«السيسى» لـ«عون»: ستجدون منا كل الدعم من أجل الحفاظ على استقرار لبنان

كتب: سماح حسن

«السيسى» لـ«عون»: ستجدون منا كل الدعم من أجل الحفاظ على استقرار لبنان

«السيسى» لـ«عون»: ستجدون منا كل الدعم من أجل الحفاظ على استقرار لبنان

عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى قمة «مصرية - لبنانية» مع نظيره اللبنانى ميشال عون، فى قصر الاتحادية، أمس، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمية واستعراض حرس الشرف وعزف السلام الوطنى لكل من مصر ولبنان.

وقال «السيسى»: «لقد سعت مصر دوماً للحفاظ على كيان واستقرار الدولة اللبنانية ومؤسساتها، حيث تواصلت على مدار الفترة الماضية مع مختلف القوى السياسية اللبنانية لتأكيد ضرورة اعتماد الحوار أساساً لحل الخلافات، كما كانت مصر من أولى الدول التى رحبت بقدرة اللبنانيين على التوصل إلى تسوية سياسية صُنعت فى لبنان بعيداً عن تدخل القوى الخارجية، وحافظت على «النموذج اللبنانى الفريد» فى التعايش بين كامل طوائفه مما يجعل لبنان نموذجاً رائداً فى المنطقة لتسوية الأزمات سياسياً».

{long_qoute_1}

وأضاف فى مؤتمر صحفى مشترك، أمس: «يُسعدنى أن أرحب بالرئيس اللبنانى فى بلده الثانى مصر، وأؤكد له أن العلاقات المتميزة التى تجمع بلدينا ما هى إلا تتويج للتواصل القائم بين الشعبين المصرى واللبنانى، بما لهما من حضارة ضاربة فى عمق التاريخ امتدت عبر العصور، من خلال تقارب ثقافى واجتماعى، وأسفرت عن ترابط قوى، واتفاق فى الرؤى بشأن القضايا المختلفة».

وتابع «السيسى»: «إن مصر ستواصل دعمها للبنان الشقيق على جميع الأصعدة، وكلى ثقة فى أن ولايته ستُعزز وضع لبنان كبلدٍ للتعددية السياسية والتنوع الثقافى الذى تحكمه أسس المشاركة والتوافق بين القوى السياسية المختلفة، وستحفظه بعيداً عن أية محاولات لجره والمنطقة إلى ساحة للصراعات المذهبية أو الدينية الغريبة عن منطقتنا، والتى تحاول أن تسلب من منطقة المشرق العربى خصوصيتها التاريخية كساحة تعايش وتلاق بين الأديان والمذاهب».

ووجه حديثه للرئيس اللبنانى قائلاً: «إن لبنان الحر القوى المستقر يعد عامل قوة للأمة العربية وستجدون منا كل الدعم فى جهودكم من أجل الحفاظ على الاستقرار فى لبنان ومواصلة جهود البناء والتنمية».

وأوضح أنه تباحث مع نظيره اللبنانى، حول سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة فى المجالات الاقتصادية والتجارية، واتفقا على أهمية تعزيز التعاون الثلاثى فى أفريقيا بغرض الترويج لصناعات ومنتجات البلدين فى القارة الأفريقية، وأسعده أن استمع من الرئيس ميشال عون إلى رؤيته حول تطوير العلاقات بين بلدينا الشقيقين، والرعاية التى تحظى بها الجالية المصرية الموجودة فى لبنان. وأشار إلى أن مباحثاته مع الرئيس اللبنانى تطرقت إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية التى تهم البلدين، وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب والأزمة السورية وأزمة اللاجئين التى تعانى منها لبنان، كما اتفقا على ضرورة وقوف الدولتين معاً ضد مخاطر الإرهاب، حيث أعرب للرئيس اللبنانى عن استعداد مصر لدعم قدرات الجيش اللبنانى ومختلف أجهزته الأمنية.

وقال الرئيس اللبنانى: «سعدت بلقاء الرئيس السيسى، وأشكره على حسن الاستقبال والضيافة، وهذا ليس غريباً أبداً على طبيعة الشعب المصرى الطيب والأصيل، ويسعدنى أن أتوجه للرئيس السيسى بدعوة رسمية لزيارة لبنان».

وأضاف: «لم آتِ إلى مصر لإرساء علاقات بين البلدين أو تحسينها، ولكن تأكيداً على علاقات تاريخية منذ النهضة العربية حتى اليوم، لم تعترِها شائبة على الرغم من كل التغيرات والتحولات، فكان هذا اللقاء مناسبة طيبة للبحث فى تطويرها وتعزيزها وتأمين استمرارها على جميع الأصعدة، وفى مختلف القطاعات والمجالات بما يخدم مصالحنا المشتركة وتطلعات شعبنا، وأكدنا فى هذا الإطار ضرورة توطيد اللجنة العليا المصرية - اللبنانية المشتركة، ومتابعة أعمالها وتفعيل اجتماعاتها بشكل دورى للوصول إلى النتائج المرجوة، وتطرقنا خلال المحادثات إلى الوضع العام المضطرب والملتهب فى منطقة الشرق الأوسط وفى عالمنا العربى، وهنا أعيد التأكيد على أن الآمال معقودة على الدور الكبير الذى يمكن أن تقوم به مصر بقيادة الرئيس السيسى فى الشرق الأوسط والعالم العربى، فهى الاعتدال والانفتاح والسند والعضد ويمكنها إطلاق مبادرات إنقاذ عربية تقوم باستراتيجية مشتركة لمحاربة الإرهاب الذى يضرب فى أرضنا ويستبيح أهلنا، والعمل على إيجاد حلول سياسية للازمات فى الوطن العربى، وخاصة فى سوريا».

وأعرب الرئيس السيسى، فى نهاية المؤتمر الصحفى، عن شكره للرئيس اللبنانى على دعوته لزيارة لبنان، وقال: «قريباً سأكون فى لبنان».


مواضيع متعلقة