الجيوب الأنفية.. هل هى مشكلة بلاحل؟

كتب: سيد الفولى

الجيوب الأنفية.. هل هى مشكلة بلاحل؟

الجيوب الأنفية.. هل هى مشكلة بلاحل؟

الجيوب الأنفية عبارة عن فجوات داخل عظام الوجه والرأس مبطنة بغشاء مخاطى مثل الغشاء المخاطى المبطن للأنف، للجيوب الأنفية فتحات موصلة إلى تجويف الأنف للسماح بدخول هواء التنفس إلى داخل الجيوب الأنفية والسماح بتصريف الزائد من المخاط الذى تفرزه الجيوب الأنفية إلى الأنف، توجد أربعة أزواج من الجيوب الأنفية - أربعة بالجهة اليمنى وأربعة بالجهة اليسرى - فتوجد فى الوجنة وفى الجبهة وبين العينين من الأمام وبين العينين من الخلف. وتتأثر الجيوب الأنفية بالتهابات الأنف ونزلات البرد، وذلك عن طريق اتصالها بالأنف بواسطة الفتحات التى تربطها بالأنف ولذلك نجد التهابات الجيوب الأنفية تصاحب نزلات البرد والأنفلونزا، وجميع أنواع الالتهابات التى تتعرض لها الأنف.. وفى معظم الأحيان يتم شفاء التهاب الجيوب الأنفية تلقائيا مع تحسن حالة التهاب الأنف. أما فى بعض الحالات إذا كان هناك مانع يحول دون تصريف إفرازات الجيوب الأنفية مثل اعوجاج الحاجز الأنفى أو تضخم الغضاريف الأنفية أو وجود لحمية أو حساسية أو أجسام غريبة أو أورام فى الأنف.. فنجد أن الالتهاب يستمر وتزداد حدته فى الجيوب الأنفية. والأعراض الرئيسية لالتهاب الجيوب الأنفية هى وجود إفرازات لزجة من الأنف ذات ألوان مختلفة سواء صفراء أو بنية أو خضراء أو سوداء حسب نوعية الميكروب.. قد تكون أحيانا ملونة بلون الدم إذا كان الاحتقان شديداً، يصاحب هذا إفرازات خلف الأنف من البلعوم، خاصة فى الصباح وعند الاستيقاظ من النوم، قد يحدث تأثر حاسة الشم من ضعف فى حاسة الشم إلى فقد حاسة الشم كلية أو شم رائحة كريهة، قد تتأثر نغمة الصوت وقد تكون لافتة للانتباه خاصة فى التحدث فى التليفون، قد يشكو المريض من صعوبة التنفس من الأنف، خاصة أثناء النوم. أما الشكوى اللافتة للانتباه فهى وجود صداع سواء فى الوجه أو فى الجبهة أو خلف الأذن أو فى قمة الرأس وغالبا ما يكون الصداع بعد الاستيقاظ بنصف ساعة ثم تزداد حدته حتى تبلغ الذروة بعد الاستيقاظ بساعتين ثم يستمر فترة وبعد ذلك تخف حدة الصداع بعد الظهر، قد يزداد الصداع مع الكحة أو وضع الرأس أسفل مثل أثناء السجود للصلاة، أحيانا قد تحدث بعض المضاعفات سواء على العينين أو الأذن الوسطى أو الحنجرة والصدر.. ولكن أخطرها مضاعفات التى قد تؤثر على المخ أو الأغشية المغلفة للمخ أو الأوعية الدموية داخل الجمجمة. التشخيص: والتشخيص يعتمد على التاريخ المرضى وشكوى المريض بالإضافة إلى الفحص الإكلينيكى، وقد حدث تطور هائل فى التشخيص بعد استخدام مناظير الأنف بالألياف الضوئية وبعض الأشعات الحديثة. العلاج: فى معظم الأحوال يستجيب الالتهاب للعلاج بالعقاقير الطبية وبعض الاحتياطات. قد نلجأ فى بعض الحالات لعلاج حالات انسداد الأنف سواء دوائيا أو بعض العمليات مثل تقويم اعوجاج الحاجز الأنفى أو استئصال اللحميات فى الأنف أو خلف الأنف أو علاج تضخم الغضاريف الأنفية، فى بعض الأحوال قد نلجأ للتدخل الجراحى للجيوب الأنفية نفسها ويمثل استخدام المناظير الضوئية تطورا مذهلا فى جراحات الجيوب الأنفية. وينقسم التدخل الجراحى إلى درجات متفاوتة حسب طبيعة ودرجة الالتهاب.. فأبسطها قد يكون عمل فتحات بسيطة للتهوية وتصريف الافرازات.. وقد يكون التدخل لعمل ما يسمى «استئصال جذرى» للأغشية المبطنة للجيوب الأنفية .. قد يكون هناك أحيانا تمدد فى جدران الجيوب الأنفية فيؤدى إلى الضغط على تجويف العين وحدوث جحوظ فى العين، وباستخدام التقنية الحديثة فى التشخيص أمكن فى معظم الحالات تحديد درجة وشدة وانتشار الالتهاب، وباستخدام المناظير الضوئية أمكن التغلب على معظم الصعوبات الجراحية وتجرى العملية دون اللجوء إلى إحداث جروح على الوجه قد تسبب بعض التشوهات.. هذا بالإضافة إلى الأساليب الحديثة فى التخدير.. أصبحت الجراحات تجرى بأمان كامل وقلت مدة بقاء المريض فى المستشفى وقصرت مدة النقاهة، مما أدى على سرعة العودة إلى العمل. فى بعض الحالات قد نحتاج لإجراء بعض التدخلات الجراحية فى حالات الالتهاب المزمن فى الجيوب الأنفية المرتجعة، خاصة التى تصاحب وجود بعض الفطريات فى الجيوب الأنفية.