أحمد عيد: التمثيل يهدر العمر وماشى بـ«الحظ والبركة» ومررت بحالة اكتئاب كادت تدفعنى للاعتزال

كتب: خالد فرج

أحمد عيد: التمثيل يهدر العمر وماشى بـ«الحظ والبركة» ومررت بحالة اكتئاب كادت تدفعنى للاعتزال

أحمد عيد: التمثيل يهدر العمر وماشى بـ«الحظ والبركة» ومررت بحالة اكتئاب كادت تدفعنى للاعتزال

عاد النجم أحمد عيد لجمهوره بفيلم «يابانى أصلى»، بعد فترة غياب دامت 3 سنوات، وتحديداً منذ مشاركته فى مسلسل «صاحب السعادة» مع الزعيم عادل إمام، حيث راهن عيد على فيلمه الجديد وكسب الرهان، بعد الإيرادات المرتفعة التى حققها الفيلم منذ بداية طرحه بدور العرض.

«عيد» فى حواره الساخن مع «الوطن» اختار الجرأة والصراحة عنواناً لردوده، وأوضح سبب تأخر تنفيذ فيلمه الجديد رغم جاهزية السيناريو منذ 8 سنوات، وكشف عن رفض العديد من المنتجين إنتاج الفيلم، بزعم أنه مسىء لمصر، بحسب قوله، وأعلن أنه فكر فى الاعتزال كثيراً خلال الفترة الماضية، بعدما تسللت مشاعر الإحباط والاكتئاب إلى نفسه، والكثير من التفاصيل والأسرار خلال السطور المقبلة.

{long_qoute_1}

■ لماذا اخترت السينما بوابة عودتك للساحة الفنية بعد غياب 3 سنوات؟

- لأن قيمة المنافسة السينمائية تفوق التليفزيونية، لا سيما أن الأخير بات مكتظاً بالمسلسلات، أما السينما فهى تُحقق النجومية وتشهد المنافسة الحقيقية، وانطلاقاً من هذا الرأى، نجد فنانين يقدمون أعمالاً تليفزيونية باستمرار، ويتلقون عنها ردود فعل جيدة، ولكن هذا التفاعل ربما لا يكون بنفس الدرجة أو القيمة حال تقديمهم لأفلام سينمائية.

■ ألم تخش عدم نجاح «يابانى أصلى» جماهيرياً بسبب طول فترة ابتعادك؟

- لم أجد أمامى سبيلاً سوى الاجتهاد فى الفيلم والمحاربة عليه، بسبب انعدام الفرص والخيارات أمامى، وجاءت النتيجة طيبة فى مجملها، وأحمد الله على عدم حدوث العكس، لأنها كانت هتبقى «مصيبة» كبيرة، وبعيداً عن هذا وذاك، أعتبر تصنيف الأفلام وترتيبها من حيث إيراداتها مسألة نسبية، لكونها خاضعة لظروف ومعطيات لا تتسم بالعدالة أو المساواة، بمعنى أن عرض فيلمى فى 40 دور عرض مثلاً لن يكون بنفس العائد المادى لفيلم آخر يعرض فى 60 شاشة عرض، حيث يُحدث الفارق فى عدد الشاشات المتاحة للفيلمين خللاً فى مسألة العدالة والمساواة، والأمر ذاته بالنسبة لأعمال الدعاية للأفلام، التى تتفاوت من فيلم لآخر حسب إمكانيات الجهة المنتجة، وبالنظر إلى كل هذه العوامل، تصبح مسألة تصنيف الأفلام كأول وثان وثالث تتسم بالعشوائية حتى لو صبت الحسبة فى صالحى.

■ معنى كلامك أنك لست سعيداً بتخطى إيرادات فيلمك لفيلم «آخر ديك فى مصر» لمحمد رمضان؟

- المسألة ليست كذلك، لاختلاف معطيات الفيلمين وأولها توقيت العرض، لأن فيلمى طُرح فى السينمات قبل فيلمه، وبالتالى إذا كان الفارق فى الإيرادات بينهما نصف مليون جنيه مثلاً، فربما يحققها رمضان ويتجاوزنى خلال الفترة المقبلة، وفى النهاية مثلما أشرت سلفاً تظل المقارنة بين إيرادات الأفلام مسألة نسبية.

■ على ذكر محمد رمضان.. هل خشيت غضبه بسبب مشهد إزالتك لبرواز يحمل صورة «رفاعى الدسوقى» بشكل كوميدى ضمن أحداث الفيلم؟

- اعترضت على هذا المشهد وقت تنفيذه، وقلت لزميلى الفنان محمد ثروت: «ما بلاش الحكاية دى لأنها ممكن تعمل لغط»، فرد قائلاً: «أنا المسئول والإيفيه ده بتاعى»، فاحترمت رغبته رغم إحضارى لبرواز بديل يحمل صورة شخصية سياسية ما، ولكنى لم أتعامل بمنطق أن الفيلم من بطولتى، وإنما أعتبر كل أفلامى بمثابة بطولة جماعية مع باقى الممثلين، إلا أن هذا لم يمنعنى من إبداء اعتراضى لكل من المنتج والمخرج، ووجدتهما مصممين على تقديمه، وكذلك الأمر بالنسبة للمشهد الذى تردد أنه سخرية من أحمد عز، وهو لم يكن كذلك بالمرة، وقمت بتنفيذه على أساس عرضه داخل الفيلم فقط وليس أن يتصدر «التيزر»، وهذه الجزئية خارجة عن إرادتى، لأنى شخص لست بديكتاتور داخل البلاتوه، ولا أتابع أعمال المونتاج وخلافه، وإنما أتعامل بمبدأ وكأننى «باخد فرصة وبشتغل لأول مرة»، ولذلك أحترم تخصصات الغير ولا أتدخل فيها.

{long_qoute_2}

■ ألم تحاول التواصل مع أحمد عز لتوضيح وجهة نظرك بعد اللغط الذى أثير بشأن مشهد «أقسم بالله ولادى»؟

- وجدت حساباً باسمه عبر «فيس بوك»، وتواصلت معه قبل عرض الفيلم، وتحديداً بعد علمى بتضمن التيزر للمشهد الذى أقول فيه لضابط الشرطة: «أقسم بالله ولادى»، ولكنى اكتشفت أن صاحب الحساب منتحل لصفة عز واسمه، وذلك بعد أن طلبت التحدث معه هاتفياً لتوضيح الموقف، أما عن المشهد نفسه فأرى أنه إذا كان تم الاكتفاء بعرضه فى سياق الفيلم لمر مرور الكرام، علماً بأننى قلت: «أقسم بالله ولادى» وليس «أقسم بالله ما ولادى»، وهنا أتساءل: «هل نحذف هذه الجملة من قاموس اللغة العربية مثلاً؟ فربما أقول فى مناسبة ما: «أقسم بالله كتبى»، «أقسم بالله شققى».. إلخ دون أن يكون المقصود منها أحمد عز.

■ ما الرسالة التى أردت توصيلها بعرض مشاجرة الإعلامى أحمد شوبير مع المذيع أحمد الطيب بشكل خاطف ضمن أحد مشاهد الفيلم؟

- تقديم مشهد يغلب عليه طابع الكوميديا، وإبراز حال الإعلام الذى أصبح بلا ضوابط، وتحول إلى ساحة للمشاجرات والمشادات وتبادل الشتائم والتجريح فى البشر، حيث أصبح المشهد الإعلامى برمته صعباً على المجتمع.

{long_qoute_3}

■ لماذا تأخر تنفيذ الفيلم رغم جاهزية السيناريو منذ 8 سنوات؟ وما أبرز التعديلات التى أجريت عليه حتى يتماشى مع وقتنا الحالى؟

- تعاقدت مع إحدى شركات الإنتاج على تنفيذ الفيلم، ولكنها قامت بتأجيله لعام 2011 الذى اندلعت فيه ثورة 25 يناير، وبعدها قمت بعرضه على جهات إنتاجية عديدة، واكتشفت أن الإنسان إذا صدق شيئاً فعليه أن يواصل تصديقه ويدعه من كلام الناس.

■ ماذا تقصد من جملتك الأخيرة؟

- أصبت بإحباط بالغ عندما توجهت لجهات إنتاجية كبيرة، ووجدت القائمين عليها يقولون لى: «أصل الفيلم مسىء للبلد وضدها»، فعلمت أنهم فى عالم تانى، وبالعودة إلى أصل سؤالك السابق، فأنا ظللت 8 سنوات أسعى لتنفيذ هذا الفيلم، لإعجابى بمضمونه وفكرته، أما عن تعديلات السيناريو فكانت تتوقف على الأبطال وطبيعة الأحداث الراهنة، ولكن قصة الفيلم الرئيسية تصلح لتقديمها فى كل زمان ومكان.

■ ولكن الإطار العام لفيلمك قريب الشبه من فيلم «عسل أسود» لأحمد حلمى بحسب بعض الآراء

- أقسم بالله أن سيناريو «يابانى أصلى» مكتوب من قبل طرح «عسل أسود» بدور العرض، واسألوا المنتج سامح العجمى وهو حى يرزق، لأنه كان يعتزم إنتاج الفيلم، وشاهد فيلم أحمد حلمى وقال لنا: «عسل أسود» قريب من الفيلم بتاعنا ولكنه ليس متشابهاً معه»، وهنا دعنى أتساءل: «ما الفارق بين فيلمى «شد أجزاء» و«واحد من الناس»؟ تيمة الانتقام القاسم المشترك بينهما، ولكن تلك التيمة يمكن تقديمها فنياً بآلاف الطرق.

■ ما إمكانية تقديم جزء ثان من الفيلم خاصة أن نهايته تحتمل ذلك؟

- لا أعتقد أن هذه الخطوة واردة، لأن مسألة تقديم جزء ثان تتطلب السفر إلى دولة آسيوية للتصوير فيها، وهذه مسألة مكلفة إنتاجياً، ولا بد أن يكون الجزء الجديد قائماً على فكرة براقة وجديدة، بحيث يكون المستوى الفنى أقوى بكثير من الجزء الأول.

■ ما أسباب عدم تصويركم لمشاهد الحارة داخل منطقة شعبية حقيقية رغم قيامكم بتصوير عدد من المشاهد فى أماكن حية كالأهرامات وكوبرى قصر النيل مثلاً؟

- فكرنا فى تصوير مشاهد الحارة داخل إحدى المناطق الشعبية، ولكن وجدنا الفكرة صعبة التنفيذ نظراً للتجمعات السكانية وما شابه، ولذلك تراجعنا عنها.

■ هل توقعت أن يعترض جهاز الرقابة على مشاهد من الفيلم؟

- على الإطلاق، لأن الفيلم لم يتضمن أى مشهد مسىء أو ما شابه.

■ ولكنه لاقى اعتراضاً من الرقابة وقت حكم الإخوان؟

- المسألة لا علاقة لها بالإخوان أو غيرهم، فالرقابة هى الرقابة، ولكن ربما كانت هناك حساسية معينة حينها تجاه تناول بعض الموضوعات فنياً، بما أن البلد كانت تعيش فى فترة ما بعد الثورة.

■ هل أجبرتك ظروف غيابك لسنوات على التعاون مع منتج ومخرج يخوضان أولى تجاربهما بمجالى الإنتاج والإخراج؟

- ربما، ولكنى سعدت بالتعاون مع المنتج أيمن يوسف، الذى آمن بفكرة الفيلم رغم أنها لم تلق قبولاً لدى كثير من المنتجين، وأحببت العمل مع المخرج محمود كريم، الذى كان متفهماً لفكرة الفيلم ومقتنعاً بمضمونها، ومن ثم وجدت شخصين يتملكهما الطموح لتقديم فيلم جيد.

■ وكيف تعاملت مع الطفلين اليابانيين أثناء التصوير؟

- الفيلم ضم جنسيات متعددة من اليابان والصين ودول شرق آسيا، وكلهم قدموا أدواراً لمواطنين يابانيين، ولكن الصعوبة التى واجهناها مع الطفلين تركزت فى كونهما آسيويين لا يجيدان التحدث باللغة العربية، فضلاً عن صعوبة تنظيم مواعيد عملهما، بما أنهما يستيقظان وينامان مبكراً.

■ هل من الممكن أن تتزوج من امراة يابانية مثلما شاهدنا فى الفيلم؟

- ولم لا؟ الإنسان قد يتزوج من أى إنسانة فى الدنيا، و«محدش عارف نصيبه فين».

■ بعيداً عن الفيلم.. كيف قضى أحمد عيد حياته خلال السنوات الثلاث الماضية؟

- اتجهت للسفر وممارسة الرياضة ومشاهدة الأفلام ودخلت فى حالة اكتئاب أحياناً.

■ هل دفعك الشعور بالاكتئاب إلى التفكير فى اعتزال التمثيل؟

- راودتنى فكرة الاعتزال أكثر من مرة، ورغم حبى لمهنة التمثيل والفن بشكل عام، إلا أننى إذا وجدت مهنة بديلة أجد نفسى فيها لن أعمل فناناً مرة أخرى.

■ لماذا؟

- لأنها مهنة متعبة للأعصاب ومهدرة للعمر، فضلاً عن وجود صراعات فيها بلا معنى.

■ ولم لم تؤسس مشروعاً تجارياً لتأمين مستقبلك؟

- حاولت وما زلت أحاول فى هذا الاتجاه، الذى يحتاج للحظ والتوفيق حتى تُنفذ مشروعاً جيداً، لأن الحياة الفنية أصبحت مليئة بالمشكلات، والمهنة أصبحت تسير بالبركة والحظ فى ظل غياب النظام والمؤسسات الفنية الكبيرة، حيث بات 50% من العاملين فى المجال الفنى يعتمدون على مجهوداتهم الفردية، والباقى يكتفون بتقديم أعمال تليفزيونية كل عام، ولكن تظل السينما هى الموضوع الأصعب، لأنك تبحث عن الفكرة الجيدة التى تجذب الجمهور للإقبال على مشاهدة فيلمك فى دور العرض.

■ علمنا من مصادرنا أنك تلقيت عرضاً لتقديم جزء ثان من مسلسل «أزمة سكر»...

- مقاطعاً: نعم، ولكن المسألة صعبة التنفيذ لأسباب عدة، أولها عدم إمكانية تجميع نفس أبطال الجزء الأول، فضلاً عن أن الجمهور نفسه ربما يسألنى: «ما الذى يدفعنى لتقديم جزء ثان؟ ولماذا لا أقدم مسلسلاً جديداً؟ أتمنى تقديم جزء ثان من «أزمة سكر»، لأن شخصية «سكر» صعبانة علىَّ، ولم أشبع منها فنياً، ولكنى أعتزم تقديم هذا الكاراكتر فى عمل منفصل خلال الفترة المقبلة.

 

أحمد عيد فى مشهد من الفيلم


مواضيع متعلقة