أقباط العريش يتوافدون على الإسماعيلية وبورسعيد.. وجامعة طنطا تستقبل الطلاب

أقباط العريش يتوافدون على الإسماعيلية وبورسعيد.. وجامعة طنطا تستقبل الطلاب

أقباط العريش يتوافدون على الإسماعيلية وبورسعيد.. وجامعة طنطا تستقبل الطلاب

استمر توافد الأقباط من مدينة العريش على محافظتَى بورسعيد والإسماعيلية، أمس، وسط حفاوة استقبال من رجال الكنيسة والجهات المعنية، فيما دشنت كنيسة بمحافظة القليوبية مبادرة لمساعدة المغادرين للمدينة بتقديم المساعدات المادية والعينية وسط ترحيب من المواطنين، مسلمين وأقباطاً.

وفى بورسعيد واصل الأنبا تادرس، مطران الكنيسة الأرثوذسكية، استقبال الأسر القبطية المقبلة من العريش، ليصل عددهم إلى 7 أسر، تضم 25 فرداً بينهم أطفال، تم تسكينهم بمعسكر الكشافة الدولى بحى المناخ، وقال الأنبا تادرس إن المطرانية ترحب بأشقائهم المقبلين من العريش، مؤكداً أن «الدولة تقوم بواجبها تجاههم عن طريق توفير الإخصائيين الاجتماعيين ومسئولى الصحة والتعليم لتلبية احتياجاتهم، فضلاً عن الدور الروحى للكنيسة بالتنسيق مع الجهات المعنية».

{long_qoute_1}

«إ. ف»، قبطية مقبلة من العريش بصحبة زوجها بالمعاش، أكدت أنهما يعيشان فى العريش منذ 40 عاماً، وأن نجلهما نشأ وعمل وتزوج وأنجب طفلين فى نفس المدينة، إلا أن الأحداث الأخيرة أجبرتهم على هجرتها، مشيرة إلى أنها اختارت بورسعيد هى وزوجها نظراً لكونها مسقط رأسها، وأضافت: «أشعر بالحزن.. تركت منزلى الذى بنيته طوبة طوبة على مدار سنين، عانيت وأسرتى مؤخراً من الحبس فى المنزل لأننا معرضون للقتل إذا خرجنا، وهو أمر غريب على العريش التى كانت مدينة آمنة، وفى الفترة الأخيرة اعتاد الإرهابيون إلقاء منشورات تحت باب المنزل تخيرنا بين الرحيل من العريش وترك أمتعتنا ومنازلنا أو القتل»، وطالبت الدولة بتهجير كل المقيمين فى العريش، مسلمين وأقباطاً، لمنح الفرصة للجيش ليدك معاقل الإرهابيين وينتصر عليهم.

«س. إ» أكدت أنها حملت طفليها ورحلت من المدينة برفقة زوجها، إلى بورسعيد، مسقط رأسه، بعد تصاعد التهديدات، والسجن داخل جدران المنزل، لافتة إلى أن طفليها كانا محرومين من اللعب مع أطفال الجيران أو الخروج، ما تسبب فى عدم قدرتهما على الاختلاط، فضلاً عن الخوف من الغرباء دون سبب، وهو ما دفع الأم وزوجها إلى الهجرة خارج المدينة لتحمى طفليها من الإرهاب وترحم آذانهما من أصوات المدافع وطلقات الرصاص التى لا تتوقف ليلاً أو نهاراً، وأضافت: «عانينا من حظر التجوال، والانتظار أمام الكمائن الأمنية لساعات، ومع ذلك طال تهديد الإرهابيين منازلنا، وما يقلقنى هو المدرسة، حيث أعمل مُدرسة، بنظام التعاقد، وكلى أم فى أن ينظر المسئولون لحالتى ويرتبوا الأمر حتى أستمر فى عملى».

بين زوجته وأولاده وأحفاده، جلس جرجس رزق، الرجل المسن، ليتذكر أيام نشأته فى مسقط رأسه، التى غادرها منذ 40 عاماً، حيث تم تعيينه موظفاً بالصحة فى العريش، ليبدأ حياة جديدة أنجب خلالها أطفاله الذين تزوجوا وأنجبوا أحفاداً، إلا أن الإرهاب حرمهم من حياتهم الجديدة.

وقال حنا عبدالمسيح، 77 سنة بالمعاش، إنه هرب وزوجته من العريش إلى بورسعيد، بعد استحالة العيش هناك، حيث كان شاهد عيان على واقعة اغتيال كاهن الكنيسة «روفائيل»، كما كان شاهد عيان على تفجير كمين الريسة، ورأى صبية تابعين لتنظيم «بيت المقدس» الإرهابى وهم يكتبون على جدران منزلهم عبارات تهديد بالقتل، فكان قراره بالرحيل لحين عودة الاستقرار للمدينة. وأشار إلى أنه يعمل مدرساً بالتعليم الفنى وأن زوجته مُدرسة بالمرحلة الابتدائية وسعد بترحيب التنفيذيين، الذين سهّلوا كافة العقبات الروتينية للإجراءات، والأهالى لهم، كما وعدهم مدير التعليم بالمحافظة باتخاذ إجراءات فورية لنقلهم للعمل فى مدارس بورسعيد حال استقرارهم فيها، وأضاف: «لدينا حس وطنى ونعرف أن الإرهاب هدفه إحراج الحكومة المصرية وإثارة الفتن الطائفية»، وأكد أن جيرانه فى العريش كانوا بمثابة جسد واحد حيث حموهم فى منازلهم ومنعوا وصول الإرهابيين لهم كما كانوا يساعدونهم فى شراء احتياجاتهم من الأسواق ويطالبونهم بالمكوث فى المنزل، فكانوا بمثابة الأهل إلا أن الأجواء لم تعد تحتمل المكوث فى المنازل، وسط مشاعر الخوف والرعب. وأوضح أن مدينة العريش شهدت أحداثاً غريبة على المجتمع المصرى، لافتاً إلى أن الإرهاب استهدف أبناء العريش عامة والأقباط خاصة بأياد مصرية وعقول خارجية بهدف الضغط على الحكومة وإحراج مؤسسة الرئاسة، وشدد على أن الإرهاب لن ينال من مصر، مضيفاً: «نحن جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الأعضاء بالسهر والحمى».

{long_qoute_2}

الدكتور على أبوسمرة، مدير عام الشباب والرياضة ببورسعيد، أكد أن «معسكر الكشافة بحى المناخ فى انتظار وصول باقى الأسر، كما تم تجهيز المعسكر الدائم لاستقبال أسر أخرى من المحتمل وصولها»، مشيراً إلى أن موظفى الشباب والرياضة حريصون على توفير كافة متطلبات الأسر المسيحية والسهر على راحتهم، وتم توفير الأماكن الملائمة لهم بناء على توجيهات دكتور خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، بتوفير المنشآت الشبابية للمعسكرات واستقبالهم وتوفير أماكن الإقامة لهم، وأوضح أن اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، اجتمع مع التنفيذيين بالمحافظة لبحث إجراءات استقبال وتسكين الأقباط فى العريش، وقال إنه «بالفعل شارك اليوم فى استقبال الوافدين مديرو الصحة والتربية والتعليم والتضامن الاجتماعى ورئيس حى المناخ ومدير العلاقات العامة بالمحافظة»، مشيراً إلى توفير أماكن الإقامة ومطاعم ومكتبات للمذاكرة لأبناء الأسر الوافدة، كما أمر الدكتور النبوى باهى، وكيل وزارة التربية والتعليم ببورسعيد، بإلحاق الطلاب والطالبات من الأقباط القادمين من العريش بمحافظة شمال سيناء بمدارس بورسعيد فور وصولهم، وقام بعقد لقاء مع أسرهم بمعسكر الكشافة ليؤكد لهم توفير كل الاهتمام بهم وانتظامهم فى العملية التعليمية بالمحافظة.

وفى الإسماعيلية، اصطحب الدكتور طارق راشد رحمى، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب بجامعة قناة السويس برفقة الدكتورة ماجدة هجرس، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، الطلاب الوافدين من العريش مع أسرهم، هرباً من الأعمال الإرهابية، فى جولة تفقدية داخل جامعة قناة السويس وكلياتها المختلفة، وأكد «راشد» أن فكرة تجول الطلاب الوافدين داخل الجامعة هدفها تعريف الطلاب على أقسام الجامعة وأماكن الكليات حتى يألفوا المكان ويتعرفوا على الأماكن المختلفة داخل الجامعة.

وأكدت الدكتورة ماجدة هجرس أن طلاب اتحاد الجامعة كانوا فى استقبال طلاب جامعة سيناء للترحيب بهم وإمدادهم بالمعلومات التى يحتاجون إليها. وأطلقت مطرانية الأقباط ببنها وقويسنا أول مبادرة لدعم أقباط العريش تحت رعاية نيافة الأنبا مكسيموس، أسقف بنها وقويسنا، حيث تقرر سفر الخدام من أنحاء إيبارشية بنها، للإسماعيلية، السبت المقبل، حاملين المساعدات النقدية والعينية «بطاطين ومواد تموينية وأدوية وملابس» لأبناء الكنيسة الوافدين من العريش بسبب الإرهاب الأسود.

كما زار وفد كنسى من لجنة الأزمات بالكنيسة مكون من 7 أساقفة أمس الأول الأسر القبطية الوافدة من العريش إلى الإسماعيلية، والتقى الوفد الكنسى بعدد من أسر بعض الشهداء الأقباط الذين قتلوا على يد التنظيمات الإرهابية خلال الأسابيع الماضية.


مواضيع متعلقة