غرائب التبرعات: حفاضات أطفال وشباشب وملابس داخلية

كتب: عبدالله عويس

غرائب التبرعات: حفاضات أطفال وشباشب وملابس داخلية

غرائب التبرعات: حفاضات أطفال وشباشب وملابس داخلية

«اللى عايز يساعد ده رقم الأخت مارى إسكندر»، تناقل المئات رقم الهاتف مع كل منشور له علاقة بالقضية، فمع قدوم عشرات الأسر القبطية من العريش إلى الإسماعيلية، بحث الجميع عن وسيلة للمساعدة، فكان رقم مارى أفضل ما بوسعهم، لتتحول السيدة الستينية إلى وسيط بين الأسر الراغبة فى المساعدة والأسر المتضررة الوافدة.

لم تعرف مارى فى البداية سر رنين هاتفها المتواصل باتصالات من أرقام غريبة، لكنها أدركت على الفور حين أجابت على بعض المكالمات، ووجدت الكثيرين يبحثون عن وسيلة لتقديم المساعدة إلى الأسر القبطية، ولأن السيدة تعمل فى خدمة الفقراء بالمحافظة فإن كثيراً من الذين يتلقون تلك المساعدات نشروا رقم هاتفها المحمول على موقع التواصل الاجتماعى. «أتعافى من كسر فى القدم، بس لما لقيت ناس كتير بتتصل، اتحركت وبقيت وسيط بينهم وبين الأسر المحتاجة»، تحكى مارى الستينية التى تعمل فى هيئة قناة السويس: «الناس قلوبها على بعض، ولقيت ناس عايزة تتبرع بأى حاجة بس مش عارفة تعمل إيه، فوصفت لهم مكان الأسر اللى جت وطريقة تقديم المساعدة»، مشيرة إلى أن تعاطف الأسر التى تسكن بالإسماعيلية مع الأسر الوافدة دفعها إلى تقديم مساعدات متنوعة ومختلفة وبعضها غريب.

{long_qoute_1}

حفاضات أطفال وغسول للوجه وصابون وشباشب بلاستيكية وملابس داخلية، أشياء وصلت إلى الأسر القبطية من الأسر المحيطة، وهى ما رأته مارى معبراً عن الوحدة والتلاحم الحقيقى: «أكل وشرب ولحوم وفراخ واللى جايب طماطم واللى جايب بصل وخضار، كل واحد بإيده حاجة كان بيعملها». أضعف الإيمان تمثل بالنسبة لها فيمن جاءوا دون مساعدات، مكتفين بالجلوس مع الأسر ورفع معنوياتهم و«لو بالكلام»، تواصل: «فيه حد اتصل بيا وقال لى الناس محتاجة إيه، فعرّفته إنهم تمام ومش محتاجين حاجة، بس هو أصر إنه يشارك فى مساعدتهم وجاب 40 شنطة مليانة معلبات من القاهرة ووزعها على الأسر هنا».. تضحك السيدة حين تتذكر بعض المساعدات التى تلقتها الأسر القبطية: «لقينا بؤجة كبيرة فى إيد مجموعة وفى الأول افتكرنا إن ده هيبقى موقف فردى، لكن بعد كده لقينا بؤج كتير مليانة ملابس أطفال وكبار».


مواضيع متعلقة