رناء إيهاب: أبحاثى لتحويل أشعة قذائف الكتل الإكليلية إلى طاقة أهلتنى للدراسة فى جامعة «إلينوى» بمنحة من «ناسا»

كتب: صفية النجار

رناء إيهاب: أبحاثى لتحويل أشعة قذائف الكتل الإكليلية إلى طاقة أهلتنى للدراسة فى جامعة «إلينوى» بمنحة من «ناسا»

رناء إيهاب: أبحاثى لتحويل أشعة قذائف الكتل الإكليلية إلى طاقة أهلتنى للدراسة فى جامعة «إلينوى» بمنحة من «ناسا»

رناء إيهاب حسن، طالبة بالصف الثانى الثانوى العلمى تجريبى، لم يتجاوز عمرها الـ18 خريفاًً، وبحبها للقراءة المتعمقة ومتابعتها الدائمة لوثائق وأبحاث العلماء وشغفها بعلوم الفلك وهى دون العاشرة من عمرها، استطاعت أن تقدم 3 أبحاث فلكية على مدار 4 سنوات، كشفت خلالها مدى الاستفادة من أشعة «قذائق الكتل الإكليلية الضارة» وكيفية تحويلها إلى طاقة تفيد العالم كله لسنوات طويلة، أرسلت أبحاثها لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» التى تحققت من مدى صحة أبحاثها، وقدمت لها منحة دراسية لعام 2019 بجامعة «إلينوى» بشيكاغو لتطوير بحثها وتطبيقه عملياً.

وإلى نص الحوار

{long_qoute_1}

■ فى البداية كيف توصلت إلى تحويل أشعة قذائف الكتل الإكليلية الضارة إلى طاقة مفيدة؟

- فكرة أبحاثى تدور حول الاستفادة من أشعة قذائف الكتل الإكليلية الضارة وتحويلها إلى طاقة مفيدة، وتوصلت إليها من خلال القراءة الكثيرة فى علم الفلك وكتب ووثائق العلماء العرب والأجانب فى مجال الفضاء، وذلك عن طريق تحديد أماكن هذه الكتل فى الأرض والفضاء الخارجى، حيث قمت بإعداد القياسات والحسابات الخاصة بها فى 3 أبحاث، تضمن البحث الأول فكرة مجملة عن القذائف وتضمن البحث الثانى معلومات بشكل مفصل عنها أما البحث الثالث فتضمن كيفية تنفيذ الفكرة.

 

■وما هي كتل الطاقة الاكليلية؟

هى عبارة عن مقذوفات من العواصف الشمسية الضارة، تقذفها الشمش لألاف الأميال وبإمكانها تدمير الغلاف الجوى إذا نفذت إليه، ولكن من فوائدها أنها مشحونة بكميات هائلة من الطاقة والوقود، والتي من الممكن استغلالها لسنوات طويلة جدا وهذا ما كشفته الأبحاث التي قمت بها.

■ وما الذى لفت انتباهك منذ البداية إلى هذا النوع من الأشعة؟

- بدأت فكرتى بالأساس عندما قمت بتدوين بعض المعلومات الغريبة التى كنت أشاهدها على الإنترنت والقنوات فى مذكرتى الخاصة.

■ وهل هناك أى أضرار على الإنسان من تلك الأشعة؟

- تفرز أشعة ضارة بصحة الإنسان وتدمر الغلاف الجوى إذا نفذت إليه.

■ إذن ما الوسائل الأخرى التى استعنت بها لإتمام أبحاثك؟

- استعنت بكتب متنوعة فى علم الفلك من المدونات العلمية الموجودة على شبكة الإنترنت وكتب أخرى ممنوع تداولها إلا فى المكتبات العامة وتحديداً مكتبة الإسكندرية ومكتبة الزمالك.

■وما المدة التى استغرقها البحث؟

- فكرة البحث راودتنى وأنا فى العاشرة من عمرى ولكنها كانت بشكل عشوائى، وعندما أخذت الفكرة حيزاً كبيراًً فى بالى بدأت تنفيذها فعلياً بعد 3 سنوات، وأبحاثى استغرقت 4 سنوات متواصلة، ما بين الجهد والعناء والتغلب على الإحباطات التى واجهتنى أثناء البحث، وكان من الممكن تنفيذ البحث فى أقل من سنتين فى حالة توافر مراكز بحثية بشكل أفضل.

■ كيف تواصلت مع «ناسا»؟

- كنت بعمل بحث عن الكواكب الأخرى والفضاء الخارجى وأرسلت لـ«ناسا» البحث وبدأوا يرسلون إلىَّ خطابات ليتأكدوا من مدى جدية الموضوع واهتمامى به.

■ وما دور أسرتك ومساعدتهم لك فى البحث؟

- بابا دايماً كان بيشجعنى وبيدعمنى مادياً، وماما كانت بتعرفنى على علماء فى قناة ناشيونال جيوجرافيك، وكانت بتسافر معاىا مكتبة إسكندرية وبتوفر لى الهدوء والجو المناسب فى البيت وكانت دايماً تقول لى «اللى يحب الصعب لازم يتعب علشان يحقق هدفه».

■ وهل هناك أى جهة تبنت تدعيم أبحاثك مادياً؟

- ليست هناك أى جهة تدعمنى مادياً ونفقات البحث تحملها والدى، وكنت أقضى وقتى كله فى مكتبة الإسكندرية «علشان أطّلع وأستعير الكتب اللى مش هقدر أشتريها علشان أقل كتاب سعره كان 8 آلاف جنيه ومش موجود».

■ وما رأيك فى الوضع الحالى للتعليم بشكل عام؟

- التعليم أصبح يشكل إعاقة كبيرة للطلاب ويسعى إلى الكم دون الكيف، فالطالب يتحول إلى ماكينة، هو يحفظ ليدخل الامتحان دون فهم واستفادة، احنا بندرس مواد كتيرة مالهاش لازمة، وفيه مواد مفيدة مش بندرسها مثل الفيزياء الفلكية التى لا تدرس فى المدارس، لذا أنا أرى أن منظومة التعليم لا بد أن تتغير تغييراً شاملاً.

■ هل ترين أن تغيير وزير التعليم قد يحل المشكلات التى ذكرتها؟

- حل مشكلة التعليم لا يتمثل فى تغيير الوزير من عدمه، فالوزير الجديد سوف يطبق نفس المنظومة السابقة، ما نحن فى حاجة إلىه فعلاً هو تعديل المناهج وطرق التدريس وليس تغيير الوزير.

■ وما المنح الدراسية التى عُرضت عليك؟

- جامعة «uk» البريطانية قدمت لى منحة للدراسة بها وأنا رفضتها لأنى كنت أريد أن أدرس فى ناسا.

■ كيف توفقين بين دراستك وإجراء أبحاثك؟

- أثناء الإجازة الصيفية كنت أبدأ بحثى من الساعة 11صباحاً وفى بعض الأحيان كنت أضطر للسهر 3 أيام متواصلة، وأثناء الدراسة كنت أكرّس 4 ساعات يومياً للبحث إلى جانب المذاكرة، وآخر بحث قدمته كان فى شهر أكتوبر الماضى.

■ وما التحديات والإحباطات التى واجهتها؟

- الفكرة فى بدايتها كانت غريبة جداً والمدرسون فى المدرسة ما كانوش عارفينها والبحث عنها كان صعب جداً علشان محدش نفذها قبل كده، ودكاترة كلية الهندسة كانوا بيقولوا لى معلومات حول البحث ما كنتش فاهماها، وبعض المدرسين المقربين من والدى كانوا بيبسطوها لى، وفيه ناس كتير كانت بتستهزأ على بوستاتى على الفيس بوك وتقول لى إيه الهبل ده، لكن أنا عندى تحدى يخلينى أتجاهل كل ده.

 وما اهتماماتك وطموحاتك؟

- مش بميل للتليفزيون خالص، ولو اتفرجت عليه بأفضل مشاهدة القنوات العلمية والأفلام الوثائقية العلمية، خاصة «علم الأرض» ونشأة الكون «وستيفن هوكينغ عالم الفيزياء الفلكية» وليس لدىَّ وقت لمشاهدة الأغانى والأفلام، ولكنى أخرج مع عائلتى وأصدقائى للتنزه فى الأماكن العامة، وأحب الرسم جداً، وأقضى وقتاً محدوداً على مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا، ومعظم وقتى على الإنترنت يكون فى البحث والاكتشاف، وأتمنى أن أكون رائدة فضاء أو عالمة فلك، وأن أحطم الرقم القياسى لفيليكس المغامر النمساوى الذى هبط من مكوك فضاء خارج الغلاف الجوى للأرض وهى أعلى قفزة فى تاريخ البشرية.


مواضيع متعلقة