لوبان من لبنان: الأسد الخيار الأقل سوءا لحل الأزمة السورية

كتب: أ ب

لوبان من لبنان: الأسد الخيار الأقل سوءا لحل الأزمة السورية

لوبان من لبنان: الأسد الخيار الأقل سوءا لحل الأزمة السورية

وصفت المرشحة اليمينية المتطرفة في انتخابات الرئاسة الفرنسية، مارين لوبان، اليوم، الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "الحل الأكثر أمنا بالنسبة لفرنسا"، في اختلاف كبير عن السياسة الرسمية لبلادها.

تصريحات لوبان، التي تتزعم الجبهة الوطنية المناهضة للهجرة، جاءت بعد اجتماعات مع رئيس لبنان ميشال عون، ورئيس الوزراء سعد الحريري.

كان الاثنان من بين عدد من المسؤولين، منهم بطريرك المارونية المسيحية بشارة الراعي، التقتهم لوبان في زيارتها التي استغرقت يومان للبنان، المحمية الفرنسية السابقة.

الرحلة تمثل أول غزو رئيسي تقوم به لوبان لمضمار السياسة الخارجية، وهي تتصدر مرشحي الانتخابات التي ستجرى يومي 23 أبريل و7 مايو.

وقالت إنها أخبرت الحريري أنه ليس هناك "حل قابل للتطبيق" بالنسبة للحرب الأهلية السورية سوى الاختيار بين الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية.

وأضافت "شرحت بوضوح أنه في الصورة السياسية الخيار الأقل سوءا هو الواقعي سياسيا. يبدو أن بشار الأسد اليوم بوضوح هو الحل الأكثر أمنا بالنسبة لفرنسا."

كانت لوبان قد صرحت بتفضيلها الأسد في الماضي، وهو الموقف المناقض لموقف الحكومة الفرنسية المناهض للأسد، لكنه يحمل وزنا إضافيا الآن بعد أن أعلن عنه في زيارة خارجية للبنان، المجاور لسوريا، وخلال اجتماعات غير معتادة مع أبرز مسؤولي البلاد.

قبيل لقاء رئيس الوزراء، زارت لوبان الرئيس عون، زعيم الحزب المسيحي المتحالف مع حزب الله المدعومة من إيران والذي يقاتل في صفوف الأسد.

وقالت لوبان إنها والحريري، الذي يتمتع بصلات عتيدة مع فرنسا، اتفقا على "الضرورة القصوى" لاجتماع الدول التي تريد مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يمزق سوريا والعراق معا، في إشارة محتملة لمباحثات رسمية. وأشارت إلى أن تهديد تنظيم الدولة يمتد إلى فرنسا، بعد أن تبنى هجمات دامية في باريس ونيس وأماكن أخرى، كما اجتذب مئات الشباب الفرنسيين إلى مناطق حرب مثل سوريا والعراق.

وأوضحت لوبان خلال اجتماعها مع الرئيس اللبناني أن البلدين يجب أن يكونا "ركنين" في تنظيم مكافحة التطرف الإسلامي.

وأشارت لوبان أيضا إلى أنها ناقشت تكاليف إيواء اللاجئين مع عون.

من أبرز موضوعات برنامج لوبان الانتخابي تقليل الهجرة وتعداد اللاجئين في البلاد فضلا عن مكافحة التطرف الإسلامي. وتزعم الجبهة الوطنية التي تتزعمها لوبان في فرنسا أن الهجرة المسلمة إلى فرنسا تزيد من التهديدات الإرهابية، وتكلف البلاد وظائف وتستنزف خزينة الدولة وتمثل خطرا على الحضارة الفرنسية.

ويضم لبنان نحو 1.2 مليون لاجئ سوري، ما يعادل ربع تعداد سكانه إجمالا.

استغلت لوبان زيارتها للبنان واجتماعها غير المعتاد مع رئيس البلاد، للتأثير على آلاف الناخبين الفرنسيين في لبنان.

وعقدت أيضا اجتماعات مع وزير الخارجية جبران باسيل والسياسي اللبناني المسيحي سمير جعجع.

ولطالما نظر مسيحيو لبنان إلى فرنسا باعتبارها ملاذا آمنا من الشرق الأوسط المضطرب، كما قضى الرئيس اللبناني ميشال عون سنوات في المنفى في فرنسا.

لوبان ليست أول مرشحة رئاسية تسافر إلى لبنان. فقد سبقها في يناير، إيمانويل ماكرون، السياسي الوسطي الذي لحق بلوبان في استطلاعات الرأي بعد أن تراجع المرشح المحافظ فرنسوا فيون بسبب فضيحة فساد.


مواضيع متعلقة