جوائز الأوسكار تضرب بقرارات دونالد ترامب عرض الحائط

كتب: مروة مدحت

جوائز الأوسكار تضرب بقرارات دونالد ترامب عرض الحائط

جوائز الأوسكار تضرب بقرارات دونالد ترامب عرض الحائط

كأن القائمين على «الأوسكار» هذا العام قرروا أن يُصلحوا ما وقعوا به من أخطاء العام الماضى وفى نفس الوقت يتحدوا إرادة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فبعد أن تعرضوا للكثير من الانتقادات بالعنصرية العام الماضى جاء هذا العام لنرى أن معظم المرشحين للفوز بجوائز الأوسكار هم نجوم «ذوو أصول أفريقية»، وبالفعل فاز 2 منهم، فازت بجائزة أفضل ممثلة مساعدة فيولا ديفيس عن فيلم «أسوار»، كما فاز بجائزة أفضل ممثل مساعد «ماهرشالا على» عن دوره فى الفيلم الفائز بالأوسكار «ضوء القمر». ولم يكن «ماهرشالا» من النجوم «ذوى الأصول الأفريقية» فقط، بل هو أيضاً كان أول مسلم يفوز بـ«الأوسكار». وجاء ذلك فى الوقت الذى يتعرض فيه «ترامب» للكثير من الانتقادات بسبب تصريحاته المثيرة للجدل حول المسلمين.

{long_qoute_1}

وطغت السياسة على أحداث حفل «الأوسكار» هذا العام منذ بداية حفل الافتتاح، إذ أعلن المقدم جيمى كيميل فى كلمته أن «جعْل أمريكا عظيمة يقتضى فتح نقاش بنّاء مع من يخالفك الرأى»، وذلك فى انتقاد ضمنى للرئيس «ترامب» الذى يدعو لاستعادة عظمة أمريكا دون أن يكون معنياً بمناقشة أحد حول كيفية فعل ذلك، محذراً الفنانين الذين سيوجهون سهام انتقاداتهم لـ«ترامب» أثناء الحفل من انتظار رده عليهم بعد الخامسة صباحاً على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، ساخراً من عادات «ترامب» باللجوء إلى «تويتر» فى الصباح الباكر من أجل الرد أو التعليق على أهم القضايا المثارة، كما قال مقدم الحفل: «يشاهدنا الآن أكثر من 220 بلداً حول العالم، وهم بفضل الرئيس الجديد يكرهوننا الآن»، مشيراً إلى سياسة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وقراراته المعادية منذ توليه السلطة. وكان من أبرز الغائبين عن المشاركة فى حفل توزيع جوائز «الأوسكار» فى نسخته الـ89، أمس الأول، المخرج الإيرانى أصغر فرهادى، الذى كان قد أعلن مقاطعته الحفل تنديداً بقرارات ترامب بمنع رعايا 7 دول ومن بينهم إيران من دخول أمريكا لمدة 90 يوماً، وعلى الرغم من مقاطعة مخرج الفيلم وما تشهده العلاقات «الأمريكية- الإيرانية» على المستوى السياسى من توترات فإن الفيلم الإيرانى «البائع» فاز بجائزة «الأوسكار» عن فئة أفضل فيلم أجنبى. وفى كلمة تُليت باسمه على المسرح، أمس الأول، أكد «فرهادى» أنه لم يحضر تضامناً مع الأشخاص الذين «لم يحترمهم» قرار ترامب، ورأى المخرج أن «تقسيم العالم بين فئتَى الولايات المتحدة وأعداء الولايات المتحدة يولّد الخوف وهو تبرير خادع للحرب والعدوان»، مضيفاً: «هذه الحروب تحول دون قيام الديمقراطية وحقوق الإنسان فى دول كانت ضحية عدوان. يمكن لصنّاع الأفلام أن يحولوا كاميراتهم لتصوير مزايا إنسانية مشتركة وكسر الأفكار النمطية حول جنسيات وديانات مختلفة. وهم يولدون التعاطف بيننا وبين الآخرين وهو تعاطف نحتاجه اليوم أكثر من أى وقت مضى». وفى طهران هنأ مدير هيئة السينما الإيرانى حجة الله أيوبى، «فرهادى» واصفاً إياه بأنه «السفير المعبر عن ثقافة إيران الإسلامية وحضارتها»، كما هنأ وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف المخرج الإيرانى أصغر فرهادى على فوزه بجائزة «الأوسكار»، وقال «ظريف»، أمس، إن الجائزة تُعد خطوة ضد الأمر التنفيذى الذى أصدره الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مضيفاً: «فخور بفريق العمل والموقف ضد حظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة.. الإيرانيون يمثلون ثقافة وحضارة منذ آلاف السنين».

وفى تحد آخر لقرار «ترامب» حول الهجرة، الذى شمل السوريين كذلك، فاز فيلم «الخوذ البيضاء» الذى يتناول موضوع المسعفين المدنيين فى سوريا بجائزة «الأوسكار» عن فئة أفضل فيلم وثائقى قصير. وكان عدد من مؤيدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد دعوا قبل ساعات من انطلاق حفل «الأوسكار» إلى مقاطعة الحفل، وذلك انتقاماً ممن سموهم بالأشخاص الساخرين القائمين على صناعة السينما الأمريكية، حسبما ذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، وقال مؤيدو الرئيس فى ولاية أريزونا: «ندعو الأمريكيين الشرفاء إلى الوقوف ضد الأشخاص الساخرين من صنّاع السينما»، على حد وصفهم.


مواضيع متعلقة