نصائح عمرها 80 سنة.. من «طه حسين» إلى «طارق شوقى»: إزاى تصلح التعليم؟

نصائح عمرها 80 سنة.. من «طه حسين» إلى «طارق شوقى»: إزاى تصلح التعليم؟
- أحمد نجيب
- إصلاح التعليم
- الأدب العربى
- البحث العلمى
- التربية والتعليم
- التعديل الوزارى الجديد
- التعليم الابتدائى
- أبناء
- أجنبية
- أحدث
- طه حسين
- أحمد نجيب
- إصلاح التعليم
- الأدب العربى
- البحث العلمى
- التربية والتعليم
- التعديل الوزارى الجديد
- التعليم الابتدائى
- أبناء
- أجنبية
- أحدث
- طه حسين
«مثل الماء والهواء»، فى ثلاث كلمات وصف عميد الأدب العربى التعليم الذى أكد أنه طريق الانطلاق نحو دولة قوية ومجتمع متماسك وواعٍ ومستنير. الاهتمام بقضية التعليم دفعت المفكر الكبير إلى أن يخصص لها جزءاً واسعاً من كتابه «مستقبل الثقافة فى مصر» الذى أحدث صدى كبيراً وتسبب فى معارك فكرية، إلا أن 80 عاماً بالتمام والكمال مرت منذ صدور الكتاب فى 1938، ولا يزال جزء كبير من رؤية د.طه حسين مجرد حبر على ورق.
كَمٌّ هائل من الوزراء تتابعوا على وزارة «المعارف» سابقاً، التربية والتعليم حالياً، منذ أحمد نجيب الهلالى الذى عمل طه حسين نائباً له فى أوائل الأربعينات، حتى خروج الهلالى الشربينى وتعيين طارق شوقى بدلاً منه فى التعديل الوزارى الجديد، الذى لا تزال أفكار صاحب «الأيام» صالحة أن تقدم إليه فى صورة نصائح للنهوض بالتعليم، أولى تلك النصائح توحيد التعليم الابتدائى من خلال وضع مناهج مشتركة بين مختلف أنواع المدارس، سواء الحكومية أو الأزهرية أو الخاصة والأجنبية، تخلق بين التلاميذ أرضية وطنية ولغوية وفكرية متشابهة، محذراً مما وصفه آنذاك «الجزر المنعزلة»، فيقول: «الغريب أن الحكومة تصلح فى الألفاظ والنظريات ولا تحاول أن تصلح جوهر التعليم، ولا تفكر فى هذه الفروق العقلية العنيفة التى تقسم الأمة الواحدة إلى فرق متمايزة والتى يجب أن تُزال وأن تقوم مقامها وحدة عقلية»
{long_qoute_1}
ثانى نصائح «طه حسين»، تتعلق بتحسين الأوضاع الاجتماعية للمعلم، بداية من راتبه إلى توفير الإمكانيات اللازمة للعملية الدراسية، «إن المعلم أمين على أبناء الشعب، ومسئول عن هذه الأمانة أمام الشعب والدولة. ولثقل هذه الأمانة فمن حقه على الشعب والدولة أن يجد عندهما المعونة على تأديتها، وهذه المعونة تتلخص فى أن الدولة ملزمة أن تهيئ المعلم تهيئة صالحة وأن تعنى بالمدارس والمعاهد التى تخرج للتعليم الأولى رجاله، ولابد أن تكون مدارس المعلمين صالحة كأحسن ما يكون فى حياتها المادية والمعنوية»، يلخص «حسين» فكرته حول أحوال المعلم بقوله «أنه كى يبث المعلم فى نفس الطالب العزة والكرامة وحب الحرية والاستقلال فيجب أن يشعر هو أولاً بذلك، كما يجب أن يكون التعليم فى تلك المدارس صالحاً أيضاً بحيث لا يتخرج منها معلمون جُهال».
كثير من مقترحات طه حسين، تتعلق بقضايا ومشكلات لا تزال عالقة حتى اليوم، منها أيضاً قضية الامتحانات، التى وصفها بأنها «سبب فى فساد النظام التعليمى»، لأن الهدف من التعليم تم اختزاله فى فكرة «النجاح والسقوط»
بعد 12 عاماً من صدور كتابه، تقلد «حسين» منصبه وزيراً للمعارف فى حكومة إسماعيل باشا، وخلال عامين استطاع أن ينفذ بعض نقاط رؤيته، أهمها مد مجانية التعليم لتشمل التعليم الثانوى والفنى، وزيادة مدة التعليم الابتدائى من 4 إلى 6 سنوات، والاستعانة بوفود خارجية للمساهمة فى تطوير التعليم والتعاقد مع أساتذة من فرنسا وإنجلترا لنقل خبراتهم إلى المدارس المصرية، لكن مشوار «العميد» لإصلاح التعليم لم يكتمل، وما زال فى حاجة لخطوات كثيرة ربما يستكملها الدكتور طارق شوقى الذى انتقل من منصبه رئيساً للمجلس الرئاسى الاستشارى للتعليم والبحث العلمى إلى وزير للتربية والتعليم.