صدق أو لا تصدق يا «مارك».. شباب بلا «فيس بوك»: «إحنا من الأحرار»

كتب: مها طايع

صدق أو لا تصدق يا «مارك».. شباب بلا «فيس بوك»: «إحنا من الأحرار»

صدق أو لا تصدق يا «مارك».. شباب بلا «فيس بوك»: «إحنا من الأحرار»

شباب لا يمتلكون حسابات على مواقع التواصل الاجتماعى، ربما يبدو هذا الأمر غريباً لدى البعض، ولكنهم قرروا ألا يشاركوا فى العالم الافتراضى وألا يتزاحموا مع غيرهم على مواقع التواصل الاجتماعى، الذى أصبح لا غنى عنه، تاركين أماكنهم على «الفيس بوك» لينخرطوا فى جدولهم اليومى، ما بين العمل وممارسة الرياضة والقراءة، حتى إن اطلاعهم على الأخبار ومتابعتهم للأحداث اليومية يكونان من خلال المواقع الإلكترونية أو بقراءة الجرائد اليومية أو الأسبوعية.

{long_qoute_1}

يعتبر أحمد سمير، وهو شاب يعمل بمجال الدعاية والإعلان، أن «الفيس بوك» مجرد مضيعة للوقت، ولا يلتفت لانجذاب الشباب حوله، يقول الشاب العشرينى: «صحابى ليل نهار يتحايلوا عليّا أعمل حساب عليه وأنا دايماً شايف إنه موقع اجتماعى تافه.. والناس بقى يجذبها أى حاجة»، فيما عبر عن أسفه للحياة الاجتماعية التى كان يعيشها وسط أهله وأصدقائه بأريحية فيما سبق، قائلاً «آخرهم دلوقتى لما نحب نعبر عن صداقتنا القوية لبعض يادوب منشن ولا تاج ولا شير لأى بوست وخلاص بدون أى مشاعر».

ما بين العمل والقراءة يحاول أن يستفيد «سمير» من وقته، وأن لا يضيعه أمام «الفيس بوك» على حد قوله: «ساعات بحب أرسم.. الفيس بوك دا إدمان وكله ماشى وراه ومحدش واخد باله ولا انتبه إلى إنه بقى بيستنزف وقتهم فى حاجة مش مفيدة».

واستاء «سمير» من أصدقائه الذين يقضى معظم وقته معهم: «ببقى قاعد مع صحابى وفاتحين النت ومش مركزين معايا خالص».

«يدخلوا الكافية من هنا يطلبوا باسوورد الواى فاى.. كأن النت ده أكل وشرب».. هكذا عبر أحمد فتحى (26 عاماً)، فنان تشكيلى، عن غضبه العارم لانشغال الشباب على مواقع السوشيال ميديا، دون الاستفادة من وجودهم على أرض الواقع بالتخطيط لمستقبلهم، وذلك من خلال الانصياع وراء «الفيس بوك»: «أنا لا يمكن أستخدم الفيس بوك دا فى أى وقت حتى لو عجزت وبقى عندى فراغ مش هعمله.. دا حاجة بتخلينى زى المدمن وبجرى وراها».

على الرغم من طبيعة عمله التى تجبره أحياناً على الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعى، فإن «فتحى» فى غالب الأمر لا يشتت ذهنه فى ذلك ويكلف أحد العاملين معه، والذى يمتلك حساباً على الفيس بوك، بنشر أعماله لاستقطاب «الزبائن» الذين يتهافتون على لوحاته: «برضه مش هعمل له فيس بوك»، قالها بنبرة يملأها التحدى.

يرى «فتحى» أن مواقع التواصل الاجتماعى نوع من المخدرات الاجتماعية تذهب العقول وتضيع فرص التواصل الاجتماعى الحقيقية وتفتت الروابط الأسرية: «كل واحد دلوقت بقى قاعد فى أوضة قافل عليه النور وشغال يتواصل مع ناس غريبة بالكتابة وناسى اللى حواليه»، هكذا عبر عن استيائه: «أكبر غلطة عملها النت هو الفيس بوك دا». قاطعت زهرة محمد (28 عاماً)، ربة منزل، الإنترنت، بعدم اشتراكها على أى من مواقع التواصل الاجتماعى موضحة أنها لا تزال تتواصل تليفونياً مع أصدقائها المقربين: «مش محتاجة أدخل على الفيس عشان أكلم صحابى.. لما بعوزهم أطلع موبايلى وأكلمهم بالتليفون وأطلب أشوفهم»، هكذا قالت «زهرة».

«الفيس بوك دا مليان أخبار كذب وإشاعات على ناس ماتت وناس اتجوزت وغيره».. هكذا بررت «زهرة» سبب كرهها لـ«الفيس بوك» قائلة: «لما بيكون عندى وقت فاضى ممكن أقوم أتعلم حاجة جديدة أو أكلة جديدة أعلمها لجوزى».


مواضيع متعلقة