«ميت غمر» تشيع جنازة شهيد العريش.. وزوجته: قتلوا «كامل» بـ«3 رصاصات»

«ميت غمر» تشيع جنازة شهيد العريش.. وزوجته: قتلوا «كامل» بـ«3 رصاصات»
- أدوات منزلية
- أسرة الشهيد
- أشرف إبراهيم
- أمن الدقهلية
- إحراق منازل
- احتراق منزل
- الأسبوع الماضى
- الأقباط الأرثوذكس
- الإرهاب ي
- التضامن الاجتماعى
- أدوات منزلية
- أسرة الشهيد
- أشرف إبراهيم
- أمن الدقهلية
- إحراق منازل
- احتراق منزل
- الأسبوع الماضى
- الأقباط الأرثوذكس
- الإرهاب ي
- التضامن الاجتماعى
شيع أهالى مدينة ميت غمر فى الدقهلية جثمان كامل رؤوف كامل، 41 عاماً، الذى قُتل داخل منزله فى حى الزهور بمدينة العريش برصاص عناصر تابعة لتنظيم «بيت المقدس» الإرهابى، الأسبوع الماضى، وترأس الأنبا صليب، أسقف إيبارشية ميت غمر ودقادوس وبلاد الشرقية، القداس الجنائزى على الشهيد، مساء أمس الأول، فيما فتحت مطرانية الأقباط الأرثوذكس فى ميت غمر أبوابها أمام 8 أسر مقبلة من العريش، هرباً من تهديدات التنظيم الإرهابى للمسيحيين فى شمال سيناء، مؤكدة استعدادها لاستقبال المزيد من الأسر.
وعقب القداس الجنائزى، روت زوجة الشهيد مريم سعد لـ«الوطن» تفاصيل العملية الإرهابية، قائلة: «كنا نتناول العشاء عندما اقتحم المنزل 4 ملثمين يتحدثون بلهجة بدوية، وطلبوا البطاقة الخاصة بزوجى، ثم طلبوا منا ترك الشقة، وهددونا قائلين: إذا لم تخرجوا سنقتلكم واحداً وراء الآخر»، وأضافت: «اثنان من المسلحين كانا داخل الشقة، بينما خرج اثنان آخران ليقطعا الكهرباء عنا، وحاول زوجى الهرب إلى السطح، فأطلق أحدهم النار على قدمه، إلا أنه تمكن من الصعود إلى السطح رغم إصابته».
{long_qoute_1}
وأكملت بحسرة: «نادى كامل علىّ من السطح، وطالبنى بأن أخرج مع الأولاد، إلا أن الإرهابيين لحقوا به، وأطلقوا النار عليه، ثم بحثوا عن ابنى رومانى دون أن يجدوه، قالوا لى إنه مطلوب لديهم، وعندما أخبرتهم بأنه سافر، لم يكن منهم إلا أن أشعلوا النار فى المنزل بإلقاء زجاجات مولوتوف داخله، معتقدين أن ابنى مختبئ فى أحد الأماكن، لذلك أرادوا أن يموت محترقاً، كما حاولوا أن يلقوا زوجى فى النار، إلا أنهم لم يتمكنوا من حمله، وعندما سمعوا صوت سيارات الأمن أسرعوا للهروب من الشقة».
وتتذكر مريم لحظات احتراق منزلها: «استغثت وصرخت دون أن يستجيب لى أحد، وكل ما فعله الإرهابيون هو مطالبتى بالخروج مع أولادى، لأنهم يريدون زوجى وابنى وحدهما»، موضحة: «شاهدت النار تلتهم منزلى بالكامل حتى أصبح كومة تراب، وقبل أن يهربوا استولوا على تليفونى المحمول حتى يتمكنوا من الوصول إلى ابنى عن طريقه، وبالفعل اتصلوا بأخى، وقال له أحدهم إنه عثر على التليفون، وطلب أن يرسل رومانى ليأخذه، وأكدوا له أننى أبحث عنه لأن والده قُتل، فقال لهم أخى إن رومانى سافر إلى المنصورة».
وأضافت: «خرجت من شقتى بجلابية سوداء كنت أرتديها، وأقمت مع أطفالى فى المستشفى، وهناك علمت أن الإرهابيين قتلوا زوجى بـ3 طلقات فى الرقبة والحوض والقدم»، وتساءلت «ماذا أفعل وأين أذهب بأبنائى الخمسة، فحياتنا كلها فى العريش منذ 20 عاماً»، مضيفة: «الإرهابيون يشعلون النار فى المواطنين داخل منازلهم، وخلال فترة وجودى فى المستشفى شاهدت رجلاً وابنه مصابين بحروق خطيرة أثناء إحراق منازلهم».
وبصوت حزين أكملت مريم: «أعرف أن زوجى أصبح شهيداً، ومن وقتها أنا وأبنائى فى الشارع»، مضيفة: «أخذت ركناً فى المستشفى حتى النهار، وأنهينا الإجراءات ثم أسرعنا إلى الكنيسة لأنها لن تتركنا، والمحافظ قال لى إنه سيتكفل بنا، وأنا أشكره لأنه لم يتركنا فى محنتنا، حيث جاء ليعزينا، وأمر بتوفير كل ما نحتاجه، كما حضن أولادى وقال لهم لا تقلقوا من أى شىء».
أما ابنة الشهيد، منى كامل، 19 عاماً، فقالت: «القتل هناك بالدور، سبق للإرهابيين أن هددوا جارنا أبوسيف، إلا أننا لم نتلق أى تهديدات قبلها، وهم لديهم كشف بأسماء جميع المسيحيين فى العريش، وعندما كنا فى المستشفى قابلنا جاراً لنا، قال إن دوره فى الكشف الموجود بحوزة الإرهابيين هو رقم 30»، مشيرة إلى أن «حالة من الرعب تسيطر على جميع المسيحيين الموجودين هناك حتى الآن».
من جهته، قال القمص أنسيموس رزق، كاهن كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس فى ميت غمر: «على مدار أسبوعين استقبلت الكنيسة 25 فرداً مقبلاً من العريش، وجميعهم أقارب»، موضحاً: «نوفر سكناً مؤقتاً للوافدين، فهم أتوا بملابسهم فقط، ووفرنا لبعض الأسر سكناً وبطاطين، وأدوات منزلية، فيما قرر حاتم أبوالنجا، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى فى الدقهلية، صرف مساعدات مالية لأسرة الشهيد، كما تعهد بضمها إلى مستحقى تكافل وكرامة، إلا أن الإجراءات تأخذ وقتاً لا يقل عن 4 أشهر».
وأضاف: «منذ وصول الإخوان إلى الحكم، وسماحهم للجماعات الإرهابية بالتمركز فى سيناء، ومحاولتهم بيعها، ارتفعت وتيرة العمليات الإرهابية، ولم تعد تميز بين شخص وآخر، فالإرهاب يستهدف الجميع دون تمييز، كما أن الإرهابيين لديهم كشف بأسماء وعناوين المسيحيين المقيمين هناك»، ثم اختتم تصريحاته قائلاً: «كل ما نحلم به أن يعيش الناس بكرامة فى بلدهم، وأن يقفوا على أقدامهم مجدداً، فهم فى حاجة إلى عمل، خاصة أنهم خرجوا بعدما خسروا كل شىء، والكنيسة لن تترك أولادها، لكننا نحتاج إلى دعم الدولة».
واستقبل الأنبا صليب، أسقف ميت غمر، فى مقر كنيسة مار جرجس، الدكتور أحمد الشعراوى، محافظ الدقهلية، واللواء أشرف إبراهيم، مساعد مدير أمن الدقهلية لقطاع الجنوب، واللواء فايز شلتوت، سكرتير عام المحافظة، والمهندس مختار الخولى، السكرتير المساعد، والشيخ طه زيادة، وكيل وزارة الأوقاف، خلال تقديمهم العزاء إلى أسرة الشهيد كامل رؤوف.
ووجّه الأسقف الشكر إلى «الشعراوى»، مؤكداً: «نحن شعب واحد منذ القدم»، بينما قال المحافظ: «جئت أشاطركم الأحزان، فالمصاب لنا جميعاً، وستظل مصر جسداً واحداً، لن ينال الخائنون من وحدتنا، ولن تثنينا جرائمهم عن النهوض بمصر»، كما شدد على أن «هؤلاء الخائنين المتآمرين ليسوا منا ولسنا منهم، فهم معدومو الشرف والدين، ونقول للجميع إننا سندفع أرواحنا ودماءنا ثمناً لبناء وطن يليق بنا وبأجيالنا، وستظل مصر آمنة بشعبها العظيم القادر على تحمل الأزمات والصدمات»، مؤكداً أن «الدقهلية ستظل رمزاً للمحبة والإخاء، فهى تضم جميع الأطياف، وتعطى مثالاً حياً للوحدة الوطنية، وهذه الأحداث تزيدنا يقيناً وإصراراً على الوقوف خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة».