"السيدة الأولى".. من "الخشونة والقنزحة" في أمريكا لـ"الترف والسيادة" بمصر

كتب: سلوى الزغبي

"السيدة الأولى".. من "الخشونة والقنزحة" في أمريكا لـ"الترف والسيادة" بمصر

"السيدة الأولى".. من "الخشونة والقنزحة" في أمريكا لـ"الترف والسيادة" بمصر

"السيدة الأولى"، لقب بات مناداة زوجة الرئيس المصري به أمرًا اعتياديًا في وقتنا الحالي، ولكنه لم يكن كذلك منذ عشرات السنوات، قبل أن نستورده من البيت الأبيض الأمريكي ونخلعه على زوجات الحاكمين في مصر.

لم يظهر دور حقيقي تاريخي لزوجات رؤساء أمريكا إلا ابتداء من سبعينيات القرن الماضي، وقبل ذلك كانت الزوجة هامشًا على حياة الرئيس، كما قال الكاتب أنيس منصور في كتابه "السيدة الأولى"، ورصد فيه بدايات هذا اللقب الذي اخترعته صحفية أمريكية اسمها "ماري ايمز" أواخر القرن التاسع عشر، فقد كتبت مقالا عن "لوسي" حرم الرئيس هيز.. وجدتها تمشي وراء الرئيس ثم إلى جواره.. وتشجعت فتقدمت الرئيس، وسارت وراءها النساء ووراءهن الرئيس هيز.. وضحك الرئيس، وقال: "احترسوا.. إذا نحن تركنا المرأة تتقدمنا خطوة، سبقتنا خطوات واحتلت الطريق واستدارت تحرمه علينا".

ورغم ذلك الدستور الأمريكي لم يجعل للسيدة الأولى وظيفة، ولكن زوجها هو الذي جعل لها هذه الوظيفة، وهيأها لدور استعدادها الشخصي، وذكر "منصور" في كتابه أنه في مؤتمر القمة سنة 1985 تحدث الرئيس "ريجان" عن زوجته "نانسي"، وقال: "إنها كانت سفيرة لبلادنا فوق العادة، وإنها بذلت جهودًا عظيمًا لتقوم بدور الوسيط، مما تستحق تقديرنا وأماننا لها"، وبدأ التصفيق الحاد.

"السيدة الأولى"، لقب لا تحمله في المجتمعات الأمريكية والأوربية إلا زوجات رؤساء الدول وزوجات رؤساء الوزارات، ورصد "منصور" في كتابه بعض الصفات التي خلعها الشعب الأمريكي على السيدات الأوائل، حيث اشتهرت زوجة "لنكولن" بالأبهة، وزوجة "تيلر" بالخشونة، وزوجة "ماديسون" بالسطحية، وزوجة "مونرو" بالقنزحة، وزوجة "بيرس" بالكآبة، وزوجة "تايلور" بأنها وردة البيت الأبيض، وزوجة "واشنطن" بأنها: "أمنا العجوز".

وفي العام 1974، نُقل اللقب حرفيًا ووظيفيًا ولغويًا من المجتمع الأمريكي إلى المصري في عهد الرئيس محمد أنور السادات، الذي خلع اللقب على زوجته، ورصد الكاتب حنفي المحلاوي في كتاب "عبدالناصر وأم كلثوم علاقة خاصة جدًا"، كيفية خلع هذا اللقب على زوجة السادات.

فلم يُعرف بداية كتابة أو مناداة جيهان السادات بلقب "سيدة مصر الأولى"، ولكن عُرف أنه تقرر مناداتها به "بعد انتخاب السيدة جيهان السادات علم 1974 من قِبل لجنة المرأة بمجلس الشعب أمًا لأبطال مصر أو ما اصطلح على تسميته آنذاك "الأم الأولى في مصر"، وكان ذلك بمناسبة تكريم أمهات الشهداء في احتفالات انتصارات أكتوبر".

وبعدها فوجىء الناس بمَن يرددون لقب "السيدة جيهان السادات.. سيدة مصر الأولى"، وقال في كتابه: "هذا اللقب استعاره السادات من البيت الأبيض الأمريكي، ولكن وقع تعبير السيدة الأولى في أمريكا باللغة الإنجليزية لم يكن كوقع تعبير سيدة مصر الأولى باللغة العربية، إنه لقب يحمل معنى السيادة والترف".


مواضيع متعلقة