أقباط العريش: أسرة مسيحية تغادر بعد إقامة 30 سنة.. وأخرى مسلمة تفر بعد تهديدات بالقتل

كتب: عمرو رجب

أقباط العريش: أسرة مسيحية تغادر بعد إقامة 30 سنة.. وأخرى مسلمة تفر بعد تهديدات بالقتل

أقباط العريش: أسرة مسيحية تغادر بعد إقامة 30 سنة.. وأخرى مسلمة تفر بعد تهديدات بالقتل

أطلق عدد من أهالى بنى سويف مبادرة «بيوتنا بيوتكم» لاستضافة الأسر المسيحية العائدة من العريش، على خلفية تهديدات تلقيها تهديدات بالقتل من تنظيم بيت المقدس الإرهابى، فيما استقبلت المحافظة أسرتين «مسيحية ومسلمة» قادمتين من شمال سيناء، وتم تسكينهما مؤقتاً فى مركز استضافة المرأة بحى مقبل.

وقال محمد عاصى، مسئول المبادرة: «نتعاون مع مديرية التضامن الاجتماعى للتخفيف عن الأسرتين، حيث توجه عدد من الأهالى للترحيب بهما، وعرض استضافتهما فى منازل قرية النويرة التابعة لمركز إهناسيا، لحين استقرار الأوضاع فى سيناء، وعودة الأسرتين إلى منازلهما هناك»، لافتاً إلى أن المحافظ شريف حبيب التقى الأسرتين للاطمئنان عليهما.

{long_qoute_1}

وقال رضا سليمان، 61 عاماً: «غادرت بنى سويف منذ 30 سنة لأقيم فى حى الريسة بالعريش، حيث عملت موظفاً فى التربية والتعليم، وظلت الحياة هادئة وممتعة حتى جاءت الثورة، وانتشرت التنظيمات الإرهابية هناك، فأصبحنا مهدّدين بالقتل والحرق وتخريب بيوتنا، لذلك لم نجد أمامنا سوى العودة».

وأضاف: «رأينا بأعيننا الإرهابيين يختارون ضحاياهم من بيننا بعناية، حتى وصلنا إلى مرحلة وجود كشوف بأسماء المسيحيين المستهدَفين، وفوجئت بأننى مهدّد بالموت مع أفراد أسرتى، وأنا شاركت فى تغسيل اثنين من المسيحيين بعدما حرقت العناصر الإرهابية جثتيهما، وكان المشهد شديد الصعوبة، حتى إن الطبيب الشرعى قال عن الجثتين المحترقتين إنه لم يرَ منظراً أكثر بشاعة».

وأشار إلى أنه هرب مع أفراد أسرته بما يرتدونه من ملابس فقط، دون أن يتمكنوا من نقل الأثاث: «تركنا كل شىء خلفنا بعدما علمنا أن الإرهابيين هدّدوا بذبح السائقين إذا شاركوا فى نقل متعلقات المسيحيين المغادرين للعريش، وعند الوصول إلى بنى سويف فضلت التواصل مع الأجهزة الرسمية فى الدولة، والاستغاثة بها، وليس اللجوء إلى الكنيسة أو المطرانية».

وكشف عن إقامة عدد من الأسر المسيحية فى كنيسة العريش وليس فى منازلهم، خصوصاً أن الكنيسة هناك فى حماية الجيش والشرطة، مؤكداً أن «الدولة لم تُقصر تجاهنا، حيث لاقينا معاملة جيدة منذ لحظة الوصول إلى بنى سويف، رغم عدم شعورنا بالراحة النفسية للإقامة مؤقتاً فى مركز استضافة المرأة، خصوصاً أن دورات المياه مشتركة»، فيما طالب المحافظ ووزير التربية والتعليم بالتدخل لإنهاء نقل أوراق 2 من أبنائه إلى مدرسة فى بنى سويف، بالإضافة إلى نقل عمل زوجته من العريش.

وأكد الابن رومانى رضا: «الوضع فى العريش شديد الخطورة»، موضحاً «المسلمون فى العريش تعاطفوا معنا، وأكدوا تضامنهم معنا ورفضهم خروجنا بهذه الطريقة، لكن ما باليد حيلة، فالجميع فى خطر، وأنا لم أرَ أحداً من العناصر الإرهابية المسئولة عن مهاجمة منازل المسيحيين فى العريش، وإنما سمعت بأفعالها من شهود عيان قالوا إن 4 ملثمين يهاجمون المنازل بعد تحديدها، وهم يسعون إلى إسقاط الدولة، وإحداث فتنة طائفية، وزعزعة استقرار الوطن».

أما الأسرة المسلمة فتركت عائلها فى العريش، حيث يعمل «أمين شرطة» فى مديرية أمن شمال سيناء، وعادت إلى بنى سويف، بعد تلقيها تهديدات بالقتل من العناصر الإرهابية. تقول ربة المنزل عزة إبراهيم، 35 عاماً: «زوجى يعمل أمين شرطة فى شمال سيناء، لذلك انتقلنا للإقامة معه فى العريش منذ سنوات، إلا أننا تلقينا تهديدات بالقتل من جانب مجهولين، فشعرت بالخوف على أبنائى، وقررت العودة إلى مسقط رأسنا، برفقة أبنائى محمد، 12 عاماً، ومصطفى، 11 عاماً، وسعاد، 8 أعوام، وميادة، 4 أعوام، وتركنا زوجى فى عمله هناك».

واعتبرت الزوجة أن «ما يحدث فى العريش جريمة فى حق جميع المصريين، الأقباط والمسلمين، ولا بد أن تتصدى الدولة بكل حزم وقوة لهذه التنظيمات»، مشيرة إلى أن أسرتها تنتمى إلى مدينة الفشن، جنوب بنى سويف، لكنها لا تملك منزلاً هناك، مما اضطرها إلى الإقامة فى مركز استضافة المرأة، بعد أن غادروا العريش على عجل.

من جانبه، أكد المهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف، عقب لقائه الأسرتين فى مكتبه بديوان المحافظة، فور وصولهما، أنه أمر بتوفير كل سُبل الرعاية للأسرتين، مع متابعة تلبية احتياجاتهما يومياً، كما أصدر تعليمات بتوجيه فريق عمل يضم وكيل وزارة التضامن الاجتماعى ومدير عام خدمة المواطنين، ومسئولين من مديريات الصحة والتعليم والتموين، للوقوف على احتياجات ومطالب الأسرتين.


مواضيع متعلقة