أعضائها فى البلاد، المستعدين للتورط فى أى أعمال عنف ضد الولايات المتحدة أو مصالحها الحيوية، حسبما أوضحت المجلة.

وتابع التقرير أنه من فوائد تصنيف «الإخوان» كمنظمة إرهابية أيضاً تقييد الدعم المادى لها، مما يقلل الفرصة أمام أعضائها للحصول على الأسلحة والمواد اللازمة لصنع القنابل، وضربت المجلة مثالاً بحركة «حماس» ووضعها من قِبل أمريكا فى قوائم المنظمات الإرهابية، ومدى تأثير ذلك على الحركة فى فرض قيود شديدة عليها فى حربها ضد إسرائيل، مضيفة أن «لنا أن نتخيل كيف ستكون هجمات حماس على إسرائيل لولا الحظر الأمريكى، سيكون لحماس المزيد من القدرة على استيراد الأسلحة وبناء الأنفاق وتطوير قنابل».

وفى الوقت ذاته، أشارت المجلة الأمريكية إلى أن هناك مخاطر كبيرة أيضاً من تصنيف «الإخوان» كمنظمة إرهابية، أولها -بحسب ما صرحت لورا بيتر المسئولة بمنظمة «هيومن رايتس ووتش»- أن «جماعة الإخوان منظمة سياسية كبيرة، تعمل فى العديد من الدول، وتصنيفها كإرهابية فى أمريكا، سوف يضر بمشاركة الجماعات الإسلامية الأخرى فى العمليات الديمقراطية». وتابعت المجلة الأمريكية أن هناك أيضاً أثراً خطيراً على المؤسسات المالية الأمريكية وخاصة فى الخارج فى حال تصنيف الجماعة كـ«إرهابية»، مضيفة أنه يجب التوصل إلى توافق حول هذا القرار قبل تنفيذه، وكان السيناتور بن كاردن العضو بلجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية، قد سبق وأكد أنه «يجب على الولايات المتحدة التشاور مع الحلفاء لفهم تداعيات تسمية الإخوان كمنظمة إرهابية قبل إقرار هذا الأمر»، وتابع «من المهم أن نُقيم عواقب ما نقوم به».


مواضيع متعلقة