ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية والكتب الخارجية فى الفجالة

كتب: أحمد عصر

ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية والكتب الخارجية فى الفجالة

ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية والكتب الخارجية فى الفجالة

زحام شديد وأصوات ارتفعت هنا وهناك، وسيارات نقل صغيرة محمّلة بالمنتجات الورقية المختلفة يستدل بها كل غريب على منطقة الفجالة، حيث المركز الأول لتجارة الكتب والأوراق الكتابية والمستلزمات الدراسية فى القاهرة، والذى لم يعد له سوى حديث واحد خلال الأيام القليلة الماضية، وهو حديث الأسعار التى ارتفعت بشكل غير مسبوق مع بداية الفصل الدراسى الجديد.

{long_qoute_1}

«أنا شغال فى المجال ده بقالى 8 سنين هنا فى الفجالة، وأول مرة يكون الوضع بالشكل ده»، كلمات يقولها محمود منصور، الشاب العشرينى، من داخل محله لبيع المستلزمات الدراسية فى شارع الفجالة، مشيراً إلى أن الأسعار مع بداية هذا الفصل الدراسى ارتفعت بشكل جنونى على غير المعتاد، فبعد أن كان ثمن دستة الكشكول فى محله لا تتخطى حاجز 10 جنيهات، أصبح ثمنها الآن 30 جنيهاً: «الكلام ده طبعاً بيفرق معايا فى البيع والشراء، والدنيا باظت على الآخر، ولسه هتبوظ أكتر».

ولم تقتصر زيادة الأسعار على الكشكول والكراسة وأدواتهما فحسب، إنما طالت أيضاً الكتب الخارجية باختلاف أنواعها وفق حديث «محمود»، الذى يضيف: «أسعار الكتب الخارجية زادت نحو 60%، والناس بقت لما بتيجى تسأل عن حاجة بتسمع الأسعار تقوم مصدومة وماشية، ولأول مرة أشوف فصال فى الأسعار فى الفجالة، كان التيرم ده، وبيتهيأ لى مفيش حاجة عملت فينا كده غير تعويم الجنيه».

وفى «معرض الفجالة للمستلزمات الدراسية»، وقف الخمسينى «عاطف المنياوى»، أحد البائعين، يشكو حاله كبائع وولى أمر فى الوقت نفسه: «أنا حاسس بالناس اللى بتيجى تشترى منى، لأنى واحد منهم وعندى 4 عيال فى مدارس»، يقولها «المنياوى»، ليشير بعدها إلى ارتفاع الأسعار فى جميع الأدوات التى يبيعها دون استثناء، فبعد أن كان يبيع دستة الكشكول بـ13 جنيهاً فى الفصل الدراسى الأول، وصل سعرها فى هذا الفصل الدراسى إلى 20 جنيهاً، وارتفعت دستة الكراسة من 18 جنيهاً إلى 22 جنيهاً، موضحاً أن هذا الارتفاع فى الأسعار كانت له آثاره السلبية الكبيرة عليهم كبائعين: «الناس بعد ما كانت بتيجى الفجالة علشان تشترى كميات كبيرة بسعر الجملة، بقينا لأول مرة نبيع فرط بالكشكول علشان الناس مابقاش معاها فلوس تشترى زى الأول».

ووسط زحام الشارع كانت الثلاثينية «منى أحمد» تمسك فى يدها طفلتها التى لم تتخط عامها العاشر بعد، وعلى كتفها حملت طفلتها الرضيعة، وقد وقفت أمام أحد البائعين تبحث عما تحتاجه من مستلزمات دراسية لأطفالها الأربعة فى مراحلهم التعليمية المختلفة، تقول: «كل حاجة أسعارها زادت، من أول القلم لحد الكشكول، لدرجة إنى باكلم نفسى بقالى 3 ساعات ومش عارفة أعمل إيه»، مضيفة: «آلة بنتى كنت جايباها لها بـ100 جنيه، اتكسرت وجيت أسأل عليها لقيت سعرها بقى 300 جنيه، ولو فى الكتب مثلاً بقيت أقلل فى اللى باجيبه للعيال، حاجة زى الآلة دى مش عارفة هاجيبها إزاى دلوقتى».

وفى جانب آخر، جلس «محمود عبدالله» يحسب ما أنفقه بعد ساعات طويلة قضاها داخل شوارع الفجالة يشترى خلالها مستلزمات الدراسة لأبنائه، يقول: «التيرم الأول كانت الأسعار زيادة الضعف عن السنة اللى فاتت، ووقتها ماكنتش متوقع إن الأسعار تزيد تانى فى التيرم ده، بس للأسف برضه الأسعار زادت جداً، وكل يوم الأسعار عمالة تزيد، لحد ما بقيت خايف من بكرة إنه ييجى».

سياسة ترشيد ألزم بها «محمود» نفسه نتيجة ارتفاع الأسعار، رغم أنها لم توفر له الكثير أيضاً، نظراً إلى عدم وجود كثير مما يمكن الاستغناء عنه فى أدوات أطفاله المدرسية: «بدل ما كنت باجيب قلمين أو 3 أقلام بقيت أجيب قلم واحد، بس اللى أنا عايز أفهمه إن أسعار الحاجات دى زادت لما الدولار ارتفع، طيب دلوقتى ليه سعرها مابينزلش لما الدولار سعره بينزل جنيه أو اتنين، على الأقل يحسسونا إن الأسعار بتقل، ولو بنسبة بسيطة».


مواضيع متعلقة