الأزهر يعاقب عشرات الموظفين بالجزاءات والإحالة إلى «التأديبية» بسبب «فيس بوك».. وتحقيقات موسّعة مع أساتذة بالجامعة

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

الأزهر يعاقب عشرات الموظفين بالجزاءات والإحالة إلى «التأديبية» بسبب «فيس بوك».. وتحقيقات موسّعة مع أساتذة بالجامعة

الأزهر يعاقب عشرات الموظفين بالجزاءات والإحالة إلى «التأديبية» بسبب «فيس بوك».. وتحقيقات موسّعة مع أساتذة بالجامعة

كشف مسئول بقطاع المعاهد الأزهرية لـ«الوطن» أن إدارة المشيخة والقطاع عاقبت 28 إدارياً وموظفاً فى القطاع بجزاءات، وأحالت بعضهم إلى التحقيق بسبب مخالفتهم تعليمات المشيخة بحظر الكتابة على «فيس بوك»، فيما أحالت البعض الآخر إلى التحقيق فى مخالفات إدارية. {left_qoute_1}

وقال محمد على، أحد المسئولين بقطاع المعاهد الأزهرية، إن «إحالة 28 إدارياً إلى التحقيق تكشف أن الإدارة الحالية للمشيخة تفرض قيوداً حديدية على الأحاديث الشخصية، وتحارب من يخالف ذلك، وتمارس أقصى درجات التخويف، فيما تحابى المقربين الذين ينقلون أخبار زملائهم، وما يكتبونه على صفحاتهم، وتمنحهم مكافآت». وأوضح أن أحد قيادات «المشيخة» صدرت له 4 قرارات ترقيات، رغم أنه محال إلى محكمة تأديبية، بالمخالفة لجميع القواعد والقوانين سابقاً، مشيراً إلى أنه قدّم ملفاً كاملاً للأجهزة الرقابية بالدولة، واستغاثات إلى رئيس الجمهورية لنجدة الإداريين والموظفين من قيادات المشيخة التى يفترض أنها مؤتمنة على القانون، فضلاً عن الدين والأخلاق، حسب قوله. وأضاف «المشيخة أحالت عدداً كبيراً من أساتذة الجامعة إلى التحقيق، بسبب تصريحاتهم للإعلام، وعلى رأسهم الدكاترة أحمد كريمة ويسرى جعفر وعبدالفتاح إدريس عميد كلية التربية، فيما أصدر مدير الشئون القانونية بالمشيخة بياناً للإعلام قبل يومين يتحدث فيه عن رأيه الفقهى فى مسألة الطلاق الشفوى، ويتطاول على بعض العلماء».

وقال حسين القاضى، الباحث فى الشئون الدينية، لـ«الوطن»: إن قيادات المشيخة فى عهد الشيخ الطيب تسىء إلى اسم ومكانة الأزهر، ويتدخّلون فى كل شىء حتى غير المختصين فيه، ولا يسمحون بمناقشة آرائهم، ومن يحاول المناقشة فمصيره التحقيق بتهم ملفقة، مما يثير غضب أساتذة الجامعة، وكذلك تمنع المشيخة الجميع من الحديث إلى الإعلام لأى سبب فى ما يتحدث محمد عبدالسلام إلى الإعلام رغم عدم وجود صفة حقيقية له داخل المشيخة سوى أنه يدير الأزهر و«الطيب» معاً.

وأضاف «القاضى» أن سيطرة مدير الشئون القانونية بالمشيخة على الأزهر انتقلت من السر إلى العلن، ولأول مرة يحدث فى تاريخ الأزهر إبعاد جماعة كبار العلماء من المشهد، ليتولى الأمر مستشار قانونى للمشيخة. وتابع القول: «كلمة وقرار شيخ الأزهر ومؤتمرات الأزهر وتعيينات المسئولين، وأيضاً تطوير المناهج، وقناة الأزهر المعطلة فى يد عبدالسلام»، موضحاً أن «تلك القناة بدأت منذ 3 سنوات ونصف السنة، ولو جرى استغلالها لأنتجوا عملاً علمياً إعلامياً يسهم فى سد ثغرات يدخل منها الفكر المنحرف إلى بيوت المصريين، ونشاهد انضباطاً فى الفتوى والوعظ». وأضاف أن «عميد كلية أصول الدين بالأزهر يقف بالساعات أمام مكتب عبدالسلام حتى يأذن له بالدخول، وهو الذى يجلس على مقعد الإمام عبدالحليم محمود صاحب الخشية والوقار من الجميع، بما فى ذلك رئاسة الجمهورية».

وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: إن الإدارة الحالية بالمشيخة ليس لديها قبول للرأى الآخر. وأضاف أن التحقيق مع أئمة كبار مثل الدكتور أحمد كريمة بتهم ساذجة أمر غير مقبول، فالرجل كانت له اليد الطولى فى الرد على الإخوان، حينما حاولوا اختراق المؤسسة، وكان شديداً فى مواجهتهم، لكن بعد زوال الإخوان وضغوطهم على المشيخة تحول الأزهر إلى محاربة «كريمة». وأوضح أن حالات الانتقام من أساتذة بالجامعة تعدّدت مثل الدكتور عبدالفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن، ومحاولات التحرش العلمى والإدارى بالدكتور سعد الدين هلالى، والإساءة إليه عبر بيان رسمى من هيئة كبار العلماء، وطالت الإساءات ومحاولات الانتقام قيادات بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

وقال النائب محمد أبوحامد إن موقف قيادات الأزهر غريب، فهم يحاربون التنوير والتجديد ولا يقدّمون جديداً فى ملف تجديد الخطاب الدينى ومواجهة القضايا والملفات التى تراكمت منذ سنوات طويلة، وفى مقدمتها مشكلة الخطاب الدينى وتطهير المؤسسات من الإخوان، والأزهر للأسف ليس له خطوات، لا فى التجديد ولا التطهير، وتأخره هذا يضر المصلحة الوطنية.

وكانت «الوطن» نشرت منشور مشيخة الأزهر بمنع جميع العاملين بمؤسساتها من الحديث على مواقع التواصل الاجتماعى، وجاء بالمنشور الذى حمل رقم 9 لسنة 2016: «نُهيب بالعاملين بمواقع العمل المختلفة بالهيئات التابعة للأزهر الشريف، عدم نشر أو مشاركة أى أخبار أو صور أو معلومات تتعلق بطبيعة عملهم بالأزهر على صفحات التواصل الاجتماعى تجنّباً للمساءلة، ووُقع المنشور من «مؤمن متولى»، الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر، فى الوقت الذى ينتشر فيه العاملون بمرصد الأزهر الذى يديره «عبدالسلام» على صفحات التواصل الاجتماعى للتطاول على منتقدى المشيخة.


مواضيع متعلقة