بعد براءة مبارك.. أهالي شهداء الثورة: "عرفنا الخبر بالصدفة وننتظر حكم الآخرة"

كتب: ميسر ياسين

بعد براءة مبارك.. أهالي شهداء الثورة: "عرفنا الخبر بالصدفة وننتظر حكم الآخرة"

بعد براءة مبارك.. أهالي شهداء الثورة: "عرفنا الخبر بالصدفة وننتظر حكم الآخرة"

عادت عقارب الساعة للوراء، فور نطق محكمة النقض، صاحبة الحكم الأعلى بين المحاكم المصرية، ببراءة مبارك، وتحديدًا إلى قبل 6 أعوام، عندما اكتظ ميدان التحرير بالمتظاهرين، وانهمرت الطلقات العشوائية تحصد الرؤوس وتخلف وراءها شهداء، لكن على عكس المتوقع، لم يحرص أهالي شهداء الثورة على متابعة المحاكمة، وبعضهم عرف الخبر بـ"الصدفة"، حسبما ذكر بعضهم في حديثه لـ"الوطن".

مرت 6 أعوام على والدة الشهيد أحمد عبدالرحيم، الذي لقي حتفه خلال أحداث ثورة 25 يناير، عام 2011، لكنها لا زالت تتذكر نجلها جيدًا، لم تنس أنه مات شهيدًا، ولم تنس أيضًا أن تدعي في كل صلاة على من قتله وحرمها منه.

اعتادت والدة الشهيد، أن تتابع باهتمام شديد وقائع وأخبار محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك، في اتهامه بقتل المتظاهرين، لكنها منذ فترة طويلة، لا تتذكرها حتى، لم تعد تفعل ذلك، تقول في حديثها لـ"الوطن": "هو الناس لسه فاكرة.. دا أنا نسيت حكاية مبارك دي بس منستش ابني ومنستش أدعي على اللي قتلوا ابني".

تضيف والدة أحمد عبدالرحيم، الذي قتل إبان ثورة يناير بالقرب من قسم المطرية: "مافيش عدل في بلدنا"، بالرغم من أنها تظهر لامبالاة في الاهتمام بحكم براءة مبارك: "إيه المشكلة لما ياخد براءة في الدنيا.. هيعيش كام 100 سنة، كفاية دعوة أم في صلاة عليه"، وفي الوقت نفسه تبدو واثقة من أن الحكم في "الآخرة" سيختلف: "هو أخد براءة في الدنيا لكن في الآخرة أكيد الموضوع هيختلف.. هناك مافيش تأجيلات ولا جلسات كتير".

عرفت والدة شهيد أحداث ثورة 25 يناير، بالصدفة بخبر الحكم ببراءة حسني مبارك، ولم تعر له الاهتمام، غير أنها تذكرت ابنها الذي مات بدون ذنب.

5 رصاصات اخترقوا جسد الصبي، إبراهيم رضا، الذي لم يكن أكمل عامه الرابع عشر بعد، في حي المطرية، خلال مشاركته في ثورة 25 يناير، كانوا كافيين بقهر قلوب ذويه عليه، حتى بعد مرور 6 أعوام على وفاته، والده حرص على معرفة نبأ الحكم ببراءة مبارك، وقال في حديثه لـ"الوطن": "عرفت الخبر من التلفزيون.. هنعمل إيه حسبي الله ونعم الوكيل".

يؤكد رضا محمد، والد الشهيد، باقتضاب أن حكمًا مغلظًا على مبارك، الذي يعتبره المتسبب الأول في استشهاد ابنه، كان سيشفي صدره هو وزوجته، التي لم تنس نجلها، ولو قليلًا، ويضيف: "مكنتش متوقع البراءة.. الحمدلله ابني في مكان أحسن دلوقت".

لم يستمع الشهيد أحمد بسيوني، لتحذيرات زوجته، من الخروج في تظاهرات جمعة الغضب، ليقرر ترك أطفاله، والنزول إلى التظاهر لليوم الثالث على التوالي، قبل أن تخترق رصاصات القناصة جسده، ويردى قتيلًا.

شقيق الشهيد أحمد بسيوني، "باسم"، يرى أن الحكم على مبارك بالبراءة أمر متوقع، مضيفًا: "كنا في الأول متوقعين أنه هياخد حكم مش أقل من المؤبد، لكن مع الوقت عرفنا أن كل اللي بيحصل دا تضييع وقت وأيقنا أن البراءة من نصيبه".

يضيف بسيوني لـ"الوطن" أنه عرف بالخبر عن طريق "فيس بوك" ولم يكن يدري أن هناك جلسة لمحاكمة مبارك اليوم من الأساس، وتابع: "حسبي الله ونعم الوكيل دا شيء كنا متوقينه ومش مفاجئ، لكن فيه سؤال لما مبارك براءة أمال مين اللي قتل المتظاهرين؟".


مواضيع متعلقة