فى لقاء تليفزيونى أذيع بقناة «أون. تى. فى».. أجراه يسرى فودة مع السيد محمد فؤاد جادالله.. المستشار القانونى (المستقيل) للرئيس محمد مرسى.. (بتاريخ الأربعاء 22/5/2013)، سأله يسرى عن موقفه من حصار المحكمة الدستورية، عن طريق كوادر تابعة لتنظيم الإخوان فى ديسمبر الماضى، مما أدى لمنع قضاة المحكمة من أداء عملهم.
قال المستشار المستقيل إنه رفض هذا العمل رفضا قاطعا وأعلن رأيه للرئيس مرسى.. ولكنه أحس بأن الرئيس استشعر الحرج تجاه (المسئول عن تنظيم هذا الحصار وتنفيذه).. فقام المستشار من تلقاء نفسه بالاتصال بهذا المسئول حوالى ست مرات.. رد عليه أحيانا.. ورفض فض الحصار!!
نفهم من هذه القصة أن هناك مسئولا (قال المستشار إنه عضو فى مكتب الإرشاد) يشعر الرئيس بالحرج من مراجعته فى أمر خطير مثل حصار المحكمة الدستورية!! وكذلك لا يستطيع الرئيس أن يأمر بفض حصار قرر هذا المسئول فرضه حول المحكمة الدستورية.. هل يصلح هذا الوضع فى إدارة دولة فى حجم مصر؟! هل يؤتمن هذا الرئيس على الأمن القومى لمصر؟! هل من الملائم أن يكون رئيسا.. له قيادات ضمن تنظيم الإخوان.. وأن يكون فى الوقت نفسه قائداً (أعلى) للقوات المسلحة؟!
مرة أخرى.. نحن نعلم تماما أن القوات المسلحة تواجه تحديات كبيرة فى هذه المرحلة للدفاع عن الأمن القومى المصرى.. وربما كان أكبر هذه التحديات هو وجود رئيس للجمهورية لا يقيم هو وجماعته وزنا للأمن القومى المصرى.. كلنا يرى ويسمع.. أهالى سيناء الشرفاء وهم ينادون بكل الوسائل أن أغلقوا الأنفاق بين غزة ومصر، ويعلنون فى جميع وسائل الإعلام أن البضائع التى تمر من وإلى غزة ماهى إلا ستار لمرور الإجرام والإرهاب والسلاح الذى يهدد الأمن القومى المصرى.. ويهدد سيناء ويهدد بقاءها كجزء عزيز وغالٍ من أرض الوطن.. وكلنا يرى ويسمع الخبراء العسكريون وهم يخبروننا أنه لا أمن فى مصر بدون إغلاق الأنفاق.. ويخبرنا الاقتصاديون أنه لا تنمية فى سيناء.. ولا مشاريع ولا اقتصاد ولا سياحة بدون إغلاق الأنفاق.. والقوات المسلحة تسمع كما نسمع وترى كما نرى.. وتنتظر الأوامر من رئيس ليس لديه أى قلق على أمننا القومى.. تأتيه الأوامر من مكتب إرشاد.. تأتيه الأوامر من خارج الحدود.. عبر تنظيم لا نعرف له أية ملامح.. سوى محاولة الإضرار بقيمة مصر وقدرها ومكانتها وأرضها.. تعلم القوات المسلحة -ربما بأكثر مما نعلم- أن هذا التنظيم المشبوه..لم نر له كرامة واحدة منذ تأسيسه فى نهضة بلد ولا نصرة قضية وطنية أو إنسانية.. ولهذا فإننا نريد من القوات المسلحة أن تخبرنا عن موقف أكثر من ألف نفق تهدد أمننا القومى.. وتهدد أراضينا وأرواح أبنائنا.