خبراء وإسلاميون: انعدام الثقة والأوضاع الاقتصادية وراء تراجع الجمعيات

كتب: سعيد حجازى وإسراء سليمان

خبراء وإسلاميون: انعدام الثقة والأوضاع الاقتصادية وراء تراجع الجمعيات

خبراء وإسلاميون: انعدام الثقة والأوضاع الاقتصادية وراء تراجع الجمعيات

أكد خبراء وإسلاميون أن انعدام الثقة والأوضاع الاقتصادية، من أسباب تراجع دور الجمعيات الإسلامية الخيرية فى دورها المجتمعى خلال السنوات الماضية. وقال محمد حبيب، نائب المرشد العام الأسبق، لـ«الوطن»: الجمعيات فقدت مصداقيتها، فلا شك أن فشل الإخوان فى فترة حكم مصر، وسوء إدارتهم والثورة عليهم، جعلت هناك عدم ثقة فى تلك الجمعيات، مما أثر بشكل كبير على الجمعيات التى تعمل بالحقل الدعوى والخيرى، وما صدر بعد فض اعتصام رابعة، والعنف الذى تم أدى لتراجع الرصيد الشعبى العام تجاه هذه الجمعيات، وبالتالى فهى فقدت الدعم المعنوى قبل أن يكون هناك دعم مادى لها.

وأضاف «حبيب»: الأوضاع الاقتصادية أثرت على الجميع بمن فيهم الشعب، ولا بد أن تكون هناك مراجعة شاملة لتلك الجمعيات فى الأهداف والمنهج والطريق والاعتذار عما حدث والإقرار بأن 30 يونيو ثورة وليست انقلاباً. وتابع: تقنين الأوضاع داخل تلك الجمعيات ضرورة، وعليها أن تكون تحت رقابة الدولة.

{long_qoute_1}

وقال الدكتور ناجح إبراهيم، المفكر الإسلامى، لـ«الوطن»: بعد 30 يونيو تم التضييق على بعض من الجمعيات الخيرية خاصة الجمعية الشرعية التى كانت تراعى 750 ألف مصرى، فهناك مشروعات لها بالخارج والداخل، ومساجد ومدارس ومستشفيات، فهى كانت تقوم للدولة بعمل مشاريع خيرية خاصة فى العلاج والمستشفيات، وللأسف كان عيب الإخوان أنها كانت تقفز على أى جمعية ناجحة فتريد السيطرة عليها، والضحية تكون الجمعية الشرعية. وأضاف: تعاملت الدولة مع الجمعيات الإسلامية بسلبية، مما جعل الفقير والمسكين يُمسك فى رقبة الدولة فأضرت بنفسها، فكل الجمعيات ليس لها نشاط سياسى خاصة التى لها تاريخ، فالدولة لا تستطيع رعاية 750 ألف يتيم، فالجمعية الشرعية هى أم الأيتام، فعلى الدولة إزالة الهواجس الأمنية.

وقال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: ممارسات فترة الإخوان كانت سبباً فيما يحدث للجماعات الإسلامية والجمعيات الخيرية، فممارسة بعض قيادات الجمعيات العمل السياسى فى فترة حكم الإخوان، وما تلى 30 يونيو تسبب فى فقدان تلك الجمعيات الثقة المتبادلة بينها وبين المصريين. وأوضح «عيد» أن الأوضاع الاقتصادية الحالية أيضاً تسببت فى قلة التبرعات التى كانت تتلقاها الجمعيات من الداخل، لكن هناك تبرعات لها تأتى من الخارج حتى الآن. وأكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، أن هناك جملة من الأسباب لعزوف المواطنين عن الجمعيات الخيرية، خصوصاً التابعة لجماعات دينية، أهمها أن الدولة تنبهت للدور التى تلعبه هذه الجمعيات كما حدث من قبل جماعات الإخوان والسلفيين، التى استطاعت أن تنشر دور تيارات الإسلام السياسى كما أن القانون أيضاً نظم وجودها على الساحة، وكذلك نظّم أداءهم ومصادر تمويلهم، وبالتالى قلّت هذه الجمعيات على مستوى العدد والنشاط، ولم يعد لها دور خدمى وصحى، وعن ضعف مصادر تمويل هذه الجمعيات فى الفترة الأخيرة، أكد «فهمى» أنها ترجع لتخوف بعض قيادات الجماعات الإرهابية من تمويل تلك الجمعيات فى الفترة الأخيرة، خصوصاً أن معظم هذه الجمعيات كانت بعيدة عن الضوابط والمعايير، فبعد ضبطها وإثبات تبعيتها لجماعات إرهابية جعل كثيراً من رجال الأعمال يمتنعون عن التمويل، مشيراً إلى أنه بالرغم من ذلك ما زالت تتداخل ولها وجود فى الأماكن العشوائية، لعدم وصول الدولة لها.

وقال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اعتماد العديد من الفئات المهمشة والفقيرة على الجمعيات الأهلية والخيرية، زاد فى الفترات الأخيرة بسبب سوء الحالة الاقتصادية للبلاد وزيادة الأسعار، للاستفادة من الخدمات التى تقدمها الجمعيات الخيرية فى الصحة والتعليم، نتيجة غياب دور الدولة، مؤكداً أن دور الدولة غائب فى القيام بدورها لرعاية الفئات الأكثر احتياجاً، وعلى الدولة أن تقدم خدمات صحية وتعليمية، خصوصاً أن الدولة يدها قاصرة الآن. وأضاف «سلامة» لـ«الوطن» أن هناك العديد من الجمعيات التى ما زالت تقدم مساعدات اقتصادية واجتماعية، بالرغم من إعلان الدولة حظر مجموعة من الجمعيات التابعة لجماعات إرهابية، خصوصاً أنها لا تزال لها منافذ لتقديم الخدمات فى بعض المناطق العشوائية، مشيراً إلى أن الجمعيات التى تحمل أسماء تابعة لجماعة دينية، كانت تمثل رمزاً للكثير من الفئات المهمشة خصوصاً أن الدين يلعب دوراً مهماً فى وجدانهم، لذلك كان لهذه الجمعيات دور مهم فى جذور المجتمع، فى ظل مواجهة الدولة للجمعيات المشبوهة، وإغلاق من يثبت ارتباطه بأعمال إرهاب، حتى نحمى المجتمع من تلك المنافذ الإرهابية.


مواضيع متعلقة